وسط جدل البطالة والذكاء الاصطناعي.. فايننشال تايمز: مستقبل العمل ما زال إنسانيا - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

وسط تصاعد المخاوف من التأثيرات السلبية لثورة الذكاء الاصطناعي على مستقبل الوظائف وما قد تؤدي إليه من زيادة معدلات البطالة، تحدث خبراء عن مؤشرات عكسية تؤكد أن الإنسان هو جوهر العمل والحياة الناجحة، وأن الآلة ما هي إلا أداة لرفع الإنتاجية وتحسين الجودة، لمن يحسن استغلالها.

هذه الخلاصة برزت خلال ملتقى مستقبل الذكاء الاصطناعي الذي نظمته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، التي نشرت تقريرا عن الملتقى تحت عنوان: "مستقبل العمل ما زال إنسانيا".

اقرأ أيضا

list of 2 items end of list

وفي هذا التقرير، أوضحت الصحيفة البريطانية أن عمليات التسريح وإعادة الهيكلة تكشف سؤالا أعمق من مجرد اختيار الأدوات، وهو كيف ترى الشركات موظفيها؟ هل هم شركاء في قصة طويلة أم مجرد تروس لتحقيق نتيجة سريعة؟

واعتبرت الصحيفة أن الفرق التي تهتم بتوفير أوقات وبيئة للتركيز، وتعلن قواعد تواصل شفافة، وتربط المهام بأهداف مفهومة، تتمكن من القيام بالتحولات بشكل أسرع وتستخرج من التكنولوجيا قيمة أعلى، لأنها تبدأ بالإنسان ثم تضيف الأداة في مكانها الطبيعي.

الإنسان جوهر العمل

خلال الملتقى، أوضح "ماركوس كولينز" أستاذ التسويق في جامعة ميشيغان، أن مستقبل العمل يتحدد بثقافة المؤسسة قبل أي شيء، مؤكدا أن التقنية لا تحمل قيمة ذاتية، بل تكتسب معناها من الطريقة التي تدار بها الفرق، ومن نظرة الإدارة إلى العاملين كشركاء في الإنجاز لا عناصر قابلة للاستبدال.

وأوضح كولينز أن الإدارة عندما تبني الثقة وتحترم الحدود المهنية وتشرح الأهداف بوضوح، تتحول الأدوات الرقمية إلى رافعة لما هو قائم، بدل أن تكون محاولة لسد فراغات في طريقة العمل والتنظيم.

من جهته، أكد "تيم بيرنرز لي" مخترع الويب أن للذكاء الاصطناعي قيمة حقيقية، لكنه حذر من الإفراط في الاعتماد عليه بما يلتهم الوقت ويضعف الانتباه إلى ما يحدث خارج الشاشة.

إعلان

وأكد أن الرسالة العملية بسيطة ومباشرة، وهي تحديد واضح لساعات استخدام الأدوات الذكية، وحماية أوقات التركيز العميق، والحرص على حوار منتظم داخل الفريق بعيدا عن ضجيج الإشعارات، مضيفا "عندها تصبح التقنية مسرعا للإنجاز، لا مركز الحياة المهنية".

النجاح الحقيقي

على مستوى القيادة يبدأ التغيير بالقدوة لا بالأوامر. قائد يلتزم بمواقيت التواصل، ويحترم الأعباء ويوزع الشكر العلني، ويطلق مبادرات داخل الفريق من دون صخب.

وعلى مستوى الأفراد تصنع الخطوات الصغيرة الفرق الأكبر في الإنجاز والنجاح، عبر اتفاق عملي على إيقاع العمل وحدود الردود، ومتابعة منتظمة لقياس التقدم، واستثمار أسبوعي ثابت في تطوير مهارة إنسانية مثل الإصغاء وطرح الأسئلة والتقييم والمراجعة والتعديل.

وبعدما يتحسن ذلك على مستوى الإدارة والأفراد، يأتي دور الذكاء الاصطناعي ليضاعف أثر الثقافة المؤسسة التي تم ترسيخها بالفعل، وليس ليعالج نقصا في الأساس.

الخلاصة أن النجاح في بيئات العمل الحديثة، لا يقاس بعدد الأدوات بل بقدرة الفرق على تحويل التقنية إلى قيمة مضافة، وذلك من خلال ثقافة مؤسسية واضحة. حين يحدث ذلك يصبح المستقبل مساحة عمل أكثر اتزانا وإنتاجية، وتتحول الموجات التقنية المتلاحقة من مصدر ارتباك إلى فرص متكررة لتحسين الأداء.

0 تعليق