يستوقفك كتاب "المتلقي المذعن.. محاورات في النقد الأدبي" بمجرد أن تقع عيناك على العنوان، فهو يقلب المعادلة التقليدية التي جعلت من القارئ شريكا في المعنى، ليضعه في موقع الضعيف، المستسلم أمام سلطة النص أو المؤلف أو الخطاب النقدي المستورد. بهذا المعنى، يتخذ الكتاب منذ عتبته الأولى موقفا فلسفيا قبل أن يكون نقديا، إنه بحث في حرية الوعي داخل أفق الثقافة.
في هذا الكتاب الفائز بجائزة جامعة فيلادلفيا الأردنية لأحسن كتاب مؤلَّف، والصادر عن دار "الآن ناشرون وموزعون" في عمّان، يقرأ المؤلف الدكتور زياد الزعبي فعل القراءة ذاته، أي العلاقة بين النص والمتلقي، وبين القول والتأويل، وكذلك بين الفكر والانفعال.
مساءلة الإذعان
ينطلق الزعبي من فكرة محورية مفادها أن التلقي -كما فهمه ابن سينا والفارابي وحازم القرطاجني- غالبا ما تأسس على انفعال غير مفكّر فيه؛ أي انفعال يقود إلى إذعان جمالي أو فكري، حيث يستسلم القارئ لصورة أو خيال دون مساءلة. من هنا، يرى المؤلف أن الإذعان ليس سلوكا فرديا فحسب، بل هو بنية ثقافية تتكرر في الفكر العربي حين يتعامل مع المناهج الوافدة أو مع التراث ذاته بعين الإعجاب أو الاتباع.
في قراءاته المتعددة -من الجرجاني إلى ابن خلدون، ومن البنيوية إلى السيميائيات- لا يكتفي الزعبي بعرض الآراء، بل يحاورها ضمن ما يسميه "المساءلة النقدية". فهو يعيد النظر في المسلّمات الكبرى التي تهيمن على الخطاب النقدي، كتحوّل النظريات الغربية إلى أنظمة مغلقة تُتلقّى في جامعاتنا بـ"إذعان منهجي" دون فحص لأصولها الفلسفية أو لسياقاتها الاجتماعية التي وُلدت فيها.
الزعبي هنا يواجه ما يسميه "بؤس المعرفة المذعنة"، أي ذلك الانبهار الذي يجعل القارئ العربي يلهث خلف المفاهيم -كالتناصّ، أو السيمياء، أو الخطاب- دون وعي بتاريخها أو بتحوّلاتها داخل الثقافة التي أنجبتها.
إعلان
في المقابل، يدعو الكتاب إلى تأسيس قراءة محاورة، وهي قراءة لا تكتفي بالتلقي، بل تخلق جدلا حيّا مع النص. فالنقد الحقيقي عند الزعبي ليس أن نُعجب بما نقرأ، بل أن نسائل ما نقرأ، وأن ننظر إلى النص لا بوصفه سلطة بل بوصفه كائنا قابلا للجدل وإعادة التأويل.
وتكمن أهمية هذا الموقف في أنه يعيد الاعتبار للعقل النقدي العربي بوصفه فاعلا لا تابعا، شريكا لا ناقلا، ويذكّر بأن التراث ذاته -من الجرجاني إلى ابن خلدون- لم يُبنَ على الإذعان، بل على الحوار والاستقراء والجدل.
المناطق المسكوت عنها
في عالم النقد الأدبي العربي الذي لا يزال يتأرجح بين الانبهار بالمنجز الغربي والارتهان لسلطة التراث، يأتي كتاب "المتلقّي المذعن" بوصفه محاولة فكرية جادة لإعادة بناء الوعي النقدي العربي من الداخل، عبر مساءلة فعل التلقّي نفسه، ذلك الفعل الذي ظلّ في نظره أحد أخطر المناطق المسكوت عنها في علاقتنا بالمعرفة والجمال معا. فالزعبي لا يكتب عن الشعر أو اللغة أو المناهج فحسب، بل يكتب عن الذهنية التي تتلقّى، عن استعداد العقل العربي -ناقدًا كان أم قارئًا- للإذعان للنصوص، سواء أكانت نصوصا شعرية أم نقدية أم نظرية وافدة من الغرب.
