Published On 9/11/20259/11/2025
|آخر تحديث: 04:49 (توقيت مكة)آخر تحديث: 04:49 (توقيت مكة)
تنتشر أكوام القمامة ذات الرائحة الكريهة التي يغطيها الذباب في أنحاء قطاع غزة وسط الأنقاض الهائلة الناجمة عن الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع، فيما تشير الأمم المتحدة إلى أن التخلص من مئات آلاف أطنان النفايات سيكون تحديا كبيرا.
وتتقاطع مشاهد الحطام والأنقاض وتلال النفايات المنتشرة على جوانب الطرق ووسط الخيام التي يعيش فيها معظم السكان لترسم صورة قاسية للأوضاع الصعبة في القطاع المنكوب.
اقرأ أيضا
list of 4 items end of listوتوقفت الخدمات الحكومية مثل جمع القمامة بمجرد بدء الحرب. وعلى الرغم من عودتها جزئيا منذ الشهر الماضي، فإن حجم الدمار الهائل يعني أن أي عملية تنظيف أكثر شمولا ستبقى صعبة في المستقبل القريب.
"لا أشم أي هواء نقي. أشم رائحة كريهة في خيمتي. لا أستطيع النوم، يستيقظ أطفالي في الصباح وهم يسعلون"، هكذا يقول محمود أبو ريدة، وهو يشير إلى حاوية النفايات بجوار الخيمة التي يتقاسمها مع زوجته وأطفاله الأربعة في خان يونس.
أمراض وأوبئة خطرة
أدت أكوام القمامة المتعفنة، والمسابح المليئة بمياه الصرف الصحي، والنفايات الخطرة من مواقع القنابل، والدخان السام الناجم عن حرق القماش والبلاستيك، إلى خلق بيئة كريهة الرائحة لسكان غزة.
ويقول أليساندرو مراكيتش، رئيس مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في غزة، إن "حجم مشكلة النفايات في غزة هائل"، مضيفا أن مواقع مكبات النفايات كانت ممتلئة بالفعل قبل بدء الحرب، وأن هناك 3 مواقع رئيسية للمكبات تقع على طول الحدود مع إسرائيل في مناطق أصبحت الآن محظورة على الفلسطينيين.
ويضيف مراكيتش "نحن نتحدث عن مليوني طن من النفايات -غير المعالجة- في جميع أنحاء غزة"، مضيفا أن المخاطر على البيئة وعلى طبقة المياه الجوفية التي يأتي منها الكثير من مياه غزة وعلى صحة السكان "هائلة".
إعلان
ويشكو كثيرون من سكان القطاع من أمراض المعدة والأمراض الجلدية، من الإسهال إلى الطفح الجلدي والقروح والقمل والجرب، ويؤكد الأطباء في الأراضي الفلسطينية الصغيرة المزدحمة أن التلوث هو السبب.
وقال سامي أبو طه، طبيب الأمراض الجلدية في المستشفى الميداني الكويتي في خان يونس، إن "الأمراض الجلدية انتشرت بشكل كبير بسبب الاكتظاظ في الخيام ووجود الخيام بجوار مكبات القمامة"، معربا عن أسفه لعدم توفر الأدوية لعلاج مثل هذه الأمراض.
من جهته، يؤكد أبو ريدة أن أحد أطفاله ذهب إلى المستشفى مرارا، حيث أخبره الأطباء أن الصبي يعاني من عدوى بكتيرية من المحتمل أنها جاءت من حاوية القمامة بجوار الخيمة.
مخاوف وخطط منتظرة
وفي منطقة أخرى من خان يونس، كان المواطن الغزي محمود حلس يجلس في خيمته مع أطفاله، حيث توجد بالقرب منها بركة مياه صرف صحي مليئة بالمجاري.
ويقول حلس، وهو يظهر طفحا من البقع الحمراء على ذراعه ويده "لا نجد مكانا للإقامة إلا في مثل هذه الأماكن.. هذا المكان صعب للغاية، فهو مليء بالأمراض والأوبئة بسبب مخلفات الحرب وأكوام القمامة وانعدام معالجة مياه الصرف الصحي".
وتعرض جزء كبير من البنية التحتية لشبكات الصرف الصحي في غزة لأضرار بالغة نتيجة القصف الإسرائيلي والعمليات البرية، مما دفع الناس إلى استخدام المراحيض المفتوحة التي تغمرها المياه عندما تمطر.
ويقول مراكيتش، إن الأمم المتحدة تعمل على تطوير خطط للتعامل مع مشكلة النفايات، بما في ذلك النظر في خيارات إنشاء مصانع معالجة يمكنها توليد الكهرباء من النفايات.
ويضيف أن "هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية، وخاصة من خلال توفير إمكانية الوصول إلى الآلات والمعدات التي ستسمح لنا بأداء عملنا على الأرض بشكل صحيح".
وتتزايد المخاوف من تفاقم المخاطر الصحية والبيئية، في ظل الصعوبات في إدارة النفايات الصلبة، بسبب تدمير البنية التحتية، وانقطاع الوصول إلى مكبي النفايات الرئيسيين على أطراف القطاع.
وكان ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في فلسطين، جاكو سيليرز، أكد أن إدارة النفايات الصلبة في قطاع غزة تمثل تحديا كبيرا لجهود إعادة الإعمار، وذلك في ظل وجود العديد من النازحين داخليا بالقرب من مواقع جمع النفايات.

0 تعليق