Published On 4/11/20254/11/2025
|آخر تحديث: 17:58 (توقيت مكة)آخر تحديث: 17:58 (توقيت مكة)
طائرة روسية بدون طيار صُممت لمراقبة الإشعاعات بعد أي حادث أو نزاع نووي محتمل. تعمل في المناطق الملوثة إشعاعيا، وتسهم في إنقاذ آلاف الأرواح في الساعات الأولى بعد الكارثة.
ترتكز فكرة تصنيعها على مبدأ الاستجابة السريعة لمواجهة الطوارئ النووية، انطلاقا من أن التأخر في التعامل مع الأزمات يؤدي إلى خسائر ضخمة، ليس فقط بسبب الكارثة نفسها، بل بسبب بطء التحرك الذي يفاقم الأضرار الاقتصادية ويؤثر في الاستقرار العام.
النشأة والتصنيع
تولّى تصنيع مسيّرة يوم القيامة "مركز الحلول المتكاملة للطائرات بدون طيار"، الذي يقع في مدينة جوكوفسكي بمقاطعة موسكو، وهو مركز متخصص في تطوير الأنظمة الإلكترونية اللاسلكية والمعدات التقنية المتقدمة، إضافة إلى تدريب الكوادر وتصميم الطائرات بدون طيار وأنظمة الدعم الفني.
جاء إنتاج هذه المسيّرة بعد سلسلة من الاختبارات والسيناريوهات التقنية التي هدفت إلى ابتكار طائرة تعتمد على تقنية الرؤية من منظور الشخص الأول، ولها القدرة على العمل في ظروف كانت تُعتبر في السابق غير مناسبة لأي منظومة إلكترونية، وبالأخص في بؤر التلوث الإشعاعي الناتجة عن أي صراع نووي محتمل.
ويُعد تطويرها جزءا من مشروع "خروست"، وهو نظام روسي متكامل لمراقبة مستويات الإشعاع وتقييم درجة التلوث البيئي عن بُعد عقب الضربات النووية أو الحوادث الإشعاعية الكبرى.
في 2014 أجرت روسيا تجارب لدمج الطائرات بدون طيار ضمن مختبر استطلاع إشعاعي مستقل في إطار البرنامج الفدرالي للسلامة النووية والإشعاعية، وأظهرت المسيّرة قدرتها على إجراء مسوحات آلية وشبه آلية، مع نقل بيانات دقيقة مباشرة، عن معدلات إشعاع غاما أثناء تحليقها.
وأكد المصممون أن الهدف من تطوير المسيرة ليس عسكريا بقدر ما هو إنساني وإستراتيجي، إذ تمثل وسيلة لإنقاذ الأرواح في حال وقوع كارثة نووية، عبر تمكين السلطات من جمع المعلومات الحيوية دون تعريض حياة العاملين للخطر.
إعلان
فبعد أي انفجار نووي محتمل، لا يتوقع أن يفنى الجميع فورا كما يُشاع، بل ستنتشر الغيوم المشعة والغبار النووي في أنحاء الكوكب فترة من الزمن، ما يجعل رصد التلوث ورسم خريطة الإشعاع مسألة مصيرية.
وهنا تبرز أهمية نظام "خروست" المزود بمسيّرة "يوم القيامة"، الذي يمكنه العمل في أصعب البيئات وأكثرها خطورة لتأمين المعلومات الميدانية التي تحدد مصير عمليات الإجلاء والإنقاذ في الساعات الأولى بعد الكارثة.
الهدف من التصنيع
يهدف تصنيع مسيّرة يوم القيامة إلى الاستطلاع السريع للإشعاعات، والتحرك لحماية السكان والمنشآت الحيوية في حال وقوع ضربة نووية أو حادث تلوث إشعاعي.
فهي لا تُستخدم لأغراض عسكرية، بل لحماية المدن والمناطق الصناعية والبنية التحتية من آثار الإشعاع.
" frameborder="0">
وتساعد المسيّرة في تحديد نطاق انتشار التلوث بسرعة، مما يتيح تنفيذ عمليات إجلاء منظمة، وتطبيق إجراءات السلامة بكفاءة.
كما تسهم في تقليل الأضرار وتعزيز جاهزية الاستجابة، إذ إن تأخر المعلومات في مثل هذه الظروف يؤدي إلى ارتباك أكبر وخسائر بشرية واقتصادية أوسع.
آلية العمل
تعمل مسيّرة يوم القيامة بطريقة تضمن سلامة المشغّل بشكل كامل، إذ يشغلها من داخل مركبة مدرعة مغلقة دون الحاجة إلى الخروج منها.
فبينما تتحرك المركبة في الميدان، تحلق الطائرة في الجو وتُدار عن بُعد عبر أنظمة تحكم تنقل الصورة المباشرة للمشغّل. وتمتاز بقدرتها العالية على المناورة وسرعة الإقلاع والعمل في ظروف صعبة، مما يجعلها مناسبة تماما للمهام الخطرة.
صُممت هذه الآلية لتقليل المخاطر على العنصر البشري، بحيث تعمل الطائرة على المراقبة والاستطلاع في المناطق الملوثة أو غير الآمنة بدلا من إرسال أشخاص إليها.
المواصفات والمزايا
تتميز مسيّرة "يوم القيامة" بأنها طائرة رباعية المراوح مجهّزة بكاميرا عالية الدقة تنقل الصورة الحية مباشرة إلى جهاز المشغّل، مما يتيح له رؤية المشهد كما لو كان داخل قمرة القيادة نفسها.
" frameborder="0">
تمكّن تلك التقنية من جمع البيانات في البيئات الملوّثة إشعاعيا دون الحاجة إلى تعريض المتخصصين لأي خطر مباشر، إذ تحلّ المسيّرة محل الإنسان في تنفيذ المهام الميدانية الحساسة.
ويمكن للمسيّرة التحليق مدة تصل إلى 20 دقيقة في وضع المناورة النشطة، ويتراوح مداها بين نحو 500 متر في مناطق التلوث الشديد إلى 2 كيلومتر في المناطق ذات التلوث المتفاوت.
تعتمد على نظام الرؤية من منظور الشخص الأول، الذي يمنح المشغّل إدراكا بصريا فوريا للوضع الميداني في ظروف لا يمكن فيها الخروج من المأوى أو المدرعة بسبب الخطر الإشعاعي المرتفع.
مسيرة يوم القيامة غير مسلّحة بطبيعتها، ولا تُستخدم للهجوم أو القتال، بل لمهام المراقبة والاستطلاع البيئي.
وظيفتها الأساسية هي تسجيل البيانات الميدانية وتحديد أماكن الخطر وتوجيه فرق الإنقاذ نحو المسارات الآمنة لعمليات الإجلاء.
كما زُوّدت بأجهزة لقياس درجة الإشعاع وأجهزة استشعار لرصد المواد السامة، وتُصدر إنذارا تلقائيا للمشغّل عند تجاوز مستوى الإشعاع الحدود الآمنة، وهو ما يسهم في تقليل المخاطر على البشر ورفع كفاءة الاستجابة الطارئة.
إعلان

0 تعليق