في هذا الأفق، يتحوّل العنوان من مجرّد توصيف لحالة إلى مفهوم نقدي شامل. فـ"المتلقي المذعن" ليس القارئ الفرد وحده، بل هو صورة ثقافية تمتد عبر قرون من التفكير العربي، من لحظة تلقي النصوص الأولى حتى زمن البنيوية والسيميائيات الحديثة. إنه يمثل القارئ الذي يتعامل مع النص بوصفه حقيقة مكتملة لا مجال لمحاورته، وهو في الآن ذاته صورة للمثقف العربي الذي يتلقى المناهج الغربية بقدر من التبجيل أكثر مما يتلقاها بفعل الحوار والنقد. ومن هنا، فإن الكتاب ينهض على أطروحة واضحة: أن أزمة الفكر العربي المعاصر لا تكمن في نقص الأدوات أو المناهج، بل في آلية التلقي ذاتها، أي في ميلها إلى الانفعال والإذعان بدل التفكير والمساءلة.
ينطلق الزعبي في مقدمة كتابه من قراءة فلسفية دقيقة لمفهوم الإذعان، مستعينا بابن سينا الذي رأى في الشعر "كلاما مخيّلا تُذعن له النفس"، أي أن فعل الشعر يقوم على انفعال غير عقلاني يجعل المتلقي يقبل الصورة دون فحصها أو التحقق من صدقها. هذه اللحظة الانفعالية هي التي يراها الزعبي لبّ الأزمة، لأنها تحولت إلى نموذج عام في الثقافة العربية، أي إذعان للخيال دون وعي، وإذعان للسلطة دون مساءلة، وإذعان للمنهج دون فهم لجذوره. ومن هذا المنطلق، لا يكتفي المؤلف بتفكيك تاريخ التلقي الجمالي في التراث العربي، بل يعيد فحصه في ضوء تحولات النقد الحديث ليكشف أن الإذعان واحد، سواء جاء في ثوب المتنبي أو في ثوب فرديناند دي سوسير مؤسس المدرسة البنيوية في اللسانيات.
حوارات متصلة حول الوعي النقدي
يقع الكتاب في مجموعة من الفصول التي يمكن قراءتها بوصفها حوارات متصلة حول الوعي النقدي. ففي كل فصل، يقيم الزعبي مواجهة بين نصوص قديمة وأخرى حديثة، بين التراث والنظرية، ليكشف كيف استقرت فينا أنماط الاستقبال السلبي. ففي الفصل الأول، يعاين المؤلف مفهوم المتلقي عند حازم القرطاجني، مستندا إلى مشروعه الشهير في "منهاج البلغاء"، حيث يحتل المتلقي موقع الهدف في العملية الشعرية. يرى القرطاجني -كما يوضح الزعبي- أن المتلقي ينفعل بالتخييل كما تنفعل النفس بالصورة الحسية، أي أنه يتلقى الشعر بانفعال يقصي الفكر، على نحو يشبه التلقي السحري أو الإيحائي. وهنا يلفت الزعبي النظر إلى أن القرطاجني -رغم عبقريته- كرّس نموذج "المتلقي المذعن" دون أن يدري، إذ جعل القبول الجمالي قائما على الخضوع لصورة الشاعر لا على الحوار معها.
