استمرت أسعار العقود الفورية للذهب المقوم بالدولار الأمريكي في تسجيل مستواها الصاعد خلال تعاملات الخميس، معززة مكاسبها الأخيرة. فقد وصل سعر الأونصة إلى 4,089.16 دولارا، محققا ارتفاعا بلغ 11.15 دولارا، أو ما يعادل 0.27%، عن سعر إغلاقه السابق.
هذا التدفق الصاعد للمعدن الأصفر يعكس مدى ارتفاع الشهية العالمية نحو الملاذات الآمنة، حيث جاء التداول في مدى يومي ضيق نسبيا، افتتح عند مستوى 4,078.01 دولار وسجل قمته اليومية الجديدة عند 4,089.76 دولار للأونصة، مما يشير إلى اتجاه واضح لتثبيت الأسعار فوق حاجز الـ 4080 دولارا.
هيمنة القلق تدفع الاستثمار
يؤكد المحللون أن دوافع هذا الارتفاع الأخير تتجاوز التقلبات اليومية، لترتبط بشكل أساسي بحالة القلق الجيوسياسي المستمرة في عدد من المناطق الحيوية بالعالم.
فالمستثمرون يميلون إلى تحويل سيولتهم إلى الذهب كأصل يتمتع بسجل طويل في الحفاظ على القوة الشرائية عند اضطراب الأسواق الأخرى.
وعلى الصعيد الاقتصادي، بقيت مخاوف التضخم شبحا يهدد التوقعات، مما يعطي دفعة إضافية للطلب على المعدن الأصفر كأداة تحوط ناجعة ضد تآكل قيمة العملات النقدية.
ترقب سياسات الفائدة ودور الدولار
ويظل سلوك الدولار الأمريكي متغيرا محوريا يؤثر في تسعير الذهب؛ فعلى الرغم من القدرة الواضحة للذهب على الصعود، إلا أن أي تعاف قوي في قيمة الدولار - وهو أمر يعتمد على قرارات الاحتياطي الفيدرالي المتعلقة بمعدل الفائدة - يمكن أن يشكل ضغطا للأسفل على أسعاره.
ينتظر المتعاملون بترقب بيانات البنوك المركزية القادمة وتفاعلها مع معطيات التضخم والنمو.
ويرى خبراء التحليل الفني أن تجاوز حاجز المقاومة النفسي عند 4,100 دولار سيفتح الباب لارتفاعات جديدة وكبيرة، في حين أن الهبوط دون مستوى الدعم الحالي قد يعني جني الأرباح وتصحيحا محتملا للأسعار.
وتبقى الأنظار مسلطة على ديناميكية العرض والطلب العالمية، وكيفية تفاعل السياسات النقدية الرئيسية مع سوق الذهب.

0 تعليق