في واحدة من أغرب الحكايات العائلية التي تحولت إلى قضية أمنية، كشفت وزارة الداخلية المصرية حقيقة الواقعة التي أثارت جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن نشر شاب مقيم خارج مصر مقاطع فيديو يزعم فيها تعرضه لتهديدات من مسؤول أمني.
لم يكن الشاب يتوقع أن الرسائل الغامضة التي كانت تنهال عليه ليلا، وتحمل نبرة صارمة بتوقيع "ضابط شرطة بالإسكندرية"، ستقوده إلى هذه النهاية، فقد توعدته الرسائل بأنه سيكون "بانتظاره فور عودته إلى البلاد، ما لم ينه علاقته بزوجته الثانية" .
خيوط تتفكك.
لم تمر ساعات طويلة على انتشار الفيديوهات، حتى بدأت وزارة الداخلية في تتبع ما تم تداوله .
وخلف ستار البيانات الرسمية والتحريات الفنية، بدأت القصة الحقيقية تتكشف .
وعقب الفحص، تبين أن الحكاية "أبعد ما تكون عن ضابط أو مسؤول أمني" ، فالرسائل لم تكن صادرة من أي جهة أمنية، بل كانت جزءا من خلاف عائلي اشتعل منذ أن سافر الزوج خارج البلاد وتزوج من أخرى، تاركا زوجته الأولى في الإسكندرية "وسط دوامة من الغضب والأسى" .
الغضب يولد "تقمص الشخصية".
ووفقا لمصادر مطلعة، فبعد مواجهة الزوجة الأولى بالأدلة، اعترفت بأنها هي من كانت وراء هذه الرسائل .
وأوضحت أنها كانت قد رفعت دعوى قضائية ضده فور علمها بزواجه الثاني ، وأقرت الزوجة بأنها أرسلت له رسائل التهديد "متقمصة شخصية ضابط شرطة"، في محاولة منها لإرغامه على العودة إليها، أو "على الأقل لإنهاء الارتباط الجديد" .
وأكدت أنها "لم تتخيل أن خطتها ستتحول إلى قضية رأي عام" .
القانون يتحرك.
من جانبها، أكدت وزارة الداخلية أنها تعاملت مع الأمر بجدية، وفق الإجراءات القانونية المعمول بها .
وقد تمت إحالة الواقعة بالكامل إلى النيابة العامة، التي بدأت بالفعل التحقيق في ملابسات القضية، لا سيما في تهم انتحال الصفة والتهديد .
وتبقى هذه القضية درسا جديدا في كيف يمكن للغضب والخلافات العائلية أن تتحول بسهولة، باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، من مشكلة خاصة إلى لغز بوليسي وقضية تهز المنصات الرقمية .

0 تعليق