Published On 11/11/202511/11/2025
|آخر تحديث: 11:28 (توقيت مكة)آخر تحديث: 11:28 (توقيت مكة)
واشنطن- قبل أيام، نشر النائب الجمهوري توماس ماسي على منصة إكس تغريدة موجهة لناخبي ولاية كنتاكي أرفق بها صورة للمليارديرة الإسرائيلية الأميركية ميريام أديلسون وهي تحمل حقيبة يد في صورة علم إسرائيل. وقال إنها اشترت نادي "دالاس مافريكس" مقابل 3.5 مليار دولار "والآن، تشتري السياسيين".
وأضاف "إنها تنفق الملايين في ولاية كنتاكي لشراء مقعدا لإد غالرين، خصمي الأساسي في انتخابات الكونغرس، لماذا؟ لأنني لن أصوت لإرسال أموال الضرائب الخاصة بك إلى الخارج".
وشاهد التغريدة، خلال يومين من نشرها، ما لا يقل عن 5.5 مليون شخص.
من هي ميريام أديلسون التي تحوّلت بثروتها ونفوذها إلى قوةٍ خفية تسعى لحماية إسرائيل وتعزيز مصالحها داخل السياسة الأمريكية؟ pic.twitter.com/HIQcxQeBqr
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 16, 2025
ودفع ذلك بالعديد من مناصري إسرائيل للرد على النائب ماسي، واتهامه بـ"العداء للسامية"، لاستهدافه أديلسون، ودافعوا عنها بحجة كونها "مواطنة أميركية"، إذ حصلت على الجنسية بعد زواجها من الملياردير الأميركي شيلدون أديلسون. لكن ماسي رد بالقول "إنها مواطنة إسرائيلية أولا! حتى ترامب يقول إنها ربما تحب إسرائيل أكثر من أميركا".
وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى تخصيص أديلسون، بمشاركة عدد من أصدقائها من مناصري إسرائيل، مبلغ 20 مليون دولار للجنة العمل السياسي التي تدعم الضابط السابق في البحرية الأميركية إد غالرين، كي يطيح بالنائب توماس ماسي في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري والتي تجري خلال النصف الأول من العام المقبل عن الدائرة الرابعة لمجلس النواب في ولاية كنتاكي.
ويُعد النائب توماس ماسي، عضو مجلس النواب الوحيد الذي يتحدث علنا عن النفوذ الإسرائيلي في السياسة الأميركية، وهو معروف بانتقاداته ومعارضته لتقديم مساعدات أميركية لإسرائيل، وينتقد "لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية" (أيباك)، أكبر منظمات اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة.
وفي لقاء مع شبكة فوكس الإخبارية يقول ماسي "أنا مستعد لأن أكون "أميركا فقط" (أي مع شعار أميركا فقط)، وأعتقد أن جميع أعضاء الكونغرس يجب أن يكونوا على هذا النحو. ووصف ماسي نفسه بأنه "أميركا أولا"، لكنه يقول الآن إنه يعتقد أنه "فقط أميركا"، وأضاف "لقد سئمت من إرسال الأموال إلى الخارج".
إعلان
وردا على جهود أديلسون للإطاحة به من مجلس النواب، يحاول ماسي جمع أكبر قدر من التبرعات القليلة من عدد كبير من الناخبين، ويبلغ الحد الأقصى للمبلغ الذي يمكن أن يساهم به الفرد ثلاثة آلاف وخمسمائة دولار لكل انتخابات أولية، وثلاثة آلاف وخمسمائة دولار أخرى للانتخابات العامة.
في مواجهة أديلسون وترامب
أثناء إلقائه الخطاب الشهير في الكنيست في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أشاد الرئيس الأميركي بأديلسون بين الحاضرين. ومازحها بالقول إنها "جسر العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل" مشيدا بدورها الكبير في ترسيخ تلك العلاقة.
