أطلقت شبكة أطباء السودان مناشدة إنسانية عاجلة وصادمة، كاشفة عن وضع كارثي وغير مسبوق في مدينة بارا بولاية شمال كردفان.
ولخصت الشبكة في بيان لها الموقف بتأكيدها أن ما يحدث في المدينة يمثل "جريمة ضد الإنسانية"، وحملت الصمت الدولي المستمر تجاه هذه المأساة مسؤولية "التواطؤ المخزي". ويأتي هذا التصريح ليرفع مستوى التحذير من كارثة صحية وأمنية غير مسبوقة في ظل استمرار النزاع.
حصار عسكري وتدهور صحي متفاقم
تعد مدينة بارا، شأنها شأن العديد من مدن ولاية شمال كردفان، إحدى المناطق التي تأثرت بعنف بالحرب الدائرة في السودان منذ أبريل 2023.
وقد شهدت المدينة اشتباكات متكررة، مما أدى إلى انهيار شبه تام في الخدمات الصحية ومنظومة دفن الموتى وإدارة الجثث. ويشير البيان إلى أن سبب التكدس الحالي يعود بشكل مباشر إلى القيود العسكرية المشددة المفروضة على حركة المدنيين والفرق الطبية.
جثث مكدسة ومنع عسكري من الاقتراب
كشفت شبكة أطباء السودان، وهي إحدى الجهات المهنية التي توثق الانتهاكات الصحية والأمنية، عن تفاصيل مروعة حول الواقع في بارا:
وأكدت الشبكة أن هذا السلوك، المتمثل في حجز وترك الجثث بهذه الطريقة، يشكل انتهاكا صارخا للقوانين الإنسانية الدولية، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية.
دعوة للتحرك الدولي وتجنب التواطؤ
في ظل التدهور الإنساني السريع، خاصة في مناطق الصراع النائية مثل بارا، ربطت شبكة أطباء السودان بين الكارثة الحالية وبين الصمت الدولي. وتؤكد الرسالة أن استمرار هذا التجاهل يعد تواطؤا مخزيا مع الانتهاكات المرتكبة، مما يهدد بتعميق الأزمة وتحويلها إلى كارثة ذات أبعاد لا يمكن السيطرة عليها. وتدعو الشبكة إلى تحرك فوري لفتح ممرات آمنة للفرق الإنسانية والطبية وتمكين الأهالي من دفن موتاهم، وإرسال إشارة دولية حاسمة، لوقف ما وصفته بـ"الجرائم ضد الإنسانية".

0 تعليق