مسعد بولس.. هل تنجح صفقاته الأفريقية في صنع السلام؟ - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

من الكونغو الديمقراطية إلى السودان يتحرك مسعد بولس مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشؤون الأفريقية والعربية، في سباق دبلوماسي محفوف بالتحديات، وسط انتقادات داخلية وتكهنات بشأن تضارب المصالح.

ويُعرف بولس في الأوساط الدبلوماسية بلقب "فورست غامب الدبلوماسية"، وهو أسلوب دبلوماسي غير تقليدي، فهو يظهر في كل زاوية من القارة حاملا طموحا لصنع السلام، لكن النتائج لا تزال بعيدة المنال، وفق تقرير نشره موقع "أفريكا ريبورت" المعني بالشؤون الأفريقية.

President Donald Trump talks with White House senior adviser Massad Boulos, right, as from left, Vice President JD Vancem, Secretary of State Marco Rubio and Congo's Foreign Minister Therese Kayikwamba Wagner, and White House senior adviser Massad Boulos listen, Friday, June 27, 2025, in the Oval Office at the White House in Washington. (AP Photo/Manuel Balce Ceneta)
ترامب يتحدث مع مستشاره مسعد بولس (يمين الصورة) فيما يستمع بقية مسؤولي الإدارة بالبيت الأبيض (أسوشيتد برس)

حضور لافت وسط شكوك متزايدة

في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2025 شارك بولس في مؤتمر دعم السلام والازدهار بمنطقة البحيرات الكبرى -والذي عُقد في باريس– مبعوثا رئاسيا رفيعا.

ظهور بولس هناك بنظارته الشمسية المميزة وابتسامته الواثقة يعكس أسلوبه غير التقليدي في العمل الدبلوماسي.

لكن خلف هذا الحضور تتراكم الانتقادات من داخل البيت الأبيض والكونغرس، حيث يعتبر بعض الموظفين أن تحركاته الأفريقية تستهلك وقت الرئيس دون جدوى، في حين يشتكي مساعدون في الكونغرس من غياب الإحاطات المنتظمة بشأن أنشطته.

علاقات متوترة واتهامات بالتضارب

الخبراء المخضرمون في السياسة الخارجية الأميركية يبدون تحفظا على أسلوب بولس، مشيرين إلى أنه لا يستشيرهم ولا ينسق معهم.

Tiffany Trump, top row right, and her husband Michael Boulos, Ivanka Trump, first row center, and her husband Jared Kushner, arrive to watch President Donald Trump addresses a joint session of Congress on Capitol Hill in Washington, Tuesday, March 4, 2025. (AP Photo/Alex Brandon)
تيفاني ترامب (في الصف العلوي إلى اليمين) وزوجها مايكل بولس خلال خطاب ترامب بالكونغرس (أسوشيتد برس)

وفي الوقت ذاته، تتزايد الاتهامات بتضارب المصالح، خاصة أن لعائلته مصالح تجارية في نيجيريا ولبنان، مما يثير تساؤلات بشأن دوافعه الحقيقية في بعض الملفات، وفقا لما نقلته "أفريكا ريبورت" عن مصادر مطلعة.

وفي الكونغو الديمقراطية، حيث حاول بولس التوسط بين كينشاسا ورواندا، اصطدمت جهوده بجدار من التعقيدات السياسية والميدانية.

إعلان

ونقل الموقع عن أحد مساعدي الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي قوله إن "الشعب الكونغولي قد يكون معك على الإفطار، لكنه سيبصقك وقت الغداء إن لم تنجز شيئا".

السودان.. عقدة أخرى في طريق الوساطة

في السودان، لم تكن الأمور أفضل، فمحاولات بولس لكسر الجمود بين الأطراف المتنازعة لم تحقق اختراقا يُذكر، وسط تصاعد القتال وتدهور الوضع الإنساني.

US Department of State's senior advisor to the President for Arab and African Affairs Massad Fares Boulos attends a conference to support for peace and prosperity in the Great Lakes region, in Paris, Thursday Oct. 30, 2025. (Alain Jocard, Pool via AP)
بولس يشارك في مؤتمر لدعم السلام والازدهار بالبحيرات الكبرى في باريس (أسوشيتد برس)

ويشير دبلوماسي أفريقي سابق -بحسب ما جاء في تحقيق موقع "أفريكا ريبورت"- إلى أن "بولس يتحرك بسرعة، لكنه يفتقر إلى العمق السياسي المحلي، السلام لا يُصنع بالصور واللقاءات فقط".

