خبراء أميركيون يفككون ما قصده روبيو من تصريحاته حول السودان - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

واشنطن- تناقضت تقديرات خبراء أميركيين تحدثت إليهم الجزيرة نت بشأن ما تعنيه تصريحات وزير الخارجية ماركو روبيو حول السودان خاصة ما تضمنته من توجيه اتهامات لقوات الدعم السريع بارتكاب فظائع، ودعوته لقطع تصدير إمدادات الأسلحة لها.

وجاءت تصريحات روبيو في ختام اجتماع لوزراء خارجية مجموعة الدول السبع في كندا، حيث أدان بيانها المشترك تصاعد العنف في السودان، قائلا إن "الصراع بين الجيش السوداني والدعم السريع تسبب في أكبر أزمة إنسانية في العالم، وحتى الآن، قُتل أكثر من 150 ألف شخص، واضطر 12 مليونا إلى النزوح من منازلهم داخل البلاد وخارجها".

ولم يتفق الخبراء حول ما إذا كانت هذه التصريحات قُصد بها التحول في الموقف الأميركي من هذه القوات، خاصة وأنها تتناقض مع تصريحات مسعد بولس، مستشار الرئيس الأميركي للشؤون الأفريقية، الذي دعا إلى "الموافقة الفورية على الهدنة الإنسانية المقترحة بين الجيش السوداني والدعم السريع وتنفيذها".

انتقاد غير مباشر

وردا على سؤال حول مسعى عدد من أعضاء مجلس الشيوخ من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري لتصنيف الدعم السريع "منظمة إرهابية أجنبية"، قال روبيو "إذا كان ذلك مفيدا في إنهاء هذا الأمر، فسنفعل ذلك، لم أطلع على تفاصيل هذا المقترح، أعلم أن بعض أعضاء المجلس ناقشوه معي قبل أشهر، لكن في النهاية، نحن نريد فقط أن يتوقف العنف".

وأضاف "أعتقد أن المشكلة -للأسف- هي أن هذه القوات خلصت إلى أنها تنتصر، وهي تريد الاستمرار بمواصلة القتال، فهم لا يخوضون حربا فحسب -وهي أمر سيئ بحد ذاته- بل إنهم يرتكبون أعمال عنف جنسي وفظائع مروعة ضد النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء من أبشع الأنواع، ويجب أن يتوقف هذا على الفور".

لكن روبيو لم يصل إلى حد توجيه انتقاد علني أو مباشر لتدخل أطراف خارجية، وقال "لا أريد الخوض في توجيه اتهامات لأي جهة في مؤتمر صحفي اليوم لأن ما نريده هو نتيجة جيدة هنا"، لكنه أضاف "نحن نعرف من هي الأطراف المتورطة في توريد الأسلحة".

استعداد للضغط

اعتبر ديفيد شين، السفير الأميركي السابق في إثيوبيا وبوركينا فاسو، ونائب رئيس البعثة السابقة في السفارة الأميركية بالسودان، والباحث بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، أن تصريحات روبيو تعني أن "الولايات المتحدة خلصت إلى أن الدعم السريع هي الطرف الشرير الرئيسي في الصراع السوداني".

إعلان

وأكد في حديث للجزيرة نت، أن "إدارة ترامب مستعدة أخيرا للضغط لإنهاء توريد الأسلحة إلى هذه القوات، غير أنه ليس من الواضح كيف تعتزم تحقيق هذا الهدف"، وقال "لست على علم بما إذا كانت واشنطن قد مارست ضغوطا على أطراف أخرى لإنهاء إمدادات الأسلحة إلى المتحاربين في الصراع السوداني، لكنني لن أتفاجأ إذا فعلت ذلك".

وأشار شين إلى أن "هدف واشنطن هو تحقيق وقف إطلاق النار وإنهاء القتال في السودان، وأشك في أن لديها الكثير من الأهداف أو خططا أبعد من ذلك".

من جهتها، ترى ميشيل جيفن، مديرة برنامج أفريقيا بمجلس العلاقات الخارجية، والسفيرة السابقة في عدة دول أفريقية، في حديثها للجزيرة نت، أن "الدعوات إلى وقف تزويد المتحاربين بالأسلحة ليست جديدة، وسبق وتضمن ذلك في بيان اللجنة الرباعية الأخير"، وأضافت "من الصعب وضع الكثير من الآمال على هذه التصريحات".

واعتبرت جيفن أن سياسة واشنطن تجاه السودان لها دوافع متضاربة، "فمن ناحية، أوضح ترامب أنه يريد تأمين اتفاقيات سلام في جميع أنحاء العالم، ومن الصعب تجاهل نطاق وحجم المعاناة الإنسانية في السودان، لكن الإدارة ترغب أيضا في الحفاظ على علاقات وثيقة للغاية مع الداعمين الخارجيين الرئيسيين لهذا الصراع، ويبدو أنها غير راغبة في تعقيد هذه العلاقات من أجل الخرطوم".

خطوة أولى

من ناحيته، قال كاميرون هادسون، المسؤول السابق بوكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" والبيت الأبيض، والخبير في الشؤون الأفريقية بمركز العلاقات الدولية والإستراتيجية، للجزيرة نت "إنها خطوة أولى مهمة أن يعترف روبيو بأن تدفق الأسلحة إلى الدعم السريع يمثل مشكلة، ولكن عليه الآن أن يلتزم بالعمل المطلوب لجعل دعوته حقيقة واقعة".

وعن العوامل الرئيسية التي تشكل حاليا سياستها تجاه الخرطوم، قال هادسون إن "سياسة واشنطن تتشكل إلى حد كبير من خلال المنافسة الإقليمية بين حلفائها في المنطقة، الأولوية القصوى هي إدارة التوترات في المنطقة وليس إنقاذ الأرواح في السودان".

وأضاف "وقد لوحظت الصور المروعة من الفاشر، لكنها ليست كافية للولايات المتحدة للتخلي عن حلفائها، ترغب إدارة ترامب في إيجاد طريق بناء للمضي قدما ينهي القتال وينقذ الأرواح ويسمح لهم بالحفاظ على علاقاتهم المفيدة مع جميع الأطراف الممولة للحرب".

0 تعليق