ناشطون ومنظمات يدعون "كوب 30" إلى التزامات مناخية أقوى - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

قامت منظمات غير حكومية ونشطاء بيئيون بتحركات احتجاجية على هامش قمة "كوب 30" في مدينة بيليم البرازيلية لتذكير العالم بجدية أزمة المناخ، وعرضوا أيضا مطالب ورسائل عن تغير المناخ على المباني الشهيرة في ريو دي جانيرو مع وصول زعماء العالم لحضور قمة الأمم المتحدة للمناخ "كوب 30".

ونظم عشرات النشطاء تحركات احتجاجية، ورفعوا شعارات مثل "الملوث يدفع"، و"حماية الغابات والأشخاص"، و"مؤتمر المناخ في البرازيل كوب 30 في منطقة الأمازون". وتضمنت التحركات أيضا دمى وصورا لزعماء العالم يدعون إلى اتخاذ إجراءات أقوى بشأن المناخ.

اقرأ أيضا

list of 4 items end of list

وجاءت هذه الخطوة في إطار الاحتجاجات التي ينظمها ناشطون من عدة منظمات دولية ومحلية في مكان انعقاد القمة، مطالبين السياسيين بتنفيذ الالتزامات والتعهدات السابقة واتخاذ إجراءات جذرية لمكافحة أزمة المناخ.

وقبيل انعقاد المؤتمر، كانت مئات المنظمات والجمعيات البيئية والحقوقية قد حثت في رسالة مؤتمر المناخ العالمي "كوب 30" (COP30) على معالجة الجذور التاريخية لأزمة المناخ، ووضع التعويضات على جدول الأعمال.

وتقول الرسالة، إن الجرائم التاريخية، مثل الاستعباد والاستعمار، أوجدت تفاوتات عالمية في الوصول إلى الموارد، ودفعت إلى إسهامات غير متكافئة في الانبعاثات، وزادت من التعرض للكوارث، وتستمر في استبعاد كثيرين من صنع القرار بشأن المناخ.

Leaders attend a meeting hosted by Brazil's President Luiz Inacio Lula da Silva, for leaders of tropical forest countries and nations committed to investing in the Tropical Forest Forever Facility (TFFF) in Belem, Brazil, November 6, 2025. REUTERS/Adriano Machado
زعماء وقادة العالم في الجلسة الافتتاحية لقمة المناخ العالمية في البرازيل (رويترز)

رسائل عالمية

وعرضت عشرات المنظمات المعنية بشؤون البيئة والمناخ مطالبها، وأكدت منظمة غرينبيس العالمية، أنه يجب على مؤتمر الأطراف الثلاثين أن يواجه اللحظة الراهنة بطموح وشجاعة وعدالة مناخية، ووضع خطة استجابة عالمية لمعالجة فجوة الطموح البالغة 1.5 درجة مئوية وتسريع خفض الانبعاثات في هذا العقد الحاسم.

كما طالبت المنظمة بخطة عمل غابات جديدة مخصصة مدتها 5 سنوات لوقف وعكس إزالة الغابات وتدهورها بحلول عام 2030، وإنشاء بند جديد دائم على جدول أعمال اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ لتعزيز دفع تنفيذ برنامج العمل الوطني للغابات، ولا سيما زيادة التمويل العام من الدول المتقدمة.

إعلان

وأكدت المنظمة أيضا ضرورة زيادة التمويل العام من البلدان المتقدمة، وتعزيز نظام الضرائب على الملوث، يدفع إلى فتح المجال أمام زيادة التمويل العام للبلدان النامية.

من جهتها، قالت منظمة العفو الدولية، إنه يجب على قادة مؤتمر "كوب 30" أن يضعوا الناس، وليس الأرباح أو السلطة، في صميم المفاوضات بالالتزام بحماية مطالب النشطاء ومعالجتها لتسريع العمل المناخي الذي يحتاجه كوكبنا عاجلا.

