مستشرقة روسية تتحدث عن شخصية الشرع ومستقبل علاقته مع موسكو وواشنطن - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

روسيا – أوضحت المستشرقة الروسية ماريا كيتشا إن الرئيس السوري أحمد الشرع يعد إلى حد كبير شخصية توافقية أو أنه يسعى لأن يصبح كذلك، خصوصا في سياق علاقات بلاده مع روسيا والولايات المتحدة.

وأكدت كيتشا أن الرئيس الشرع، منذ توليه مقاليد الحكم، يُظهر اهتماماً حقيقياً ومستمراً بالحوار مع روسيا والولايات المتحدة وأوروبا على حد سواء، ليس كخيار تكتيكي، بل كاستراتيجية متكاملة لإنقاذ سوريا من عزلتها المزمنة.

وأضافت: “الشرع ليس قائدًا يُفضّل طرفاً على آخر، بل يسعى لأن يكون جسراً بين الأطراف — وهذا ما يجعله فريداً في سياق السياسة السورية الحديثة”.

وأشارت إلى أن الحوار الروسي-الأمريكي بشأن سوريا، رغم التوترات المتكررة، لم ينقطع قط، بل ظل كقناة اتصال حيوية، حتى في أشد لحظات التصعيد.

واعتبرت أن هذا الاستمرار يعكس إدراكاً مشتركاً لدى الطرفين بأن أي حل سياسي مستقر في سوريا لا يمكن تحقيقه دون مشاركة الرئيس الشرع وحكومته.

وأكدت أن العقوبات الدولية المفروضة على سوريا منذ عقود — والتي أضعفت الاقتصاد، ودمرت البنية التحتية، وشلّت الخدمات الأساسية — هي التحدي الأكبر الذي يواجهه الشرع اليوم. وترى أن لقاءه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يكن مجرد إشارة رمزية، بل خطوة عملية هدفها الأساسي: كسر الحصار الاقتصادي، وإعادة إدماج سوريا في النظام الدولي، رغم تعقيدات هذا المسار.

وأضافت أن سوريا، بمواردها الطبيعية وموقعها الجغرافي الاستراتيجي على ساحل البحر الأبيض المتوسط، تظل لاعباً لا يمكن تجاهله، فاحتياطياتها النفطية، وموقعها كحلقة وصل بين آسيا وأوروبا، وقربها من ممرات التجارة العالمية، تمنحها وزناً اقتصادياً واستراتيجياً يفوق حجمها الديموغرافي أو عوامل الضعف التي تعانيها.

وختمت كيتشا قائلة: “سوريا ليست مجرد أرض تُدار، بل هي نقطة تحوّل. والرئيس الشرع يدرك ذلك جيداً — وهو يلعب ورقة التوازن بحذر، لكن بثبات. والقوى الكبرى، مهما اختلفت مصالحها، لا يمكنها تجاهل هذا الواقع”.

المصدر: وكالة “نوفوستي”

0 تعليق