ملتقى الحوار الوطني الثالث بإسطنبول يدعو لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

تتواصل في مدينة إسطنبول التركية لليوم الثاني فعاليات ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثالث الذي ينظمه المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، بمشاركة واسعة من قيادات سياسية وأكاديميين وحقوقيين وممثلين عن التجمعات الفلسطينية من مختلف القارات، تحت شعار "وحدة الموقف الفلسطيني في مواجهة الإبادة والتهجير والضم".

ويأتي انعقاد الملتقى في لحظة سياسية فلسطينية بالغة الدقة، إذ تتقاطع فيه تطورات الحرب على غزة مع استحقاقات إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني، ومعالجة الانقسام الداخلي، ومناقشة أوضاع الفلسطينيين في الشتات، والبحث في رؤى وطنية لمستقبل قطاع غزة بعد الدمار الهائل الذي خلّفته آلة الحرب الإسرائيلية.

ويشارك في الملتقى نحو 220 شخصية فلسطينية من 28 دولة، يجتمعون على هدف رئيس يتمثل في صياغة مواقف عملية وخطط تحرك جماعية، وصولا إلى تشكيل قيادة فلسطينية موحدة في الداخل والخارج قادرة على حماية المشروع الوطني، وفتح أفق سياسي جديد يتجاوز حالة التشرذم الراهنة.

_ماجد الزير النائب الأول لرئيس الهيئة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج (الجزيرة)
ماجد الزير النائب الأول لرئيس الهيئة العامة للمؤتمر الشعبي رفض "تهميش الفلسطينيين في الخارج" (الجزيرة)

ضرورة ترتيب البيت الفلسطيني

وفي جلسة حملت عنوان "ترتيب البيت الفلسطيني وتحقيق التوافق الوطني"، أجمع المتحدثون على أن وحدة القرار السياسي الفلسطيني باتت ضرورة وجودية في ظل ما تواجهه القضية من محاولات لتصفية الحقوق الوطنية، مشددين على أن استمرار الانقسام يفتح الباب أمام الاحتلال لتعميق سياساته الاستيطانية وتهجير الفلسطينيين وقضم أراضيهم.

وقال أمين سر الهيئة العامة في المؤتمر الوطني الفلسطيني معين الطاهر إن المقاومة، بفضل صمودها، "أعادت القضية الفلسطينية من حالة التصفية إلى واجهة الأحداث"، مشيرا إلى أن الإستراتيجية الوطنية المقبلة يجب أن تقوم على تثبيت الشعب الفلسطيني في جميع أماكن وجوده، ودعم المقاومة بأشكالها كافة، والعمل على عزل الاحتلال دوليا عبر فضح جرائمه وملاحقة قادته كمجرمي حرب.

إعلان

وأضاف الطاهر أن واقع الفصائل الفلسطينية، التي يزيد عددها على 25 فصيلا، يتطلب مراجعة نقدية جادة لبرامجها وأدائها كي تكون جزءا من الحل لا جزءا من الأزمة، مؤكدا أن إعادة بناء منظمة التحرير تحتاج إلى إعادة تشكيل بنية الحركة الوطنية في إطار تعددي وديمقراطي واسع، بعيدا عن الاشتراطات التي يفرضها المستعمر.

أما الكاتب والأكاديمي خالد الحروب فقال إن "التجزئة في البيت الفلسطيني هي الثغرة التي يتسلل منها الاحتلال ليمنع قيام قيادة موحدة"، داعيا إلى إنهاء الانقسام باعتباره شرطا لا غنى عنه لمواجهة المخططات الإسرائيلية التي تستهدف نفي وجود الشعب الفلسطيني ذاته.

_نائل البرغرثي أقدم أسير فلسطيني (إعلام الؤتمر الشعبي)
جلسة بعنوان "رؤية وطنية مستقلة لإدارة غزة" ناقشت أوضاع الأسرى والواقع الإنساني في غزة (إعلام المؤتمر الشعبي)

أقدم أسير فلسطيني

وفي جلسة بعنوان "رؤية وطنية مستقلة لإدارة غزة"، انتقل النقاش إلى أوضاع الأسرى والواقع الإنساني في غزة بعد وقف الحرب، حيث تحدث أقدم أسير فلسطيني محرر ومبعد نائل البرغوثي عن الظروف القاسية التي يعيشها الأسرى داخل سجون الاحتلال، والانتهاكات الممنهجة التي تصاعدت في السنوات الأخيرة.

وأكد البرغوثي على أن غياب جهة فلسطينية رسمية تتابع ملف الأسرى أمام المحافل الدولية يفاقم معاناتهم، داعيا إلى تفعيل التحرك القانوني لمحاسبة الاحتلال، وإلى فتح أبواب الدول العربية والإسلامية أمام الأسرى المبعدين، وتوحيد الخطاب الإعلامي في دعم المقاومة وحقوق الأسرى. وشدد على أن قانون الإعدام الإسرائيلي بحقهم "لن يكسر عزيمة شعبنا ولا إرادة مناضلينا خلف القضبان".

