Published On 11/11/202511/11/2025
|آخر تحديث: 08:15 (توقيت مكة)آخر تحديث: 08:15 (توقيت مكة)
أكد مسؤول إيراني انخفاض مستويات المياه في خزانات السدود التي تغذي مدينة مشهد شمال شرق إيران إلى أقل من 3%، ويأتي ذلك في ظل معاناة البلاد من جفاف شديد، ونقص حاد في المياه، دفعت الرئيس مسعود بزشكيان إلى القول إن العاصمة طهران قد تُواجه خطر الإخلاء، إذا استمر شح الأمطار.
وقال حسين إسماعيليان، الرئيس التنفيذي لشركة المياه في ثاني أكبر مدينة في إيران من حيث عدد السكان، لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا) إن "مخزون المياه في سدود مشهد انخفض الآن إلى أقل من 3%"، مشيرا إلى أن "الوضع الحالي يُظهر أن إدارة استخدام المياه لم تعد مجرد توصية، بل أصبحت ضرورة".
اقرأ أيضا
list of 4 items end of listوأكد إسماعيلیان أنه لم يبقَ سوى 3% من إجمالي سعة سدود مشهد الأربعة المُزوّدة بالمياه، وهي سد تورغ، وسد كارده، وسد دوستي، وسد أردك. وباستثناء سد دوستي، فإن السدود الثلاثة الأخرى متوقفة عن العمل، بحسب تصريحه.
وتقع مدينة مشهد على بعد 900 كيلومتر من طهران، في منطقة تعد قاحلة. ويستهلك سكانها نحو 700 ألف متر مكعب من الماء يوميا.
وتعتمد المدينة، التي يسكنها نحو 4 ملايين نسمة، على 4 سدود لتوفير المياه. وأكد إسماعيليان أن استهلاك المياه في المدينة بلغ نحو 8 آلاف لتر في الثانية، منها ما بين ألف و1500 لتر في الثانية تُغذى من السدود.
جفاف غير مسبوق
وكانت السلطات في طهران قد حذرت خلال عطلة نهاية الأسبوع من احتمال انقطاعات متواصلة لإمدادات المياه في العاصمة، وسط ما وصفه المسؤولون بأسوأ جفاف منذ عقود.
وأعلنت الحكومة الإيرانية السبت عن قطع إمدادات المياه مؤقتا في طهران ساعات المساء حتى الصباح ولا سيما في العاصمة طهران، وذلك في ظل أزمة المياه الحادة.
وقال وزير الطاقة الإيراني عباس علي آبادي: "نُجبر على قطع إمدادات المياه عن المواطنين في بعض الأمسيات حتى تتمكن الخزانات من الامتلاء مجددا".
إعلان
وقبل يوم من ذلك حذّر الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، من أنه في حال عدم هطول الأمطار قبل الشتاء، حتى طهران قد تُواجه خطر الإخلاء.
ووصلت 5 سدود رئيسة لتوفير مياه الشرب في العاصمة إلى مستويات "حرجة"، حيث أصبح أحدها فارغا والآخر يعمل بأقل من 8% من سعته، بحسب مسؤولين.
وقال إسماعيليان "إذا كان الناس قادرين على خفض الاستهلاك بنسبة 20%، فمن الممكن إدارة الوضع بدون تقنين أو قطع المياه"، محذرا من أن أولئك الذين لديهم أعلى استهلاك قد يواجهون تخفيضات في الإمدادات أولا.
من جهته، قال عباس علي كيخائي من شركة إدارة الموارد المائية الإيرانية في أواخر أكتوبر/تشرين الأول إن 19 سدا رئيسا على مستوى البلاد، أي حوالي 10% من خزانات البلاد، جفت فعليا، وفقا لما نقلته عنه وكالة مهر للأنباء.
كما أكد مدير سد كرج، محمد علي معلم، أن منسوب الأمطار انخفض بشكل كبير قائلا: "شهدنا انخفاضا في هطول الأمطار بنسبة 92% مقارنة بالعام الماضي. لم يتبق لدينا سوى 8% من المياه في خزاننا، ومعظمها غير صالح للاستخدام ويُعتبر "مياها ميتة".
وكان رئيس المركز الوطني الإيراني لإدارة أزمة المناخ والجفاف، أحمد فازيفة، قد حذر من أن السدود في العديد من المحافظات الأخرى، بما في ذلك محافظات أذربيجان الغربية، وأذربيجان الشرقية، والمركزي (المحافظة الوسطى)، بالإضافة إلى طهران، في "حالة مثيرة للقلق".
أزمة بنيوية
وتأتي أزمة المياه في إيران بعد أشهر من الجفاف الشديد الذي ضرب جميع أنحاء البلاد تقريبا. وخلال الصيف، أعلنت السلطات عن عطلات رسمية في طهران لتقليص استهلاك المياه والطاقة، في ظل انقطاع التيار الكهربائي شبه اليومي خلال موجة الحر.
وتشهد إيران، التي يبلغ عدد سكانها نحو 80 مليون نسمة من آثار التغير المناخي، ارتفاعا في درجات الحرارة وأزمة جفاف غير مسبوقة منذ 60 عاما، إذ انحسرت المياه في جميع أنحاء البلاد، وبدأت الثلوج في قمم الجبال بالاختفاء، في حين وصل هطول الأمطار إلى أدنى مستوياته.
كما تعاني البلاد أيضا من أسوأ هبوط أرضي في العالم بسبب الجفاف وتغيّر المناخ وسوء إدارة المياه، بحسب تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
ومنذ بداية سبتمبر/أيلول، سجلت البلاد ما يزيد قليلا عن ملليمترين من الأمطار، أي أقل بنسبة 75% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بينما لم تشهد 21 محافظة أي أمطار على الإطلاق.
ورغم وضوح تأثير التغير المناخي، تواجه السلطات الإيرانية انتقادات تحملها مسؤولية ما يوصف بسوء الإدارة، إذ يُستخرج أكثر من 90% من المياه للزراعة، بالإضافة إلى آلاف الآبار غير القانونية التي تستنزف احتياطيات المياه الجوفية.
وكانت تصريحات الرئيس الإيراني حول إخلاء طهران، قد قوبلت بانتقادات في الصحف الإيرانية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. ووصف عمدة طهران السابق، غلام حسين كرباشي، الفكرة بأنها "مزحة"، وقال إن "إخلاء طهران أمر غير منطقي على الإطلاق".
إعلان
كما هاجمت الصحف المحلية ما وصفته بتسييس عملية صنع القرار البيئي في أزمة المياه. وأشارت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية إلى أن تعيين "مديرين غير مؤهلين في مؤسسات رئيسية" هو السبب الرئيسي للأزمة، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، ومن جهتها قالت صحيفة "شرق" الإصلاحية إنه "يتم التضحية بالمناخ من أجل السياسة".

0 تعليق