وداعا لاعتمادك على القهوة.. طرق علمية للنشاط دون كافيين - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

تُزين عبارة "لا تكلمني قبل أن أشرب قهوتي" أكواب الصباح في منازل كثيرة حول العالم، في مشهد يجسد اعتمادنا الجماعي على الكافيين لبدء اليوم واستعادة الحيوية والنشاط. لكن يبقى السؤال: هل يمكننا الاستيقاظ والنشاط بطريقة أفضل وأكثر استدامة من فنجان القهوة؟

النوم أولا

الانطلاقة الحقيقية ليوم مليء بالطاقة تبدأ من نوم ليلي عميق وجيد، فالأمر أبسط مما يبدو: مستوى نشاطك في الصباح يرتبط مباشرة بمدى حصول جسدك على قسط كاف من الراحة التي يحتاجها.

ووفقا للمعهد الألماني للاستشارات الصحية المهنية، تقول إيما إرهاد إن "غالبية البالغين يحتاجون بين 7 و9 ساعات من النوم يوميا".

وبالفعل، توصي جهات متخصصة مثل الأكاديمية الأميركية لطب النوم وجمعية أبحاث النوم بأن النوم لأقل من 7 ساعات بشكل منتظم يُعد غير كاف لصحة الإنسان.

كما أشارت مراجعات علمية إلى أن النوم ضمن النطاق 7-9 ساعات يعزز الأداء الإدراكي، في حين أن النوم أقل أو أكثر قد يرتبط بنتائج أسوأ. كما تبين أن نحو ثلث البالغين لا يوفون بهذا النطاق المناسب للنوم.

ولتحسين جودة النوم (وليس فقط مدّ فترته)، يوصى بوضع روتين ثابت مساءً، تجنّب الشاشات الساطعة قبل النوم، وتحضير غرفة نوم هادئة ومظلمة.

حاول الذهاب إلى النوم والاستيقاظ في الوقت نفسه كل يوم، حتى في العطلات، لأن انتظام الجدول يساعد الجسم على التعرف إلى نمط الراحة والاستيقاظ.

التعرض للضوء والهواء الطلق

أولى الخطوات التي يوصي بها الخبراء بعد الاستيقاظ هي التعرّض لضوء الشمس واستنشاق الهواء النقي. فحسب الخبيرة النفسية نورا يوهانا شوت، فإن المشي أو ركوب الدراجة في طريقك إلى العمل يحفّز إفراز هرمون السيروتونين، المعروف بـ"هرمون النشاط"، وهو ما ينعكس مباشرة على مستوى اليقظة والطاقة طوال اليوم.

وحتى إذا كنت تعتمد على السيارة أو وسائل النقل العام، فيمكنك ببساطة صف سيارتك على مسافة أبعد أو النزول قبل وجهتك بعدة محطات، لتمنح جسدك جرعة حركة صباحية تعادل كوبًا من النشاط الطبيعي.

ما دور القهوة؟

القهوة بلا شك تمنح دفعة فورية من اليقظة، لكنها أشبه بجرعة طاقة مؤقتة لا تدوم طويلا. فحسب الدراسات، لا تُحدث القهوة فرقًا في مستويات النشاط عندما يكون الجسم مرتاحًا ومكتفيًا بالنوم، إذ يظهر تأثيرها الحقيقي فقط عند وجود نقص في النوم أو حالات الإرهاق الشديد.

إعلان

وتوضح الخبيرة النفسية نورا يوهانا شوت أن الاعتماد المفرط على القهوة قد يكون إشارة إلى محاولة الجسم تعويض قلة النوم أو التوتر المزمن، قائلة: "من يشرب القهوة باستمرار لا يفعل ذلك ليتجاوز مستوى النشاط الطبيعي، بل ليستعيده فقط".

