شهدت الساحة السياسية خلال الأسبوع الماضي أحداثا مختلفة تراوحت بين مذكرات توقيف دولية بحق مسؤولين إسرائيليين، واستقالة المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، وفوز مرشح مسلم بمنصب عمدة مدينة نيويورك.
وتناول برنامج "الشبكة" الساخر في حلقة (2025/11/14) هذه التطورات باستعراض مذكرة التوقيف التركية بحق 37 شخصا بينهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة الإبادة.
وعلق أحد مقدمي الحلقة بسخرية أن "الإبادة هي المتهمة بنتنياهو وليس العكس"، في إشارة إلى حجم الجرائم المرتكبة.
وفي سياق متصل، سلط البرنامج الضوء على دعوة وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير لإقرار قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين، حيث استعرض "قلقه" الساخر من احتمالية وفاة بعضهم بالإهمال الطبي قبل تنفيذ القانون، وهو ما قدمه البرنامج بنبرة تهكمية سوداء تكشف عمق المأساة الإنسانية.
وعلى صعيد آخر، قدم البرنامج مشهدا دراميا مطولا بعنوان "ويت تيوب" كشف فيه إستراتيجية منصة يوتيوب في التعامل مع المحتوى الفلسطيني.
وأظهر المشهد الساخر اجتماعا تخيليا لفريق تسويقي يخطط لتغيير اسم المنصة إلى "ويت تيوب" للتعبير عن سياسة "الحذف والقمع والتعتيم" ضد أي محتوى يفضح انتهاكات الاحتلال.
وجسدت الفقرة كيف تحذف المنصة مئات الفيديوهات بحجة أنها "قد تؤثر سلبا على راحة المشاهدين وتسبب ارتفاعا خطيرا في مستوى الوعي".
وعرض المشهد المديرة التنفيذية للمنصة وهي تصف الإستراتيجية بأنها "حذف محتوى فيه إبادة ومجزرة واحتلال لتحسين تجربة المستخدم"، بينما يردد الموظفون شعار "ويت تيوب" بحماس ساخر.
فوز ممداني
وعلى المستوى الأميركي، خصص البرنامج فقرة كوميدية حول ردود فعل "الصهاينة" في نيويورك على فوز المرشح زهران ممداني بمنصب عمدة المدينة.
وسلط المشهد الضوء على حالة الذعر التي أصابت شخصيات صهيونية خيالية تحمل أسماء مثل "ميزربل" و"كوهين" و"هوغان"، نتيجة لفوز ممداني.
وأشارت الفقرة إلى خطط المستوطنين لمواجهة الوضع الجديد، إذ اقترحوا عدة إستراتيجيات تراوحت بين الاحتجاجات وحملات التشويه على وسائل التواصل الاجتماعي، وصولا إلى اقتراح غريب بتغيير أسمائهم إلى أسماء عربية مثل "علي" و"آسر" و"فاطمة" كجزء من خطة مستقبلية غامضة.
وجسد المشهد سخرية لاذعة من أساليب الضغط الصهيونية التقليدية وانهيارها أمام التحولات الديمغرافية في أميركا.
وفي إطار الأخبار الإسرائيلية، احتفل البرنامج بشكل ساخر باستقالة المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي وتقاعده.
ووصف المقدمان رحيله بأنه "ترك فراغا كبيرا في المشهد الكوميدي العربي"، معبرين عن "حزنهما" على اختفاء مصدر إلهام رئيسي لسخريتهما.
وعلق أحد المقدمين بأن أدرعي كان آخر من قال لهم "إذا أتت مذمتي من ناقص"، وأصبحت الآن "إذا أتت مذمتي من متقاعد".
وعلى صعيد لبنان، قدمت الحلقة فقرة بعنوان "شرطة ولا" التي انتقدت الوضع الأمني عبر مشاهد كوميدية لسائق يواجه عشرات المخالفات المرورية بغرامات تتجاوز 200 ألف ليرة، لكنه يكرر السؤال "شرطة ولا؟" ظنا منه أن كل من يوقفه محتال وليس شرطيا حقيقيا.
وجسد الاسكتش حالة الفوضى والارتباك في الشارع اللبناني بأسلوب فكاهي يعكس واقعا مؤلما.
واختتم البرنامج بفقرة جادة ومؤثرة حول الأوضاع في السودان، حيث تحولت النبرة الساخرة إلى نقد حاد للصمت الدولي على المجازر المستمرة.
وأكدت مقدمة البرنامج أن "ثمة أشخاصا يقتلون مرتين: مرة بالرصاص ومرة بالصمت"، مشيرة إلى أن السكوت على إبادة غزة علّم العالم أن الإفلات من العقاب أصبح نهجا مقبولا ومكافأة للقاتلين.
ووصفت المنظومة العالمية بأنها "اعتادت غض الطرف" لأن دماء الأبرياء المستضعفين ليست سببا كافيا لتدخل القوى الكبرى، داعية إلى إدراك أن كلفة الجرائم يجب أن تصبح أعلى من كلفة السكوت عنها.
Published On 14/11/202514/11/2025
|آخر تحديث: 21:14 (توقيت مكة)آخر تحديث: 21:14 (توقيت مكة)


0 تعليق