دراسة: المحيطات تفقد اخضرارها ونظمها البيئية معرضة للانهيار - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

أظهرت دراسة جديدة أن تركيز الكلوروفيل في المحيط -وهو أساس الكتلة الحيوية للعوالق النباتية- قد انخفض خلال العقدين الماضيين، خاصة في المناطق الساحلية، وهو يشكل خطرا على النظم البيئية للمحيطات والمناطق الساحلية.

ويقول الخبراء إن العوالق النباتية تشكل قاعدة شبكة الغذاء البحرية، وتدعم مصائد الأسماك والنظم البيئية الأوسع، وبالتالي فإن انحدارها قد تكون له آثار بعيدة المدى.

اقرأ أيضا

list of 4 items end of list

والكلوروفيل هو الصبغة الخضراء الموجودة في العوالق النباتية، والتي تمكّن الكائنات الحية من تحويل ضوء الشمس إلى طاقة.

واستخدم فريق الدراسة ملاحظات الأقمار الصناعية وبيانات بيئية مبنية على النماذج، بما في ذلك على سبيل المثال بيانات عن الملوحة وضغط سطح البحر، ووضعوا هذه البيانات في نموذج طوروه باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وفي خطوط العرض المنخفضة والمتوسطة (موضوع الدراسة) انخفضت تركيزات الكلوروفيل بمعدل متوسط ​​بلغ نحو 0.00035 مليغرام لكل متر مكعب سنويا بين عامي 2001 و2023، في حين بلغ متوسط ​​معدل الفقد في المناطق الساحلية ضعف هذا المعدل تقريبا.

وتُظهر خريطة مرفقة بالدراسة اتجاهات تركيز الكلوروفيل في المحيطات المنخفضة والمتوسطة الارتفاع من عام 2001 إلى عام 2023.

وشهدت أكثر من 32% من مساحة المحيط انخفاضا ملحوظا في الكلوروفيل، في حين يُظهر أقل من 18% من المساحة زيادة ملحوظة في اخضرار المحيط.

كما وجد الباحثون أيضا انخفاضا كبيرا في تواتر حالات ارتفاع الكلوروفيل المعروفة باسم تكاثر الطحالب، وكانت دراسات أخرى قد أشارت إلى زيادة في التكاثر الضار، خاصة في بعض المياه الإقليمية أو المحلية.

وقال كورتيس دويتش أستاذ علوم الأرض بجامعة برينستون في الولايات المتحدة إن هذا يعني على الأرجح أن هناك إنتاجا أقل للمواد العضوية الجديدة والطحالب في المحيط، مع الإشارة إلى أن اتجاه فقدان العوالق النباتية كان بطيئا نسبيا ولا يتوقع انهيارا مفاجئا.

إعلان

وأضاف دويتش أن النتائج لم تكن صادمة، إذ افترض العلماء احتمال حدوث فقدان للاخضرار، ويرجع ذلك إلى أن ارتفاع درجات حرارة سطح البحر يزيد التفاوت، أي أنه يزيد الاختلاف في كثافة المياه السطحية والعميقة، مما يعطل صعود العناصر الغذائية التي تتغذى عليها العوالق النباتية.

وفي ختام الدراسة أكد الباحثون أن "هذه التغييرات في كتلة وتركيزات الكلوروفيل ستؤثر بشكل عميق على حجم وتوزيع عمل النظام البيئي البحري".

ويمكن أن يحدث اخضرار المحيطات نتيجة الصرف الزراعي أو التلوث البشري، كما يمكن لبعضها أن يُنتج سموما تؤدي إلى مناطق ميتة.

وأظهرت الدراسة وجود علاقة سببية بين درجة حرارة سطح البحر وتركيزات الكلوروفيل وازدهار الطحالب، حيث وجد أن الطحالب حساسة بشكل خاص لتغيرات درجات الحرارة كما يقول دي لونغ أستاذ في قسم الهندسة الهيدروليكية في جامعة تسينغهوا والمؤلف المشرف على الدراسة.

وأضاف لونغ أن نتائج الدراسة لا تبشر بالخير بالنسبة للأشخاص الذين يعتمدون على إنتاجية المحيط، خاصة المجتمعات الساحلية التي تعيش على البحر، وقد يكون لذلك تأثير كبير جدا على صناعة صيد الأسماك.

وأشار لونغ إلى الساحل الغربي لأفريقيا كمكان مثير للقلق، حيث يشهد فقدانا للاخضرار بمعدلات تفوق المعدلات الطبيعية، مؤكدا أن مناطق مثل هذه ستكون أكثر عرضة للخطر لأسباب مختلفة.

وبالإضافة إلى تعطيل الشبكات الغذائية فإن فقدان الاخضرار قد يقلل أيضا قدرة المحيط على امتصاص الكربون وفقا لمؤلفي الدراسة.

وحتى الآن، امتص المحيط ما لا يقل عن ربع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الأنشطة البشرية، مشكلا حاجزا ضد تغير المناخ.

وأحد أسباب امتلاك المحيط هذه القدرة هو أن العوالق النباتية تحوّل الكربون إلى مواد عضوية، بعضها يغوص في أعماق البحار بعيدا عن الغلاف الجوي.

وقال لونغ إن التأثير المحتمل على حوض الكربون ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد، وعلى صناع القرار في هذا المجال على النظر بجدية في عامل الاحتباس الحراري العالمي، وتبني سياسات أكثر معقولية وأكثر استنارة بشأن الحد من انبعاثات الكربون.

0 تعليق