وأضاف ترامب في خطابه أن أديلسون "تمتلك نحو 60 مليار دولار في حسابها البنكي" مشيرا إلى أنها تحمل الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية، وأنه عندما سألها لمن ولائك الأكبر؟ فلم ترد، ثم قال "كلكم تعرفون الإجابة" فيما بدا أنه إشارة إلى أن ولائها الأول لإسرائيل.
وتعد أديلسون من أبرز ممولي حملات ترامب الانتخابية الثلاثة أعوام 2016 و2020 و2024، وتشير تقديرات لإنفاقها أكثر من 600 مليون دولار دعما له. ومنحها ترامب عام 2018 "وسام الحرية" وهو أهم وسام يمكن منحة لشخصية مدنية.
ولعبت أديلسون مع زوجها الراحل (مؤسس أكبر إمبراطورية لصالات القمار في العالم) دورا محوريا في قرارات ترامب التاريخية المؤيدة لإسرائيل مثل اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل.
كما تنشط من خلال تأسيسها مجموعة "مكابي تاسك فورس" المناهضة لحركة مقاطعة إسرائيل "بي دي إس" (BDS) كما أنها أسهمت في كبح الحراك الطلابي الأميركي ضد حرب غزة.
وفي الوقت ذاته، أعلن الرئيس ترامب عن دعمه لترشح إد غالرين ضد توماس ماسي في محاولة لطرد الأخير من مجلس النواب، وذلك على الرغم من كون ماسي مؤمنا بشدة بأجندة "أميركا أولا".
ماسي ضد إسرائيل
منذ فوزه بمقعد الدائرة الرابعة في ولاية كنتاكي عام 2012، لم يتوقف ماسي عن مهاجمة إسرائيل بكل الصور الممكنة مما جعله صوتا نادرا وسط الإجماع الجمهوري بالكونغرس على دعم إسرائيل بلا شروط.
وتضمّن سجل ماسي عدة محطات من أبرزها:
في يوليو/تموز 2019، كان ماسي الجمهوري الوحيد من بين 17 عضوا في الكونغرس الذين صوتوا ضد قرار مجلس النواب الذي يعارض جهود مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها. في سبتمبر/أيلول 2021، كان الجمهوري الوحيد الذي صوت ضد تمويل بقيمة مليار دولار لنظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي المعروف باسم "القبة الحديدية". في مايو/أيار 2022، كان ماسي العضو الوحيد في مجلس النواب الذي صوت ضد قرار غير ملزم يدين "معاداة السامية" ومعارضة إسرائيل. في يوليو/تموز 2025، قدم طلبا في الكونغرس، جنبا إلى جنب مع النائب الديمقراطي رو خانا، لإجبار السلطات بالإفراج عن قائمة "عملاء جيفري إبستين"، وأدى هذا إلى توجيه انتقاد حاد له من الرئيس ترامب، الذي وصف ماسي بأنه "عار على كنتاكي". في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وعقب "هجوم 7 أكتوبر" كان ماسي الجمهوري الوحيد الذي صوّت ضد قرار لمجلس النواب يضمن دعم الولايات المتحدة للأعمال العسكرية الإسرائيلية في غزة، والذي تم تمريره بأغلبية 412 عضوا مقابل معارضة 10 أعضاء فقط. في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، كان العضو الوحيد بالكونغرس الذي عارض قرارا يؤكد حق إسرائيل في الوجود ويساوي معاداة الصهيونية بـ"معاداة السامية". وفي مايو/أيار 2024، أعلنت منظمة "أيباك" والجماعات المتحالفة معها عن حملة إعلانية بقيمة 300 ألف دولار تستهدف ماسي بسبب "وجهات نظره المعادية لإسرائيل". في يوليو/تموز 2024، قاطع ماسي خطاب بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس، وكان الجمهوري الوحيد الذي فعل ذلك.إعلان
وقبل أيام قال ماسي "لا شيء يمكن أن يبرر عدد الضحايا المدنيين (عشرات الآلاف من النساء والأطفال) الذين خلّفتهم (حرب) إسرائيل بغزة العامين الماضيين و"يجب أن ننهي تقديم جميع المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل الآن".

0 تعليق