وحسب المنظمة، يجب أن يشمل ذلك الإلغاء الكامل والسريع والعادل والممول للوقود الأحفوري، والتحول العادل إلى الطاقة المستدامة للجميع في جميع القطاعات.

وقالت أنياس كالامار، الأمينة العامة للمنظمة إن "أزمة المناخ العالمية تشكل التهديد الأكبر الذي يواجه كوكبنا، وتتطلب استجابة مناسبة"، وأكدت أن المنظمة تتوقع من مؤتمر "كوب 30" أن يوجّه رسالة قوية بشأن دور الذين يقفون في الصفوف الأمامية للنشاط المناخي وضرورة حمايتهم.

وإلى جانب نشطاء المناخ، وعشرات المنظمات غير الحكومية الحقوقية المدافعة عن البيئة والمناخ التي تشارك بصفة مراقب، ومئات الناشطين، يحضر أيضا في المؤتمر مئات المسؤولين عن شركات الوقود الأحفوري وجماعات الضغط التي تسعى إلى الدفاع عن مصالحها، وعرقلة التوصل إلى اتفاقات.

نشطاء يضعون رؤوس دمى تشبه بعض قادة العالم أثناء احتجاجهم قبل قمة المناخ العالمية في بيليم (أسوشيتد برس)

معالجة الفجوات

وتأتي هذه المطالبات على هامش المؤتمر، في وقت كان فيه برنامج الأمم المتحدة للبيئة قد أصدر أرقاما صادمة في تقريره السنوي عن فجوة الانبعاثات، حذر فيها من أن أهداف المناخ الحالية لن تحد من ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.

وتوقع التقرير وصول الاحترار العالمي خلال هذا القرن، في حالة التنفيذ الكامل للمساهمات المحدّدة وطنيًا، إلى حد يتراوح بين 2.3 و2.5 درجة مئوية، في حين تبلغ التوقعات المستندة إلى السياسات الحالية 2.8 درجة مئوية.

وأكد التقرير الحاجة إلى خفض الانبعاثات السنوية بنسبة 35% إلى 55% مقارنة بمستويات عام 2019 بحلول عام 2035، من أجل التوافق مع هدف اتفاق باريس للمناخ المتمثل في إبقاء الاحترار العالمي دون درجتين مئويتين، مع مواصلة الجهود لعدم تجاوز 1.5 درجة مئوية.

ومنذ 30 عاما، يجتمع زعماء العالم والدبلوماسيون في جلسات التفاوض التي تنظمها الأمم المتحدة لمحاولة الحد من تغير المناخ، ولكن درجة حرارة الأرض تستمر في الارتفاع، وتزداد الأحوال الجوية المتطرفة سوءا، وهو ما يراه  الخبراء وعلماء المناخ تقصيرا في الإيفاء بالتعهدات.

وينتظر العالم في هذا المؤتمر الذي أُطلق عليه اسم "مؤتمر الأطراف التنفيذي" في الحصول على عدد أقل من التعهدات والوعود، ومزيد من العمل، في حين أكد الرئيس البرازيلي إيناسيو لولا دا سيلفا أنه سيكون "مؤتمر الحقيقة".

ومع ذلك يقول الخبراء، إن التعهدات السابقة التي قدمتها نحو 200 دولة كانت أقل بكثير من المطلوب، كما أن الخطط الجديدة التي قدمت هذا العام لم تنجح في تسريع جهود مكافحة التلوث.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد قال في الجلسة الافتتاحية لقمة المناخ "إن الفشل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية هو "فشل أخلاقي وإهمال مميت.. قد يدفع الأنظمة البيئية إلى نقطة تحول كارثية، ويعرض مليارات البشر لظروف غير صالحة للعيش".

إعلان

ويخشى النشطاء ومنظمات البيئة والمناخ، والعلماء من أن يؤدي مؤتمر المناخ الذي يستمر إلى يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني بدوره إلى تعهدات والتزامات هشة لا ترقى إلى مستوى التهديد الخطر الذي يواجه الكوكب.

0 تعليق