سجلت أسعار المعادن الثمينة ارتفاعا ملحوظا خلال تعاملات يوم الأربعاء، مدفوعة بـ "عمليات الشراء عند المستويات المنخفضة" (Dip Buying) من قبل المستثمرين الباحثين عن فرص للمضاربة وجني الأرباح وجاء هذا الانتعاش بعد تراجع المعدن النفيس إلى أدنى مستوى له في نحو أسبوع خلال الجلسة السابقة.
يتزامن صعود الذهب مع ترقب حاسم في الأسواق لصدور بيانات التوظيف في القطاع الخاص الأمريكي، التي تعد مؤشرا حيويا للمسار المستقبلي لأسعار الفائدة.
عاملان وراء الانتعاش المؤقت
أرجع جيجار تريفيدي، المحلل البارز في شركة "ريلاينس سيكيوريتيز"، ارتفاع الذهب إلى عاملين رئيسيين:
أما على الصعيد الفني للأسعار، ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.9% ليبلغ 3966.65 دولارا للأونصة، بعد أن كان قد سجل تراجعا بأكثر من 1.5% يوم امس الثلاثاء.
كما صعدت عقود الذهب الأمريكية الآجلة تسليم ديسمبر بنسبة 0.4% لتسجل 3975.30 دولارا للأونصة و يأتي هذا الصعود في ظل استقرار الدولار الأمريكي قرب أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر، وهو ما يشكل ضغطا معاكسا.
ضغوط السياسة النقدية الأمريكية تخنق المعدن الأصفر
وعلى الرغم من الارتفاع الحالي، لا يزال الذهب يواجه ضغوطا بنيوية عميقة مرتبطة بـ السياسة النقدية الأمريكية، أشار تريفيدي إلى أن المعدن الثمين يواجه تحديات قاسية بسبب تراجع التوقعات بشأن خفض إضافي لأسعار الفائدة خلال العام الجاري، يأتي ذلك تحديدا بعد إشارة رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الأسبوع الماضي إلى أن الخفض الأخير قد يكون الوحيد في هذا العام.
وبحسب المراقبين فإن هذا التراجع في التوقعات ينذر بـ المزيد من الهبوط للذهب، حيث حذر تريفيدي من أن المعدن قد يشهد مزيدا من الانزلاق نحو مستوى 3900 دولار للأونصة إذا جاءت بيانات التوظيف الخاصة بشركة ADP أقوى مما كان متوقعا.
الغموض يرفع أهمية تقرير ADP وسط شلل البيانات الحكومية
وتترقب الأسواق بشغف غير مسبوق تقرير التوظيف الوطني الصادر عن شركة ADP اليوم، وذلك في ظل غياب المؤشرات الاقتصادية الرسمية، ويعزى هذا التركيز الشديد إلى احتمالية استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية ليصبح الأطول في التاريخ، ما أدى إلى توقف إصدار العديد من البيانات الحكومية الحاسمة.
وفي سياق ترقب الفائدة، أظهرت أداة متابعة الفائدة الأمريكية المتاحة على موقع إنفستنغ السعـودية أن الأسواق ترى احتمالا بنسبة 69% لخفض الفائدة في ديسمبر، وهي نسبة تراجعت بشكل كبير بعد تصريحات باول، حيث كانت تتجاوز 90% قبلها.
يبقى الذهب، الذي لا يدر عوائد مباشرة، خيارا مفضلا في بيئة تتسم بأسعار فائدة منخفضة وخلال فترات الغموض الاقتصادي، على الرغم من أنه فقد نحو 10% من قيمته منذ تسجيله مستوى قياسيا بلغ 4381.21 دولارا للأونصة في 20 أكتوبر الماضي.
0 تعليق