واصلت أسعار المعادن الثمينة مسيرتها الصاعدة بقوة اليوم الخميس، لتسجل مكاسب لليوم الخامس على التوالي. ودفع هذا الأداء القوي المعدن الأصفر إلى بلوغ أعلى مستوياته في أكثر من ثلاثة أسابيع.
وفي المعاملات الصباحية، ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.4%، ليلامس مستوى 4215.87 دولارا للأوقية، بينما استقرت العقود الآجلة عند نحو 4219.90 دولارا.
ويستمد هذا الارتفاع القياسي الجديد زخمه من مزيج من التوقعات السياسية والاقتصادية، التي تصب بثقلها في صالح الملاذ الآمن.
ضعف سوق العمل يعزز رهانات خفض الفائدة
أرجع المحللون هذا الزخم الصاعد القوي إلى عدة عوامل رئيسية، يأتي في مقدمتها تزايد التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سيتجه إلى خفض إضافي لأسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب.
وتعززت هذه الرهانات خاصة بعد أن أظهرت البيانات الأخيرة "ضعفا غير متوقع في سوق العمل" الأميركي. وبما أن الذهب، كأصل آمن، لا يدر عائدا، فإنه يصبح "أكثر جاذبية في بيئة أسعار فائدة منخفضة"، حيث تقل "تكلفة الفرصة البديلة" لحيازته.
عودة البيانات بعد "الشلل الحكومي"
على صعيد متصل، ساهم توقيع الرئيس الأميركي على التشريع الذي أنهى "أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة"، في عامل داعم للذهب بشكل غير مباشر.
فقد أدى هذا الإجراء إلى عودة تدفق البيانات الاقتصادية المهمة التي كانت معلقة. ويتوقع الآن أن تكشف هذه التقارير المرتقبة مثل بيانات التضخم والتوظيف عن "ضعف" في الاقتصاد، مما يعزز الحجة لدى الفيدرالي لاتباع نهج نقدي تيسيري أي خفض الفائدة.
الدعم الهيكلي من البنوك المركزية
بعيدا عن المضاربات اليومية، أشار محللون في بنك "ANZ" ومؤسسات أخرى إلى وجود دعم "بنيوي" لأسعار المعدن الأصفر، يتمثل هذا الدعم في "الطلب القوي والمستدام" على الذهب من جانب البنوك المركزية العالمية.
وجاء البنك المركزي الصيني على رأس هؤلاء المشترين، حيث يواصل عمليات الشراء للشهر الثاني عشر على التوالي، مما يوفر "سقفا" قويا للأسعار ويمنع الانهيارات الحادة.
توقعات جريئة.. هل يعود الذهب لقمته التاريخية؟
مع وصول المعدن النفيس إلى مستويات لم يشهدها منذ أواخر أكتوبر الماضي، تتزايد التساؤلات حول إمكانية العودة لاختبار القمة القياسية التي سجلت عند 4381.21 دولارا في 20 أكتوبر.
وفي هذا السياق، أكد جيغار تريفيدي، كبير محللي الأبحاث في "Reliance Securities"، أن النظرة العامة على الأصل ما تزال "إيجابية جدا".
وأشار تريفيدي إلى أن هناك "فرصة لتجاوز مستوى 4,300 دولار للأوقية بحلول نهاية العام". لكنه ربط هذا التوقع بضرورة بقاء العوائد الحقيقية على السندات منخفضة، واستمرار الاحتياطي الفيدرالي في نهجه التيسيري.
وتعكس هذه التوقعات رؤى مؤسسية أوسع؛ حيث توقعت شركة "Coin Price Forecast" أن يصل سعر الذهب إلى 4,323 دولارا بنهاية عام 2025.
ويستمد الذهب قوته الاستراتيجية من كونه "أداة تحوط مثالية" ضد عدم اليقين الاقتصادي والتوترات الجيوسياسية، وهي العوامل ذاتها التي دفعته للارتفاع بنسبة 60% منذ بداية العام.
يذكر أن المعدن الأصفر، الذي يزدهر عادة في بيئة الأسعار المنخفضة وحالات الضبابية الاقتصادية، قد كسب نحو 60% منذ بداية العام.
وسجل أعلى مستوياته على الإطلاق عند 4381.21 دولارا في 20 أكتوبر، بدعم من التوتر الجيوسياسي والتجاري وآمال خفض الفائدة الأمريكية.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، استقرت الفضة في المعاملات الفورية عند 53.37 دولارا للأوقية، بينما ارتفع البلاتين 0.1% إلى 1616.24 دولارا، في حين انخفض البلاديوم 0.6% إلى 1465.21 دولارا.

0 تعليق