في خطوة تثير تساؤلات أخلاقية وقانونية عميقة، كشف تقرير حديث أن موظفي شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة xAI، المملوكة للملياردير إيلون ماسك، اضطروا لبيع بياناتهم الحيوية البيومترية للمساعدة في تدريب روبوتات دردشة مثيرة.
وتشير التقارير، المستندة إلى وثائق داخلية، إلى أن الموظفين وتحديدا فريق معلمي الذكاء الاصطناعي AI tutors المسؤول عن تطوير روبوت الدردشة غروك Grok أجبروا على توقيع اتفاقيات تنازل.
بموجب هذه الاتفاقيات، يتنازل الموظفون عن حقوق وجوههم وأصواتهم بشكل دائم للشركة.
وجاء هذا الإجراء في إطار مبادرة سرية داخل الشركة أطلق عليها اسم "مشروع سكيبي Project Skippy.
وهدف المشروع إلى جمع بيانات بشرية حقيقية لاستخدامها في تدريب الجيل القادم من روبوتات الدردشة، ومن ضمنها رفيق افتراضي يحمل إيحاءات جنسية واضحة ويدعى آني Annie.
ووفقا للوثائق الداخلية، منحت هذه الاتفاقيات شركة xAI ترخيصا دائما وعالميا وغير حصري لاستخدام وتعديل وتوزيع البيانات البيومترية للموظفين، وذلك دون دفع أي تعويضات مالية لهم.
وخلال اجتماع داخلي برئاسة المحامية ليلي ليم، أبلغ الموظفون أن الهدف هو جعل التجسيدات الرقمية تتصرف وتظهر كبشر" بشكل طبيعي.
وأثناء الاجتماع، برزت مخاوف الموظفين؛ حيث تساءل أحدهم عما إذا كان بإمكان الشركة بيع هيئتهم في المستقبل، بينما طالب آخر بتوضيح صريح حول إمكانية رفض المشاركة من الأساس.
وبحسب التقرير، لم يتم تلبية هذا الطلب، بل اقتصر الرد على إحالتهم إلى جهات اتصال محددة في حال وجود "أي مخاوف".
وتعمقت هذه المخاوف لاحقا عندما تلقى الموظفون إشعارا يؤكد أن تسجيل المقاطع الصوتية والمرئية بات مطلبا وظيفيا لا غنى عنه.
وبعد استخدام بياناتهم لتدريب الروبوت آني، عبر بعض الموظفين عن صدمتهم من الطابع الجنسي المفرط لردود الروبوت.
كما أعرب آخرون عن قلقهم الحقيقي من إساءة استخدام صورهم في إنشاء مقاطع ديب فايك Deepfake مزيفة، أو دمجها في منتجات أخرى دون علمهم أو موافقتهم.
من جهته، دافع إيلون ماسك، الذي قيل إنه أشرف شخصيا على تطوير "آني"، عن هذه الروبوتات واصفا إياها بأدوات "للتواصل العاطفي".
بل إنه توقع في منشور على منصة إكس تويتر سابقا أن تساهم هذه الروبوتات في زيادة معدلات المواليد.
ويتوافق هذا التوجه مع التقارير التي تتحدث عن تسويق آني ورفيقها الذكر فالنتاين كرفاق افتراضيين مثيرين.
وقام ماسك بنفسه بالتشجيع على تجربتهم، ونشر مقاطع للروبوت الأنثى وهي ترقص بملابس داخلية.
ويبدو أن هذا الإصرار نابع من سعي ماسك المحموم لتسريع وتيرة التطوير.
فقد ألغى الاجتماعات العامة وبدأ بالإشراف الشخصي المباشر على كتابة شفرات غروك في جلسات ليلية متأخرة، بهدف تحويله إلى روبوت الدردشة الأكثر شعبية، متحديا بذلك ChatGPT المملوك لشركة OpenAI.
ولم يمر هذا التوجه دون عواقب، حيث وجه 44 مدعيا عاما على مستوى الولايات المتحدة تحذيرات إلى xAI و ميتا وشركات أخرى، بضرورة حماية القاصرين من المحتوى الصريح.
وردا على ذلك، قامت ميتا بتعديل تعليمات روبوتها، بينما لم تفعل xAI ذلك حتى الآن.

0 تعليق