كشفت نتائج تجربة سريرية طموحة، أجراها باحثون من مركز "إنترماونتن هيلث" في سولت ليك سيتي، عن إمكانية تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية المتكررة إلى النصف بين الناجين، وذلك من خلال تبني نهج شخصي ومستهدف في علاج نقص فيتامين "د".
وقد شملت الدراسة 630 مريضا تعرضوا لنوبة قلبية قبل انضمامهم بمدة لم تتجاوز شهرا، واستمرت من أبريل 2017 حتى مارس 2025.
المنهجية والنتائج
اعتمدت الدراسة منهجية مبتكرة أطلق عليها اسم "العلاج حسب المستهدف" (Targeted Therapy)، وتم تقسيم المرضى إلى مجموعتين:
المجموعة الأولى: تلقت العلاج التقليدي دون مراقبة دورية لمستويات فيتامين "د".
المجموعة الثانية (المستهدفة): خضعت لمراقبة دورية لمستويات فيتامين "د" في الدم، مع تعديل الجرعات بانتظام لتحقيق المستوى الأمثل الذي يتجاوز 40 نانوغرام لكل ملليلتر.
الحقائق المذهلة التي كشفتها الدراسة
انتشار النقص: تبين أن 85% من مرضى النوبات القلبية المشاركين كانوا يعانون من نقص في مستويات فيتامين "د".
جرعات عالية: احتاج أكثر من نصف المرضى في المجموعة المستهدفة إلى جرعات عالية تصل إلى 5000 وحدة دولية يوميا، وهي جرعة تفوق بكثير التوصيات التقليدية (600 إلى 800 وحدة دولية).
انخفاض الخطر: أظهرت النتائج انخفاضا مذهلا في خطر الإصابة بنوبة قلبية ثانية بنسبة 50% بين أفراد المجموعة التي تلقت العلاج المستهدف، وذلك دون تسجيل أي آثار سلبية للجرعات العالية.
تغيير الممارسات الطبية والخطوات التالية
علقت الدكتورة هايدي ماي، الباحثة الرئيسية في الدراسة، بأن الدراسات السابقة فشلت لأنها كانت "تقدم للمرضى مكملات دون فحص مستويات فيتامين د في الدم بانتظام". وأكدت أن المنهج الجديد أثبت فعالية من خلال المتابعة والتعديل.
تكتسب هذه النتائج أهمية عالمية بالنظر إلى أن ما بين نصف إلى ثلثي سكان العالم يعانون من انخفاض مستويات فيتامين "د".
يخطط الباحثون الآن لإجراء تجربة سريرية أكبر لتأكيد هذه النتائج الواعدة وتقييم تأثير العلاج المستهدف بفيتامين "د" على مجموعة أوسع من الأمراض القلبية الوعائية، مما قد يمهد الطريق لتغيير الممارسات الطبية في الوقاية الثانوية من أمراض القلب، بالتركيز على أهمية التخصيص في جرعات المكملات الغذائية.

0 تعليق