شهدت العاصمة البريطانية لندن الأحد مراسم "يوم الذكرى" التقليدية، حيث وضع الملك تشارلز الثالث وابنه الأمير ويليام، إكليلا من الزهر عند النصب التذكاري المقام للجنود الذين سقطوا في ساحات القتال.
وحضرت الأمسية الملكة كاميلا والأميرة كايت، في مناسبة تعد تعبيرا عن الهوية البريطانية والاحتفاء بتاريخ البلاد العسكري.
إحياء ذكرى الهدنة وحضور القيادات:
تقام هذه المراسم سنويا في يوم الأحد الأقرب إلى 11 تشرين الثاني/نوفمبر، وهو يوم إحياء ذكرى الهدنة التي وقعت في عام 1918 بين ألمانيا والحلفاء.
قبل وضع الأكاليل، وقف الملك البالغ 76 عاما، مرتديا زيا عسكريا، وكذلك ابنه، دقيقتي صمت على أرواح الجنود الساقطين.
وشهدت المراسم حضورا رفيع المستوى شمل نحو 10 آلاف من قدامى المحاربين، ومن بينهم نحو 20 جنديا خدموا في الحرب العالمية الثانية التي مر على انتهائها 80 عاما.
كما وضع رئيس الوزراء كير ستارمر وثمانية من رؤساء الوزراء السابقين أكاليل من الزهر عند النصب.
الغياب الملفت والجيل الصاعد:
حضرت الملكة كاميلا والأميرة كايت الأحداث من شرفة مقر وزارة الخارجية، مرتديتين ملابس سوداء، وكان إلى جانبهما أفراد آخرون من العائلة المالكة. إلا أن المراسم شهدت غيابين ملفتين:
الأمير آندرو: الغائب منذ عام 2019 بسبب ارتباطه بقضية جيفري إبستين، حيث جرد شقيق الملك مؤخرا من كل ألقابه وأمر بالانتقال من مقر إقامته الفاخر.
الأمير هاري: الذي انفصل عن العائلة المالكة وانتقل للعيش في الولايات المتحدة في عام 2020. وكان هاري قد نشر نصا هذا الأسبوع عبر فيه عن فخره بخدمته في القوات المسلحة لبلاده.
ومن ناحية أخرى، شهدت الاحتفالات التقليدية التي بدأت يوم السبت بحفل موسيقي في قاعة ألبرت الملكية، حضور الأمير جورج (12 عاما)، نجل ويليام وكايت، لأول مرة، وهو الثاني في الترتيب لتولي العرش، مما يرمز إلى استمرار التقاليد وتناقل الإرث العسكري بين الأجيال المالكة.
تؤكد مراسم "يوم الذكرى" على الوزن التاريخي والعسكري العميق الذي تمثله العائلة المالكة في الوجدان البريطاني. ويعكس حضور الجيل الصاعد مثل الأمير جورج ضمانة لاستمرار هذه التقاليد، بينما يسلط غياب كل من آندرو وهاري الضوء على الانقسامات الداخلية الحالية التي تمر بها المؤسسة المالكة، حيث تظل القضايا الشخصية والعائلية ملتصقة بالصورة العامة للعرش.

0 تعليق