عاشت الطالبة ملك فياض، من شمال غزة، تجربة تعليمية استثنائية بعدما حصلت على معدل امتياز في الثانوية العامة، رغم ما مرّت به من نزوح وتشريد وتجويع، ومع كل الآثار النفسية العميقة التي خلّفتها الحرب.
وتحول تفوقها إلى إحدى القصص النادرة التي عكست قدرة الطلاب في قطاع غزة على التمسك بالتعليم، وسط واقع قاس ومضطرب.
وواجهت ملك ظروفا لا تشبه أي بيئة تعليمية مستقرة، بعد أن تنقّلت مع أسرتها بين أماكن النزوح في شمال القطاع، وفقدت القدرة على الدراسة في مكان آمن وهادئ.
ووجدت نفسها مضطرة للمذاكرة في ظل انقطاع الكهرباء المستمر وغياب الإنترنت، وفي بيئة افتقرت إلى أبسط المستلزمات الضرورية لمتابعة دروسها.
وعانت ملك من التأجيل المتكرر للامتحانات بسبب القصف وتبدّل الظروف الأمنية، الأمر الذي وضعها أمام ضغط نفسي كبير وقلق دائم من ضياع عامها الدراسي.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listوأظهرت الطالبة حجم التحديات التي عاشتها، إذ حاولت مراجعة دروسها وسط ضوضاء النزوح والانشغال الدائم بتأمين مقومات الحياة الأساسية.
واجتهدت ملك في تجاوز كل ما عرقل رحلتها التعليمية، مستندة إلى إصرار واضح على متابعة الدراسة رغم الجوع المستمر ونقص الكتب والدفاتر والوسائل التعليمية.
واستعانت بما تبقى لديها من ملخصات وملاحظات سابقة لتعويض غياب المدرسة والمعلمين، محوّلة الخسارات اليومية إلى دافع للاستمرار وعدم التراجع.
وتمكنت ملك في النهاية من تحقيق التفوق والتميز الذي حلمت به، مقدّمة نموذجا للطلاب الذين حاولوا انتزاع حقهم في التعليم وسط العدوان وانهيار البيئة التعليمية.
وانتهت رحلة ملك الدراسية بتفوق استثنائي عكس حجم ما بذلته من جهد وصبر، لتضع نهاية مختلفة لعام حافل بالخسارات، وتثبت أن رغم الحرب والنزوح والتجويع ظل التعليم بالنسبة لها الطريق الوحيد نحو مستقبل أرادت انتزاعه بإرادتها.
Published On 17/11/202517/11/2025
|آخر تحديث: 13:27 (توقيت مكة)آخر تحديث: 13:27 (توقيت مكة)

0 تعليق