Published On 14/11/202514/11/2025
|آخر تحديث: 22:19 (توقيت مكة)آخر تحديث: 22:19 (توقيت مكة)
كشفت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن نزوح أكثر من 100 ألف شخص من مدينة الفاشر غربي السودان والمناطق المحيطة بها خلال أسبوعين فقط من سقوطها في يد قوات الدعم السريع.
وأوضحت المتحدثة باسم المفوضية يوجين بيون -في مداخلة للجزيرة- أن العدد الفعلي للنازحين قد يكون أكبر بكثير، نظرا لأن كثيرين ما زالوا في الطريق وآخرين مازالوا عالقين داخل المدينة.
وتزامنا مع موجة النزوح الكبيرة، عبرت المفوضية عن قلقها البالغ إزاء الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في الفاشر.
وأكدت بيون أن هذه الهجمات تشكل انتهاكا صارخا لقانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، في إشارة إلى حالات العنف الجنسي والسرقة والاعتداءات الأخرى التي يواجهها السكان المدنيون.
أما عن مسارات النزوح، فقد كشفت المتحدثة الأممية أن معظم النازحين الذين وصلوا إلى مدينة الطويلة التي تبعد نحو 50 كيلومترا عن الفاشر يحاولون الابتعاد أكثر عن إقليم دارفور.
وأشارت بيون إلى أن النازحين يذهبون أيضا إلى مناطق بعيدة تبعد آلاف الكيلومترات عن الفاشر، محذرة من أن هذا يعرضهم لمزيد من الخطر بسبب عدم توفر الطعام والماء خلال رحلتهم الطويلة.
في هذا السياق، شددت بيون على أن حماية المدنيين يجب أن توضع كأولوية قصوى لدى كل أطراف النزاع، ودعت إلى احترام قانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، مؤكدة أن مهاجمة المدنيين على أساس عرقي غير مقبولة على الإطلاق.
إلى جانب ذلك، طالبت المتحدثة الأممية بضرورة إيصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين في الفاشر، وأوضحت أن المفوضية لم تستطع لأيام طويلة إيصال المساعدات إلى المدينة، وأن الناس المحاصرين فيها يعانون من عدم الحصول على هذه المساعدات الحيوية.
التحدي الأكبر
وعلى مستوى البلاد عموما، أشارت بيون إلى أن 30 مليون شخص في السودان بحاجة إلى دعم إنساني عاجل، لافتة إلى أن آلاف الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد، مما يضاعف من خطورة الوضع الإنساني في البلاد.
إعلان
غير أن التحدي الأكبر -وفق لبيون- يبقى في الوصول إلى المحتاجين، وحذرت من أن استمرار القتال وحجب المساعدات الإنسانية يمنع إيصال الحد الأدنى من المساعدات داخل البلد، رغم توفر بعض الإمدادات.
وأضافت أن هناك نقصا حادا في التمويل من المجتمع الدولي لا يتناسب مع الحاجة الماسة التي يعاني منها الناس في السودان، داعية المجتمع الدولي إلى زيادة مستوى دعمه لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
وأشارت المتحدثة الأممية إلى أن البلدان المجاورة للسودان تستضيف أكثر من 4 ملايين لاجئ سوداني، ولفتت إلى أن دولا مثل تشاد وجنوب السودان، رغم معاناتها من أزمات وفقر داخلي، تستمر في استضافة هؤلاء اللاجئين، مما يضيف أعباء إضافية على هذه الدول الهشة أصلا.
وعلى صعيد متصل، اعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة -اليوم الجمعة- بالإجماع قرارا يقضي بتشكيل بعثة للتحقيق في الانتهاكات التي ارتكبت في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، والتي سيطرت عليها قوات الدعم السريع.
وأمر المجلس المحققين بالسعي لتحديد هويات جميع المتورطين في الفظاعات التي يشتبه بأنها ارتُكبت في الفاشر للمساعدة في جلبهم أمام العدالة.
يأتي هذا القرار بعد أن استولت قوات الدعم السريع في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على الفاشر، وارتكبت مجازر بحق مدنيين، وفق مؤسسات محلية ودولية.
يذكر أن السودان يشهد منذ أبريل/نيسان 2023 صراعا عسكريا بين الجيش وقوات الدعم السريع أدى إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص، فضلا عن تفاقم أزمة إنسانية توصف بأنها من الأسوأ عالميا.

0 تعليق