تكون الكحة الجافة مؤشرا مبكرا على مرض يصيب الرئتين.
يعاني بعض الأشخاص من نوبات سعال مستمر بدون أعراض نزلة برد أخرى. هذه الكحة الجافة، أي الغير مصحوبة ببلغم، قد تبدو بسيطة في البداية، لكن استمرارها قد يكون مؤشرا على حالات صحية تتراوح بين البسيطة والخطيرة.
وللإجابة عن هذا السؤال، أوضحت الجمعية الألمانية للطب العام وطب الأسرة أن لهذه الكحة غير المنتجة أسبابا عدة.
المسببات الشائعة والمرتبطة بالأدوية
ترتبط نسبة كبيرة من الحالات بعوامل بيئية أو بالجهاز الهضمي. وتشمل الأسباب الأكثر شيوعا ما يلي:
الحساسية: رد فعل الجهاز التنفسي لمهيجات في الهواء. الربو الشعبي: حيث تكون الكحة أحيانا العرض الوحيد له. داء الارتجاع المريئي: صعود الأحماض من المعدة قد يهيج الحنجرة ويسبب سعالا جافا مزمنا. أثر جانبي للأدوية: يعد هذا سببا هاما يغفله الكثيرون. فأدوية معينة، مثل "مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين" (ACE inhibitors)، المستخدمة بكثافة لعلاج ارتفاع ضغط الدم أو قصور القلب، قد تسبب سعالا جافا لدى بعض المرضى.
أسباب تتعلق بالرئة والجهاز التنفسي
في بعض الأحيان، تكون الكحة الجافة مؤشرا مبكرا على مرض يصيب الرئتين مباشرة:
الانسداد الرئوي: خاصة لدى المدخنين أو من يتعرضون لملوثات. استرواح الصدر: وهو تراكم غير طبيعي للهواء في الغشاء المحيط بالرئة. التعرض لمهيجات: مثل الغبار، أو الأبخرة الكيميائية، أو حتى الهواء البارد الجاف. التهاب الشعب اليوزيني: وهو التهاب في بطانة الشعب الهوائية لسبب غير معروف، يؤدي لزيادة نوع معين من خلايا الدم البيضاء. جسم غريب: دخول جسم غريب إلى الشعب الهوائية قد يسبب رد فعل سعالي. السعال الديكي والسل: أمراض تعفنية تعتبر الكحة من أبرز سماتها. أمراض الرئة الخلالية: مثل التليف الرئوي (تندب الرئتين) أو التهاب الأسناخ الهوائية.
أمراض جهازية خطيرة
أشارت الجمعية الألمانية أيضا إلى أن السعال الجاف قد يكون علامة على أمراض أكثر خطورة لا ترتبط بالرئة مباشرة:
فشل القلب: عدم قدرة القلب على ضخ الدم بكفاءة قد يؤدي إلى تجمع السوائل وتهيج الرئتين. الساركويد: وهو مرض التهابي نادر قد يصيب أعضاء مختلفة بالجسم، بما فيها الرئتان. الأورام: سواء في القصبات الهوائية أو الرئتين. لمفوما هودجكين: نوع من السرطان يصيب الجهاز اللمفاوي. مشاكل الحنجرة أو المريء: مثل وجود انسداد في الرتوج (الجيوب) في المريء.
متى تجب استشارة الطبيب؟
لهذا السبب، تنصح الجمعية بضرورة استشارة مقدم الرعاية الصحية لتحديد السبب الحقيقي الكامن وراء السعال الجاف والخضوع للعلاج المناسب. وتصبح هذه الاستشارة أمرا طارئا ولا يحتمل التأجيل، خصوصا إذا كانت الكحة مستمرة لفترة طويلة، أو كانت مصحوبة بأي من الأعراض التالية:
ضيق في التنفس. ألم في الصدر. تسارع ضربات القلب. صدور صوت صفير أثناء التنفس. تغير لون الجلد إلى الأزرق (زرقة).
0 تعليق