بين قوسين: رصاص طائش يغيّب الأحلام.. نغَم ونسرين ترويان مآسي فرح قاتل - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تعرضت نسرين للتنمر خلال سنوات طويلة في الدراسة وفي العمل

"أبحث عن صور طفولتي التي كانت فيها يدي طبيعية قبل إصابتي بالرصاصة."

بهذه الكلمات المؤلمة، تختصر الشابة نسرين عبابنة حجم المأساة التي تعيشها، بعد أن حول مقذوف ناري "طائش" حياتها إلى رحلة عذاب مستمرة.

فتح برنامج "بين قوسين" على شاشة "رؤيا"، الملف الشائك لـ "الرصاص الطائش"، مسلطا الضوء على قصتين إنسانيتين قاسيتين لضحيتين، نغم ونسرين، اللتين تدفعان حتى اليوم ثمن لحظة تهور من مجهول.

نغم: عين خبت... ومبادرة أشرقت

تعود نغم بالذاكرة سنوات طويلة إلى الوراء، حين كانت طفلة، وأصابتها رصاصة طائشة، "لا أعرف من أين أتت، لكن كان هناك زفاف في المنطقة، ولم نعرف [الفاعل] للآن". كانت النتيجة فقدانها لعينها.

تروي نغم فصول معاناتها: "أجريت عمليات ومكثت أياما في العناية الحثيثة... لم أكن واعية، لكن سمعت حول القرنية والشبكية والتشخيصات الطبية، دون أن أدرك حقيقة حالتي".

استمرت الآلام والأوجاع، وبعد أيام، خرجت من المستشفى بأمر من الطبيب النفسي، لأنها أصيبت بحالة انهيار وصراخ.


تفاقمت مشكلتها مع اقتراب دخول المدرسة. تنقلت بين المدارس ورسبت في الصف العاشر بسبب الغيابات المتكررة لانشغالها بإجراء العمليات الجراحية. "لكن المديرة للأسف لم تتفهم وضعي الصحي والنفسي"، تقول نغم.

كانت نقطة التحول في حياتها عندما أطلقت مبادرة على مستوى الأردن والشرق الأوسط، جعلت المجتمع ينظر إليها نظرة فخر واعتزاز.

وكان "الجندي المجهول" خلف هذا النجاح هو والدتها، التي عززت ثقتها ومسكت بيدها نحو أولى خطوات تجاوز الأزمة. تتذكر نغم أن الأم كانت تقول بحرقة: "هل يمكنكم إعطاء عيني لنغم؟ أريدها أن تعيش حياة طبيعية".

نسرين: شلل يساري وحلم ضائع

مأساة نسرين عبابنة لا تقل قسوة. كانت في عمر الأربع سنوات تلعب عند مدخل المنزل، عندما اخترقت رصاصة طائشة رأسها. "كانت توقعات الأطباء أنها لن تظل على قيد الحياة بسبب خطورة الإصابة".

واستقرت الرصاصة في رأسها لمدة عام واحد قبل أن يبادر الأطباء بالاتصال مع عائلتها لدعوتهم لإجراء عملية جراحية لإخراجها. خضعت نسرين لمشوار علاجي شاق، شمل 5 عمليات في الرأس خلال عامين فقط لاستخراج الرصاصة وترميم العظم.

"الرصاصة ضربت العصب المسؤول عن جهة الجسم اليسار، وأدت الإصابة لشلل في يدي وقدمي من الجهة الشمال".

انهارت العائلة أمام هذا المشهد، لكن الجرح الأعمق كان في تفاصيل الحادثة: "أربع حفلات زفاف في وقت الإصابة، ولم يتبين من أي حفلة خرجت الرصاصة. أين حقي؟ ومن المسؤول عن معاناتي؟".

تعرضت نسرين للتنمر خلال سنوات طويلة في الدراسة وفي العمل.

تزوجت، لكن العلاقة انتهت دون أن تعرف السبب، ليصبح هذا "جزءا من الحلم الضائع".

وعندما حاولت طرق الأبواب طلبا للمساعدة بعد مناشدات كثيرة، اصطدمت بواقع مر: "الكثير ممن أرادوا مساعدتي كانوا يطلبون المقابل".

صرخة أخيرة

تحلم نسرين اليوم بـ "الحصول على حق بسيط من حقي: تأمين علاج لي وتحسين حياتي". هي بحاجة لعلاجات طبيعية مدى الحياة حتى لا تصبح حالتها أسوأ.

لكن الواقع يصطدم بالقدرة المالية.

"تكلفة العلاج للجلسة الواحدة 20 دينارا، وفي الأسبوع 3 جلسات. وأنا الآن وقفت العلاج... حالتي ستصبح أسوأ إذا لم أستأنف العلاج، ولا يوجد قدرة مالية".

تؤمن نسرين بقضاء الله وقدره، "لكن لا أرضى بالتصرف اللاإنساني الذي سبب مأساتي".

وفي نهاية حديثها، توجه رسالة مشبعة بالألم والقهر لذلك الفاعل المجهول: "الله لا يسامحك"

0 تعليق