رفعت منظمة الصحة العالمية، السبت، درجة التأهب، معلنة عن تسجيل تسع إصابات مؤكدة بفيروس "ماربورغ" المميت في إثيوبيا.
وجاء هذا الإعلان عقب تأكيد وزارة الصحة الإثيوبية للحالات، في إطار ما وصفته المنظمة بـ "أول تفش من نوعه" يعرفه البلد الإفريقي.
ويطلق هذا التطور صافرة إنذار حقيقية، نظرا لأن "ماربورغ" يعد واحدا من أخطر الفيروسات المسببة للحمى النزفية، والتي غالبا ما تكون نتائجها وخيمة وتؤدي إلى الوفاة.
وتكمن الخطورة المضاعفة لهذا المسبب المرضي، كما أفادت المنظمة الأممية، في كونه "بلا ترياق" حتى اللحظة؛ إذ "لا توجد حاليا أي علاجات معتمدة أو لقاحات مضادة له"، الأمر الذي يعزز من قدرته على الانتشار ويرفع من حدة المخاطر الناجمة عنه.
وحول الطبيعة السريرية للمرض، تتمثل الأعراض الأولية في حمى شديدة، يصاحبها صداع حاد وآلام عضلية مبرحة.
وفي مراحل متقدمة، أفاد التقرير بأن العديد من المرضى يعانون من نزيف داخلي وخارجي حاد، غالبا في غضون أسبوع واحد فقط من بدء ظهور العلامات.
وألمحت "الصحة العالمية" إلى أن نتائج التحاليل الجينية للعينات تشير إلى تطابق السلالة المكتشفة مع تلك التي رصدت سابقا في منطقة "جينكا" جنوب إثيوبيا، فضلا عن تسجيل حالات أخرى مؤخرا في مناطق متفرقة من شرق إفريقيا.
وفي استجابة سريعة لمواجهة التفشي، أوفدت المنظمة فريقا متخصصا من الخبراء إلى المنطقة المتأثرة، لتقديم الدعم الفني والمساعدة في تنفيذ إجراءات الاحتواء للحد من انتشار العدوى.
ويجدر بالذكر أن "ماربورغ" يندرج ضمن عائلة "الفيروسات الخيطية" (الفيلوفيروس)، وهي ذات العائلة التي ينتمي إليها فيروس "الإيبولا" شديد الفتك.
وتظهر بيانات المنظمة أن معدلات الوفيات الناتجة عن هذا الفيروس قد بلغت في بعض التفشيات السابقة نسبة كارثية تقدر بـ 88%.
ما الذي يسبب فيروس ماربورغ؟
يسبب المرض فيروس يعرف بـ "فيروس ماربورغ" (Marburg virus). هذا الفيروس ينتمي إلى عائلة تسمى "الفيروسات الخيطية" (Filoviridae)، وهي نفس العائلة التي يندرج تحتها فيروس "الإيبولا" المعروف.
الحاضن الطبيعي (المصدر الأصلي) لهذا الفيروس هو نوع معين من خفافيش الفاكهة يعرف باسم (Rousettus). هذه الخفافيش تحمل الفيروس دون أن تمرض به، وتعتبر "مستودعا طبيعيا" له.
كيف تنتقل العدوى؟
تنتقل العدوى إلى الإنسان وتنتشر عبر الطرق التالية:
1. الانتقال الأولي (من الحيوان إلى الإنسان):
يحدث الانتقال الأول للبشر عادة عبر التعرض المطول للكهوف أو المناجم التي تعيش فيها مستعمرات خفافيش (Rousettus).
يمكن أن تنتقل العدوى عن طريق ملامسة سوائل هذه الخفافيش (مثل البول أو اللعاب) أو الأسطح الملوثة بها.
2. الانتقال الثانوي (من الإنسان إلى الإنسان): وهذا هو الأساس في حدوث التفشيات بين البشر.
ينتقل الفيروس بين الناس عبر الاتصال البشري المباشر واللصيق مع شخص مصاب (أو متوف بسبب المرض) من خلال:
سوائل الجسم: الدم، القيء، البول، البراز، اللعاب، العرق، والسائل المنوي.
الأسطح والأدوات الملوثة: يمكن أن تنتقل العدوى عبر ملامسة أغطية الأسرة، أو الملابس، أو الإبر والأدوات الطبية التي لوثت بسوائل جسم المريض.
نقطة مهمة: لا ينتقل فيروس ماربورغ عبر الهواء (مثل ف يروسات الأنفلونزا). العدوى تتطلب تماسا مباشرا ولصيقا مع السوائل المعدية.
كما أن المرضى يصبحون أكثر قدرة على نقل العدوى كلما اشتدت عليهم أعراض المرض، خاصة في المراحل التي تتضمن النزيف أو القيء أو الإسهال.

0 تعليق