تلقت أسواق المعادن الثمينة ضربة مع تداولات الخميس، حيث سجل الذهب انخفاضا ملحوظا.
جاء هذا التحرك الهابط كرد فعل مباشر على تقرير وظائف أمريكي جاء أقوى بكثير من المستويات المرتقبة، مما قلب الطاولة على توقعات المستثمرين.
أدت هذه الأرقام غير المنتظرة إلى تقليص حاد للرهانات على خفض جديد لأسعار الفائدة الفيدرالية في ديسمبر، وعززت فرص إبقاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي على سياسته النقدية المتشددة لفترة أطول.
صدمة "ADP" تعيد الحسابات
أشعل تقرير مؤسسة "ADP" الموقف، كاشفا عن إضافة القطاع الخاص لنحو 42 ألف وظيفة خلال الشهر المنصرم. هذا الرقم جاء ليتجاوز بفارق كبير متوسط تحليلات الخبراء، الذي كان يدور حول 28 ألف وظيفة فقط.
هذه القوة غير المحسوبة في سوق العمل ترجمت مباشرة في أدوات المضاربة على الفائدة. فبحسب أداة "فيد واتش" (FedWatch) التابعة لمجموعة CME، تهاوت احتمالات إقدام الفيدرالي على خفض جديد في ديسمبر من أكثر من 90% في الأسبوع الماضي، إلى 62% فقط حاليا.
استجابة فورية للمعدن الأصفر
كان التأثير فوريا على شاشات التسعير. انخفض الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% ليستقر عند مستوى 3971.08 دولار للأوقية.
كما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للمعدن النفيس (تسليم ديسمبر) بنسبة مماثلة، مسجلة 3979.70 دولارا.
وما زاد الضغوط على الأصول غير المدرة للعائد، هو صعود مؤشر الدولار، الذي حافظ على مكاسبه قرب أعلى مستوى له في أربعة أشهر. هذا التحرك دفع المستثمرين بعيدا عن الملاذات الآمنة نحو الأدوات ذات العائد الأعلى.
ولم يكن الذهب وحده في دائرة الهبوط، بل شمل التراجع بقية المعادن النفيسة؛ حيث فقدت الفضة 0.6% لتصل إلى 47.77 دولارا، وهبط البلاتين 0.8% مسجلا 1549.21 دولارا، فيما انخفض البلاديوم 0.7% ليتداول عند 1408.74 دولارا.
ارتباك في مسار "الفيدرالي"
يأتي هذا التطور ليثير ارتباكا واضحا في الأسواق، خصوصا وأن البنك المركزي الأمريكي كان قد أقر بالفعل خفضا لأسعار الفائدة في الأسبوع الماضي. وكان رئيسه، جيروم باول، قد ألمح خلال ملامح سياسته إلى إمكانية تنفيذ خفض إضافي هذا العام.
إلا أن معطيات التوظيف الحديثة قد تضع عقبات جدية أمام هذا المسار، وتجبر الفيدرالي على الإبقاء على سياساته النقدية "أكثر تشددا" مما كانت تأمله أسواق الذهب.

0 تعليق