ورغم هذه التحديات فإن بولس يواصل جولاته مستندا إلى دعم مباشر من الرئيس ترامب الذي يحب التفاخر بإنجازاته في صنع السلام، حتى قبل تحققها.

لكن غياب التنسيق مع وزارة الخارجية الأميركية وتجاهله المؤسسات التقليدية يضعفان فرص نجاحه ويثيران حفيظة الدبلوماسيين المحترفين.

أسلوب شخصي في إدارة الملفات

يعتمد بولس على أسلوب شخصي في إدارة الملفات بعيدا عن البروتوكولات الرسمية.

U.S President Donald Trump's senior adviser for Africa and the Middle East Massad Boulos and Qatar's Minister of State at the Ministry of Foreign Affairs Mohammed bin Abdulaziz Al-Khulaifi attend a press conference, after Congo's President Felix Tshisekedi's high representative Sumbu Sita Mambu and head of the M23 rebel group delegation Benjamin Mbonimpa signed a framework agreement for a peace deal aimed at ending fighting in eastern Congo, in Doha, Qatar, November 15, 2025. REUTERS/Ibraheem Abu Mustafa
بولس (يسار) والخليفي يشهدان توقيع اتفاق سلام لإنهاء القتال بين حركة "إم 23" وحكومة الكونغو بالدوحة (رويترز)

ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي نظم جلسة عشاء غير رسمية للصحفيين في فندق بوتيكي بجوهانسبرغ، حيث تربطه علاقة ودية بالمالكين، ويُستخدم المكان مقرا غير رسمي لاجتماعاته.

كما يستعين بعدد من الفنانين والمشاهير وأحد مالكي شركات الإعلام في دعم تحركاته، وفق ما أفاد به موقع "أفريكا ريبورت".

هذا النمط غير التقليدي أكسبه شعبية في بعض الأوساط، لكنه في الوقت ذاته أثار شكوكا بشأن جدية مهمته، خاصة في ظل غياب نتائج ملموسة على الأرض.

ومع اقتراب الانتخابات الأميركية يتساءل مراقبون عما إذا كان بولس سيستمر في مهمته، أو ما إذا كانت جهوده ستُطوى ضمن ملفات إدارة ترامب التي لم تكتمل.

خلفية عن بولس ودوره في إدارة ترامب

ينتمي مسعد بولس إلى عائلة لبنانية نيجيرية ذات نشاط تجاري واسع، وقد برز اسمه في الأوساط السياسية الأميركية بعد ارتباطه بعائلة ترامب من خلال زواج نجله مايكل بولس من تيفاني ترامب.

رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي (يمين) يستقبل مستشار ترامب لأفريقيا مسعد بولس (الرئاسة الكونغولية)

هذا الارتباط العائلي أتاح له دخول الدائرة المقربة من الرئيس، وتولّي مهام دبلوماسية غير تقليدية، خاصة في ملفات الشرق الأوسط وأفريقيا.

ورغم افتقاره إلى خلفية دبلوماسية رسمية فإن بولس اعتمد على علاقاته الشخصية وقدرته على بناء شبكات سريعة، مما جعله يظهر في ملفات حساسة مثل ليبيا والقرن الأفريقي، وإن كانت مساهماته في هذه الملفات محل جدل واسع، وفق ما أورد تقرير "أفريكا ريبورت".

البرهان (يسار) ومسعد بولس مستشار الرئيس ترامب لشؤون أفريقيا (وكالات)
البرهان (يسار) ومسعد بولس مستشار الرئيس ترامب لشؤون أفريقيا (وكالات)

بين الطموح والواقع

بولس -الذي يُعرف بأسلوبه المباشر وقدرته على بناء علاقات سريعة- يواجه الآن اختبارا حقيقيا: هل يستطيع تحويل حضوره اللافت إلى نتائج دبلوماسية ملموسة؟ أم أن الوقت قد نفد، في ظل تعقيدات الملفات الأفريقية وتراجع الثقة في قدرته على صنع السلام؟

إعلان

في كل الأحوال يبقى بولس شخصية مثيرة للجدل تجمع بين الطموح الشخصي والدور الرسمي، وتتحرك في مساحة رمادية بين السياسة والدبلوماسية وبين المصالح الشخصية والمهمات الرئاسية، كما خلص تقرير "أفريكا ريبورت".

0 تعليق