ويمتد التحليل إلى الجرجاني والفلاسفة المسلمين كالفارابي وابن سينا، الذين ربطوا فعل التلقي بالخيال والنفس أكثر من ربطه بالعقل والتفكير، وهو ما يؤسس -بحسب الزعبي- لنموذج ثقافي يجعل الذوق أسبق من الفهم. هذه الرؤية، على عمقها، أنتجت عبر الزمن نوعا من التقديس الجمالي الذي يجعل المتلقي العربي ينقاد للنصوص المؤثرة دون فحص لمصادرها أو مرجعياتها. وهنا يلمّح الزعبي إلى أن الإذعان ليس سمة قَدَرية، بل هو نتيجة تراكم تاريخيّ جعل من الشعر مركز السلطة الرمزية في الثقافة العربية، ومن المتلقي تابعا للناصّ أو المؤلف.
إعلان
لكن الكتاب لا يقف عند التراث، بل يمدّ خيط المقارنة إلى النقد العربي الحديث. ففي فصل ثريّ حول السيميائيات، يدرس الزعبي استقبال العرب لأفكار فرديناند دي سوسير، وكيف تحوّلت مقولاته في اللغة والعلامة إلى عقيدة نقدية لا تُمسّ. يذكّرنا المؤلف بأن ما بدا ثورة فكرية في أوروبا كان -في سياقه الأصلي- محلّ جدل ونقض مستمر، إذ كشفت الدراسات اللاحقة زيف بعض نصوص دي سوسير التي نُسبت إليه، وبيّنت أن أفكاره لم تكن نظاما مغلقا كما تلقّاها النقاد العرب. غير أن الباحث العربي -كما يقول الزعبي- استسلم لبريق النظرية، واعتبرها كشفا مطلقا لا يحتاج إلى مراجعة، فوقع في الفخ ذاته، أي الإذعان باسم الحداثة. وهكذا تتكرر الظاهرة نفسها التي شهدها النقد العربي مع البنيوية، والتفكيكية، والنقد الثقافي، حيث يجري تبنّي المفاهيم قبل وعيها، واستنساخ المناهج دون مساءلة أسسها الفلسفية.
وفي فصل آخر مكرّس لمفهوم الخطاب، يواصل الزعبي محاورته بين التراث العربي والنقد الغربي، موضحا أن المصطلح -وإن شاع في الدراسات الحديثة- له امتدادات عربية قديمة يمكن استثمارها دون الارتهان للنقل. هنا يتجلى المنهج الذي يميّز الكتاب، أي الاستقلال في الفهم لا الانعزال عن العالم. فالزعبي لا يدعو إلى قطيعة مع المناهج الحديثة، بل إلى وعيها داخل سياقنا، وإلى بناء قراءة تستفيد من منجزها دون أن تُسلم عقلها لسطوتها. ويذكّرنا بأن الخطاب في تراثنا -كما عند الجاحظ وابن خلدون- لم يكن غائبا، بل كان مفهوما حيّا يتصل باللسان والفكر والاجتماع، لكننا حين تلقّيناه من فوكو وبارت وهابرماس تلقيناه كـ"قانون"، لا كأفق للتفكير.
نموذج المتلقي المحاور
من أجمل فصول الكتاب ذلك الذي يخصّصه الزعبي لقراءة ابن خلدون بوصفه نموذجا للمتلقي المحاور. فابن خلدون -كما يرى الزعبي- لم يكن متلقيا مستسلِما للموروث الفلسفي، بل عقلا ناقدا أعاد صياغة النصوص التي وصلته ودمجها في منظومة فكرية جديدة. فقد سبق غيره في الربط بين الاجتماع والسياسة واللغة، وأقام علمه على الملاحظة والاستقراء، لا على النقل. بهذا المعنى، يقترح الزعبي أن ابن خلدون يمكن أن يكون نقيضا لـ"المتلقي المذعن"، لأنه تجاوز حدود التلقي إلى إنتاج المعرفة. ومن خلال هذا المثال، يذكّرنا الكتاب بأن الثقافة العربية ليست عاقرًا، وأن في داخلها إمكانات نقدية عظيمة يمكن أن تتجدد متى ما تحرّرنا من عقدة الإعجاب بالمركز الغربي.