من جهته، قدم الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة عرضا بالأرقام يعكس حجم التدهور في القطاع الصحي تحت الحصار والحرب، مشيرا إلى الإنجازات التي حققها الكادر الطبي رغم شح الموارد، وداعيا إلى تشكيل هيئة وطنية للتعافي الصحي، وتوحيد الموقف الفلسطيني خلف إنقاذ المنظومة الطبية المهددة بالانهيار الكامل.

وفي مداخلة تحليلية، قال الأكاديمي والخبير في الشأن الإسرائيلي محمود يزبك إن صمود أهالي غزة أفشل مشاريع التهجير وكشف حقيقة الاحتلال أمام الرأي العام العالمي، مضيفا أن "إسرائيل تحولت من كيان يحظى بالتعاطف في بداية الحرب إلى عبء على داعميه، خاصة الولايات المتحدة".

كما أشاد بدور وسائل الإعلام في كسر الحجب الإسرائيلي ونقل مشاهد الإبادة إلى كل العالم، مما أسهم في تعزيز التحول الدولي ضد الاحتلال.

أما المحامية والناشطة الحقوقية الأميركية هويدا عراف، فأكدت أهمية التحرك الفلسطيني في المحافل الدولية واستثمار زخم التضامن العالمي، مشيرة إلى أن سفن كسر الحصار عن غزة كانت رسالة سياسية وإنسانية لضرورة إنهاء الحصار وفضح الحكومات الغربية الداعمة لإسرائيل، والدفع نحو سحب الشرعية عن نظامها العنصري.

دور الشتات الفلسطيني

وفي محور آخر، شدد حسن خريشة النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني على أن فلسطينيي الخارج أثبتوا قدرتهم على صناعة رأي عام عالمي لصالح القضية، وحشد الدعم الإنساني والسياسي لها، في وقت تكشفت فيه ازدواجية المعايير وانهيار منظومة القيم الغربية التي طالما تشدقت بحقوق الإنسان.

إعلان

أما رئيس الهيئة العامة للمؤتمر الشعبي سمعان خوري، فدعا إلى إعادة تفعيل دور الشتات باعتباره رافعة سياسية وشعبية وإعلامية وقانونية ودبلوماسية، وإطلاق مبادرات وطنية جامعة تعبر عن المصالح العليا للشعب الفلسطيني وتكرس الوحدة كضمانة أولى لحماية المشروع الوطني.

بدوره، رفض ماجد الزير النائب الأول لرئيس الهيئة العامة للمؤتمر الشعبي ما وصفه بـ"تهميش الفلسطينيين في الخارج" في مختلف المجالات، بما فيها التمثيل الوطني، وحتى في الإحصاءات الرسمية التي لا تشملهم ضمن تعداد الشعب الفلسطيني.

_تكريم مستشار الرئيس الكولومبي ضمن فعاليات ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثالث بإسطنبول (إعلام المؤتمر الشعبي)
تكريم مستشار الرئيس الكولومبي (الأول يمين) في ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثالث بإسطنبول (إعلام المؤتمر الشعبي)

تكريم كولومبي

وفي لفتة تقديرية، كرّم منظمو ملتقى الوطني الحوار الوطني الفلسطيني الثالث فيكتور لوغو مستشار الرئيس الكولومبي لشؤون الشرق الأوسط، تقديرا لموقف بلاده الداعم للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية.
وبدوره، أكد لوغو -في كلمة له ضمن فعاليات الملتقى- أن أي تدخل دولي في غزة يجب أن يحترم إرادة الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وأن كولومبيا مستعدة لتقديم الدعم لإعادة البناء في غزة وكل فلسطين، مشددا على أن تحقيق العدل والسلم مرتبط بوقف الإبادة الجماعية وانتصار الفلسطينيين على الاحتلال.

وتعقيبا على هذا التكريم، أشاد هشام أبو محفوظ القائم بأعمال الأمين العام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج بالدور المتقدم لكولومبيا، داعيا باقي الدول إلى اتخاذ مواقف مماثلة والاستجابة لنداء العدالة في فلسطين.

يذكر أن فعاليات الملتقى تختتم مساء اليوم السبت، حيث من المتوقع صدور بيان ختامي يتضمن توصيات تمثل خطة عمل للفترة المقبلة، وتركّز على إعادة بناء الوحدة الوطنية، وتفعيل دور الشتات، وتبني آليات عملية لدعم صمود الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، بما يحوّل مقررات الملتقى إلى خطوات ملموسة على الأرض.

0 تعليق