Published On 17/11/202517/11/2025
|آخر تحديث: 09:48 (توقيت مكة)آخر تحديث: 09:48 (توقيت مكة)
المدرسة الطازية من أبرز المعالم الثقافية في القدس، وهي جزء من التراث التاريخي للمدينة، أنشأها في القرن الرابع عشر الميلادي/الثامن الهجري (عام 763 هـ) الأمير سيف الدين طاز بن قطفاج أحد أمراء السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وتعكس تطوّر التعليم والعمارة الإسلامية في العصر المملوكي.
الموقع والتأسيس
تقع المدرسة الطازية في الجهة الشمالية من طريق باب السلسلة في البلدة القديمة في القدس مقابل المكتبة الخالدية، وإلى الغرب من المدرسة الجالقية.
سميت بهذا الاسم نسبة إلى منشئها الأمير سيف الدين طاز بن قطفاج، وكُتب على بلاطة فوق نافذتها كلمات بالنسخ المملوكي جاء فيها "بسم الله الرحمن الرحيم، هذه تربة (قبر) العبد الفقير إلى الله تعالى المقر الأشرف السيفي طاز. توفي رحمه الله سنة ثلاث وستين وسبعمائة".
مؤسس المدرسة
الأمير سيف الدين طاز بن قطفاج أحد أمراء السلطان الناصر محمد قلاوون، ومن خاصته، وكان أحد أبرز الأمراء في عصر الدولة المملوكية.
كان الأمير طاز أحد أمراء أرباب الحل والعقد الذين بيدهم مقاليد الدولة، ثم زادت مكانته في الفترة الأولى لحكم السلطان حسن، ثم ما لبث أن انقلب الأمير طاز على السلطان حسن وساعد على خلعه وتولية أخيه الملك الصالح.
فحفظ له الصالح هذه المساعدة وما لبث أن جعله نائبا في دولته، وحين أعيد السلطان حسن للحكم للمرة الثانية أخرج طاز من القاهرة وولاه نيابة حلب.
خرج الأمير طاز على السلطان وجمع أتباعه فثار عليه الأمراء حتى هزم وعزل عن نيابة حلب، وأمره السلطان بالعودة إلى القاهرة واعتقله وأفقده بصره لإبعاده عن الحياة السياسية إلى لأبد.
اعتقل الأمير طاز وسجن في الإسكندرية، وأفرج عنه بعد مقتل الناصر حسن، ثم جاء إلى القدس وعاش فيها وأحيل إلى التقاعد برتبة أمير، وتوفي في 20 ذي الحجة 763هـ (1362م)، وهي السنة نفسها التي أوقف فيها المدرسة الطازية.
" frameborder="0">
الرسالة والأهداف
خصصت المدرسة لتدريس القرآن والحديث وعلومهما، فكانت مركزا تعليميا هاما في القدس في العصر المملوكي، وأشارت سجلات المحكمة الشرعية عام 984م إلى وجود عشرة موظفين في المدرسة، منهم الناظر والمتولي وشيخ المدرسة ومعيدها.
إعلان
كما كان لها إمام وشاهد وكاتب وفقيه وبواب، مما يدلّ على نشاطها التعليمي والإداري، وكان في المدرسة من القراء 25، ومن الطلبة 17 كانوا مقيمين فيها.
وصف المبنى
تتميز المدرسة ببساطة تصميمها، إذ تنحصر الزخرفة البديعة في إطار النافذة ذات القضبان المعدنية، التي تشكل واجهة المبنى، وبنيت النافذة من الحجارة ذات اللون الأبيض والأحمر العاجي.
كما تحمل العتبة نقشا تأسيسيا باسم "طاز" وشعار الرنك (الكأس) من جميع الجهات رمزا لوظيفة ساقي السلطان.
بنيت المدرسة على هيئة الحرف اللاتيني (L)، ويبدو أن المباني المجاورة لها هي التي حددت شكل بنائها، وتوجد شرقا بقايا لمبنى قديم تدعم الطرف الشرقي للطابق العلوي للمدرسة الطازية، وهناك حجر ضمن بناء المدرسة يحمل علامات صليبية، مما يدل على أن بناءها لم يكن قبل القرن السادس الهجري.
ويوجد في الجزء الجنوبي مدخل المدرسة ودهليز ودرج وغرفتان، ويؤدي شمال الدهليز إلى قاعتين معقودتين في زاوية قائمة بين بعضهما، ويبدو أنهما ترجعان لمبنى أقدم من المدرسة.
تعرض الجزء العلوي من مبنى المدرسة للهدم، مما يجعل من الصعب تحديد تفاصيله المعمارية الأصلية، وقد أصبحت المدرسة الطازية بعد عام 1946 سكنا لبعض العائلات المقدسية.
وقفيات المدرسة
ارتبطت المدرسة الطازية بالعديد من الوقفيات في صفد، منها دكان وفرن وطاحونة صغيرة، وكان نتاج الوقف يصرف على المدرسة.

0 تعليق