ويستثمر المؤلف هذا المنظور في تحليل علاقة النقد العربي بالمناهج الغربية الحديثة، فيرى أن الإشكال ليس في "استيراد النظرية" بل في طريقة استقبالها. فحين تصلنا البنيوية أو السيميائية أو التفكيكية، نستقبلها كأنها وحي علمي، لا كنتاج لتاريخ معرفي له سياقاته ومحدودياته. لذلك ينقلب الاستيراد إلى تبعية فكرية، ويصبح التلقي فعل إذعان لا فعل حوار. ومن هنا يذكرنا الزعبي أن النقد الحقيقي يبدأ من التفكير في الأصول لا في الشعارات، وأن استلهام المناهج لا يعني الخضوع لها، بل محاورتها من داخل أسئلتنا وثقافتنا الخاصة.
وعلى الرغم من أن المؤلف ينطلق من حقل النقد الأدبي، فإن مشروعه يتجاوز هذا الإطار ليقدّم تشخيصا ثقافيا للوعي العربي الحديث. فالإذعان في نظره ليس مجرد ظاهرة نقدية، بل مظهر من مظاهر الخضوع المعرفي العام، إنه خضوع للسلطة، وللمركز، وللأنماط الجاهزة من التفكير. ومن هنا تنبع القيمة الفكرية للكتاب؛ إذ يتحول من دراسة نقدية إلى تأمل في معنى الحرية داخل الفكر العربي. فالقراءة التي يدعو إليها الزعبي ليست مجرد تمرين أكاديمي، بل ممارسة فكرية تسائل العلاقة بين القارئ والنص، بين الوعي والسلطة، بين المعرفة والهوية.
إعلان
ومع أن الكتاب أكاديمي متخصص، إلا أن لغته توازن بين الدقة والوضوح، فيخاطب القارئ المثقف دون أن يغرق في الاصطلاح الأكاديمي. والزعبي يكتب بنَفَس حواريّ، يقرّب المسائل المعقدة عبر أمثلة من الشعر والنقد القديم، فيُظهر كيف أن مفاهيم مثل التلقي، التخييل، الخطاب، المحاكاة ليست جديدة على ثقافتنا كما يُظن، بل كانت جزءا من تراث حيّ انقطعنا عن تأمله. وتأتي هذه المقارنات لتؤسس لما يمكن تسميته بـ"النقد العربي المقارن"، الذي لا يكتفي بنقل المفاهيم، بل يعيد ربطها بمصادرها الأصلية في الفكر العربي والإسلامي.
منهجية المحاورة والتوازن المعرفي
من الناحية المنهجية، يعتمد الزعبي أسلوب المحاورة النقدية، أي أنه لا يكتفي بعرض المقولات، بل يضعها في مواجهة غير مباشرة، بعضها البعض. فابن سينا يحاور القرطاجني، والجرجاني يحاور دي سوسير، وابن خلدون يحاور رولان بارت، وهكذا تتقاطع الأزمنة والأفكار داخل فضاء واحد. هذا النَفَس الحواري يمنح الكتاب حيوية فكرية نادرة في الدراسات النقدية، إذ يتحوّل التاريخ هنا إلى مختبر حيّ، يُستحضر فيه القديم والحديث لتوليد وعي جديد.
ولعل ما يميز رؤية الزعبي أنه لا يقع في فخ التمركز التراثي الذي يزهو بالماضي، ولا في فخ التبعية الغربية التي تلغي الذات، بل يسعى إلى توازن معرفي (إبستمولوجي) يجعل من الحوار أساسا للمعرفة. إنه يدعو القارئ العربي إلى أن يكون "شريكا في إنتاج المعنى"، لا "صدى للمقولات". فكما لا يجوز أن نقرأ الشعر بعين المستسلم، لا يجوز أن نقرأ الفكر بعقل المبهور. وبهذا يلتقي البعد الجمالي بالبعد المعرفي في سياق واحد، لأن الحرية في الجمال هي الوجه الآخر للحرية في الفكر.