كما تنصح شوت بشرب كوب ماء بعد كل فنجان قهوة، لأن ذلك لا يساعد فقط على تقليل كمية الكافيين المتناولة، بل يساهم أيضًا في ترطيب الجسم وتعويض السوائل التي قد يفقدها بفعل الكافيين المدر للبول.

القهوة تمنح دفعة فورية من اليقظة، لكنها أشبه بجرعة طاقة مؤقتة لا تدوم طويلا (بيكسلز)

كيف تحافظ على الطافة طوال اليوم؟

لتجنّب الانخفاض الشديد للتركيز والطاقة في أثناء العمل، لا بد من مراعاة 3 أمور رئيسية: الاستراحات، والحركة، والهواء النقي.

الاستراحات القصيرة: وفق تحليل منهجي، فإنّ فترات راحة قصيرة (ثوان إلى دقائق قليلة) بين المهام تُقلّل التعب وتزيد الحيوية.

فعليا، أظهرت مراجعة أن هذه الاستراحات القصيرة خفضت التعب وزادت الإحساس بالنشاط.

تطبيق عملي: خذ استراحة مدتها دقيقة إلى دقيقتين كل 60 دقيقة عمل، حتى لو كانت مجرد تمدّد قليل أو فتح نافذة.

الحركة والتنفس: فتح النوافذ لإدخال الهواء والمشي القصير أو صعود الدرج يساعدان على تنشيط الدورة الدموية وزيادة الأكسجين في الدم، مما يحسّن التركيز.

الوجبات الخفيفة والصحية: لتجنب هبوط الطاقة بعد الغداء، يُفضل تناول وجبة خفيفة تضم كربوهيدرات مركبة، من البروتين، والدهون الصحية (مثل الزبادي القليل الدسم مع توت أو حفنة مكسرات). ولتجنب الشعور بالخمول، ابتعد عن الأطعمة الدسمة جدا أو المعالجة أو الغنية بالسكر والدقيق الأبيض. انخفاض السكر في الدم عقب قمة سريعة يؤدي إلى بطء في التركيز.

Young pregnant mother wake up in early morning open curtain looking at nice view feeling freshness with smile face and happiness at home. Attractive single mom stay alone in house, feeling relax
فتح النوافذ لإدخال الهواء والمشي القصير أو صعود الدرج يساعدان على تنشيط الدورة الدموية (شترستوك)

تنظيم يومك حسب نمطك الزمني

لكل إنسان إيقاع بيولوجي خاص يُعرف بـ"الكرونوتايب" (Chronotype)، يحدد الأوقات التي يبلغ فيها نشاطه الذهني والبدني ذروته. فبعض الأشخاص يكونون في أفضل حالاتهم صباحًا، بينما يفضّل آخرون العمل في ساعات المساء. وتوضح إيما إرهاد أن معرفة هذا النمط تساعد على تنظيم اليوم بذكاء؛ إذ يُستحسن إنجاز المهام الصعبة أو التي تتطلب تركيزًا عاليًا في أوقات الذروة، وترك الأعمال الروتينية للفترات التي يقل فيها الانتباه.

في المحصلة، القهوة ليست مصدر الطاقة الحقيقي، فهي مجرد دفعة مؤقتة تُخفي الإرهاق ولا تعالجه. أما الوقود الفعلي للجسم، فهو مزيج من نوم كاف ومنتظم، ونشاط بدني صباحي، وتعرّض لضوء الشمس، واستراحات قصيرة مدروسة خلال العمل، وتغذية متوازنة. كما أن ترتيب المهام وفق أوقات أعلى أداء ذهني يساعد على الحفاظ على التركيز دون الحاجة إلى فنجان إضافي.

وإذا وجدت نفسك لا تستطيع بدء يومك أو الاستمرار فيه دون جرعات متكررة من الكافيين، فقد تكون تلك إشارة تدعوك إلى إعادة النظر في جودة نومك ومستوى إجهادك العام قبل أن تبحث عن مزيد من القهوة.

0 تعليق