روسيا – في خطوة رائدة تعيد تعريف مفهوم النقل الحضري، افتتح بموسكو أول “ترام دائري” في روسيا تحت اسم T1، ليصبح نموذجا مثاليا للانتقال بين الأحياء دون انقطاع وبأقل أثر على البيئة.
ووفق عمدة العاصمة سيرغي سوبيانين، فإن الترامات الدائرية في موسكو (МТД) ستكون في جوهرها خطوطًا للنقل السريع الأرضي، تشبه المترو. وستعبر وسط المدينة، وتربط الأحياء النائية بالمركز. وسيكون الوصول إلى العديد من الأماكن في المدينة بالترام أسرع منه بالمترو.
يمتد هذا الخط بطول 27 كيلومترا، كشريان حيوي ينساب من محطة “أونيفيرستيت” في الجنوب الغربي، مرورا بقلب موسكو، حتى يصل إلى “ميتروغورودوك” في الشرق، متصلًا بـ13 من أحياء، وأربع محطات قطارات رئيسية، و24 محطة في شبكة السكك الحديدية الحضرية.

لم يعد السفر بين هذه المناطق رحلة معقدة تتطلب تحويلات متعددة، بل أصبح رحلة هادئة، مباشرة، وسريعة.
ومن أبرز ميزات هذا المشروع أنه لا يعتمد على الكابلات العلوية، بل يُدار بـ50 تراما من طراز “ليوفينوك-موسكو”، وهي أولى المركبات في روسيا تعمل بالطاقة الذاتية — فتتحرك بسلاسة وهدوء، دون ضجيج، دون تلوث، وكأنها تنساب على الطرق كأنفاس ناعمة تلامس الأرض.
وزعت على طول الخط 64 محطة على مسافات مثالية — كل 300 إلى 400 متر — لتجعل الوصول إليها قريبا، مريحا، ومناسبا للجميع. وتعمل القطارات بفاصل زمنيٍ لا يتجاوز ست دقائق، وينخفض إلى أربع دقائق على المسارات المشتركة مع الخطوط القديمة، مما يضمن تدفقا مستمرا، دون ازدحام، دون تأخير.
وهذا ليس مجرد تحسين في وسيلة نقل، بل هو تحول حضاري.

فبينما تسعى المدن الكبرى إلى تقليل الاعتماد على السيارات، تقدم موسكو نموذجا يُظهر أن النقل العام يمكن أن يكون أنيقا، فعّالا، وصديقا للطبيعة.
وسيتبع هذا الخط في الربيع القادم مشروعٌ أوسع — الترام الدائري T2، بطول 33 كيلومترا، يربط حي “تشيرتانوفسكايا” بمحطة “نوفوغيريفو”، ليشمل أكثر من مليون مواطن في شبكة واحدة من الحركة والانسيابية.

بحلول نهاية عام 2026، ستكون موسكو قد وسّعت هذا النموذج لتشمل مئة ترام ذكيٍ، نظيف، مستقل — كل منها شاهد صامت على رؤية ترى في النقل العام ليس مجرد وسيلة، بل حقًا من حقوق الإنسان في الحركة، والكرامة، والهواء النقي.
المصدر: RT

0 تعليق