ومع أن الزعبي يوجّه نقده أحيانا بحدة، إلا أن خطابه يظل عقلانيا، فهو يتجنب التهكم والإدانة المباشرة، ويستعيض عنهما بالتفكيك الهادئ والحجة المنطقية. فهو لا يرفض المناهج الغربية، بل يرفض أن تُتلى علينا كأنها كتب مقدسة. وهو أيضا لا يهاجم التراث، بل يطالب بإعادة قراءته من داخل منطقه لا من خارجه. ولعل هذه الوسطية الفكرية تمنح الكتاب عمقه وأناقته في آن معا، وتجعل منه نصّا يمكن أن يخاطب القارئ الجامعي والمثقف العام على حدّ سواء.
تحرير القارئ
في الصفحات الأخيرة، يتأمل الزعبي أثر هذا الوعي الجديد على مستقبل النقد العربي، فيرى أن تجاوز الإذعان لا يتحقق إلا عبر تحرير القارئ. فالمتلقي المحاور هو من يقرأ بنظرين، عين ترى الجمال، وعقل يسائل المعنى. وحين يتوازن الاثنان، تتحقق القراءة الحرة التي تعيد للنص دوره الخلاق وللقارئ مكانته المفكّرة. هنا يلتقي الفكر بالأخلاق، إذ يصبح السؤال عن التلقي سؤالا عن المسؤولية، وعن موقع الإنسان من المعرفة والسلطة.
يخرج القارئ من هذا الكتاب وهو يشعر أن العنوان ليس مجازيا، إنه تشخيص دقيق لعلّة ثقافتنا الحديثة، وهي غياب الفاعلية النقدية. فـ"المتلقّي المذعن" ليس هو الفرد وحده، بل هو المجتمع الثقافي حين يتنازل عن حقه في السؤال. والطريق إلى الخلاص، كما يلمّح الزعبي، يبدأ من تحويل الإذعان إلى محاورة، والانفعال إلى تفكّر، والإعجاب إلى نقد خلّاق.
"المتلقّي المذعن" ليس هو الفرد وحده، بل هو المجتمع الثقافي حين يتنازل عن حقه في السؤال. والطريق إلى الخلاص، كما يلمّح الزعبي، يبدأ من تحويل الإذعان إلى محاورة، والانفعال إلى تفكّر، والإعجاب إلى نقد خلّاق.
إنه كتاب يذكّرنا بأن النقد ليس علما فقط، إنما موقف من الوجود والمعرفة، وأن القارئ الحق هو من يرفض أن يُقاد حتى في الجمال، لأن الجمال نفسه لا يتحقق إلا بحرية الذهن وانفتاح القلب.
في نهاية المطاف، يبدو كتاب "المتلقي المذعن" أشبه بمرافعة فكرية في وجه السكون الثقافي، أو بيان نقدي ضد استقالة القارئ العربي من دوره. إنه يذكرنا بأن القراءة ليست طقسا من الطاعة، وإنما مغامرة في التفكير. وأن النقد، في جوهره، ليس تقنية بل فعل حرية. ومن هذه الزاوية، يمكن القول إن الزعبي يعيد تعريف النقد بوصفه ممارسة ثقافية، تسعى إلى تحويل الإذعان إلى وعي، والانفعال إلى معرفة، والتلقي إلى حوار دائم بين الذات والعالم.
وأخيرا، فهذا كتاب لا يغلق بابا بل يفتحه، ولا يدعي امتلاك الحقيقة بل يدعونا إلى الشك الخلاق الذي هو شرط كل تفكير. وفي زمن تتكاثر فيه الأصوات وتقلّ فيه الرؤى، يبدو "المتلقي المذعن" درسا في النقد كما في الحياة، أي أن تكون قارئا حرّا، لا متلقيا مطيعا؛ وأن تحاور النص لتكتشف نفسك فيه، لا لتتوارى خلفه.
إعلان

0 تعليق