أطلق طبيب أعصاب تحذيرا شديدا من عادة يومية شائعة يمارسها ملايين الأشخاص حول العالم، تتمثل في النوم أثناء ارتداء سماعات الأذن.
وأشار الطبيب إلى أن هذه المداومة قد ترفع بشكل كبير من خطر الإصابة بالخرف على المدى الطويل.
الخطر الصامت: من فقدان السمع إلى الخرف
ونقلت صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية عن الدكتور باي بينغ تشين، قوله إنه "لا ينام أبدا" أثناء وضع سماعات في أذنيه.
وأوضح أن التعرض المستمر للأصوات العالية أثناء النوم "يلحق الضرر بخلايا الشعر في الأذن الداخلية".
وأردف باي أن هذا التلف قد يؤدي مع مرور الوقت إلى فقدان السمع، وهو "أحد أكثر عوامل الخطر تجاهلا للإصابة بالخرف".
وشدد الدكتور باي على أن ضعف السمع، حتى لو كان طفيفا، "يمكن أن يزيد بشكل كبير من احتمال الإصابة بالخرف"، منبها إلى أن العناية بصحة الأذن تعد خطوة محورية للوقاية من تدهور القدرات العقلية لاحقا.
أخطار إضافية: الالتهابات وتعطيل "تنظيف الدماغ"
لا تقتصر مخاطر النوم بسماعات الأذن على فقدان السمع فحسب، بل تشمل أيضا زيادة احتمالات الإصابة بالتهابات الأذن، نتيجة الرطوبة واحتباس البكتيريا.
وأوضح الطبيب أن الأصوات الصاخبة أثناء الاستغراق في النوم قد "تقطع مراحل النوم العميق وتعطل الجهاز اللمفاوي للدماغ".
ويعد هذا الجهاز المسؤول عن إزالة السموم المتراكمة ليلا، مما قد يفاقم مشاكل الصحة العقلية على المدى البعيد.
دراسة "ذا لانسيت" تؤكد المخاطر
ولفت الدكتور باي إلى أن الأبحاث أظهرت أن حوالي 45% من حالات الخرf "يمكن الوقاية منها" من خلال تغييرات في نمط الحياة، بما في ذلك الحفاظ على السمع.
ودعم باي هذه النصيحة بالاستشهاد بدراسة نشرتها مجلة "ذا لانسيت" The Lancet الطبية عام 2024، والتي صنفت ضعف السمع كعامل خطر رئيسي "قابل للتعديل" للإصابة بالخرf.
واختتم الدكتور باي نصيحته قائلا: «إذا كنت ممن يرتدون سماعات الرأس أثناء النوم، فتأكد من أن تكون الأصوات هادئة وليست عالية.
وإذا كنت تعاني من صعوبة في السمع، فقم بإجراء فحص مبكر... فالأمر لا يقتصر على السمع فقط، بل يتعلق بالحفاظ على نشاط عقلك وصحة دماغك على المدى الطويل».

0 تعليق