Published On 4/11/20254/11/2025
|آخر تحديث: 19:35 (توقيت مكة)آخر تحديث: 19:35 (توقيت مكة)
في شمال دارفور، تتواصل المأساة الإنسانية بعد سقوط مدينة الفاشر في يد قوات الدعم السريع أواخر أكتوبر/تشرين الأول، إذ يفرّ آلاف المدنيين من المدينة وسط فوضى القتل والدمار والاختطاف. الناجون الذين قطعوا المسافات سيرًا على الأقدام أو على ظهور الحمير رووا تفاصيل مروعة عن جثث تملأ الطرقات، وعمليات قتل عشوائية، وفتيات يُختطفن من قوافل الفارين.
ورد ذلك في تقرير أعده الصحفي براناف باسكار ونشرته نيويورك تايمز، وأوضح فيه أنه استند إلى شهادات مواطنين بمنطقة الفاشر جمعها المجلس النرويجي للاجئين.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listذكر باسكار أن الفاشر تحولت إلى ساحة إبادة جديدة تشبه ما شهده إقليم دارفور قبل عقدين، وأصبحت المدينة آخر معقل للجيش السوداني في الإقليم قبل أن تسقط في أيدي قوات الدعم السريع التي انبثقت من مليشيا الجنجويد المتهمة بارتكاب جرائم إبادة في مطلع الألفية.
مصابون بالرصاص والتعذيب
في مدينة طويلة، التي تبعد حوالي 65 كيلومترا عن الفاشر، استقبلت المنظمات الإنسانية مئات الجرحى والمصابين بالرصاص والتعذيب.
ووصل كثير من الأطفال، دون ذويهم، بعد أن فقدوا أسرهم خلال القصف أو أثناء رحلة الهروب، كما يقول التقرير. وتحدث عاملون بمنظمة أطباء بلا حدود عن جثث تُترك في الشوارع، وعن قلق بالغ على آلاف المفقودين الذين لا يُعرف مصيرهم حتى الآن.
ووفقا للتقرير، قُطعت الاتصالات داخل الفاشر، ما يجعل من الصعب تحديد حجم المجازر التي حدثت هناك. وأكد شهود أن قوات الدعم السريع اقتحمت المستشفى الأخير الذي كان يعمل في المدينة وقتلت داخله أكثر من 450 شخصا. كما أعلنت هيئة تصنيف مراحل الأمن الغذائي رسميا وجود مجاعة في الفاشر بعد انهيار الإمدادات الغذائية وتوقف المرافق الطبية.
إعدامات عنصرية
ووصف الناجون الذين تمكنوا من الخروج مشاهد الرعب التي عاشوها. امرأة (28 عاما) تحدثت عن فتيات خُطفن على الطريق. وأخرى في أواخر الأربعينيات روت كيف كانت تختبئ من القصف بين المباني المدمرة، فيما قال رجل نجا مع طفله إن القوات كانت تعدم المدنيين لمجرد أنهم من ذوي البشرة السوداء.
إعلان
وقالوا إن الفرار من الفاشر أصبح مغامرة محفوفة بالموت، إذ تنتشر على الطرق عمليات ابتزاز واحتجاز ونهب وعنف جنسي، بينما يعاني الفارون الجوع والعطش ويأكل بعضهم علف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة.
ولفت باسكار إلى أن الأمم المتحدة تصف الحرب السودانية بأنها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إذ تسببت في نزوح أكثر من 12 مليون شخص ومقتل نحو 400 ألف منذ اندلاعها قبل عامين.
ومن أبشع نتائجها مئات الأطفال الذين وجدوا أنفسهم بلا أسر. أحدهم، صبي صغير، وصل إلى طويلة بقدم مكسورة بعد أن قُتل والداه وإخوته أثناء القصف، وقال إنه ينام كل ليلة قرب الغرباء على الأرض، منتظرا من يمد له يد العون.

0 تعليق