بمناسبة اليوم العالمي للطفل، الذي يحل في العشرين من تشرين الثاني سنويا، أطلقت وزارة العمل الأردنية حملتها الوطنية تحت عنوان: "طفل يتعلم... أردن يتقدم".
وتهدف هذه المبادرة الأساسية إلى تسليط الضوء الضروري على حقوق الأطفال، وفي مقدمتها حمايتهم من مختلف أشكال الاستغلال، خصوصا ظاهرة تشغيل الصغار غير القانوني.
وضمن خطة العمل الموضوعة، تبدأ فرق التفتيش التابعة للوزارة بتنفيذ جولات رقابية موسعة ومركزة اعتبارا من السادس عشر من تشرين الثاني الجاري، وستستمر هذه التحركات الميدانية على مدار أسبوعين
متواصلين في كافة محافظات المملكة.
ويرتكز الهدف الجوهري لتلك الزيارات على التحقق من الالتزام بالقانون وعدم تشغيل الأحداث بصورة تخالف أحكامه الناظمة.
بالتوازي مع هذه الإجراءات، تنظم الوزارة أيضا ورشات عمل توعوية، تستهدف إشراك أصحاب العمل والأطفال أنفسهم، لتعريفهم بالتشريعات الوطنية وبالمخاطر المهنية المحدقة التي قد تواجه الصغار في بيئات العمل.
وفي سياق متصل، أكد الناطق الإعلامي باسم الوزارة، محمد الزيود، على أن التشريع الوطني الخاص بالعمل جاء متسقا بالكامل مع أبرز المواثيق الدولية التي صادقت عليها المملكة لمكافحة هذه الآفة.
وأشار تحديدا إلى اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالإضافة إلى اتفاقيتي منظمة العمل الدولية، وهما: "رقم 138" المتعلقة بالحد الأدنى لسن الاستخدام،ورقم "182" الخاصة
بحظر أسوأ أشكال العمل.
وأوضح الزيود أن القانون يشدد على منع استخدام أي حدث لم يكمل عامه السادس عشر، كما يحرم تشغيلهم في الأعمال الخطرة أو المرهقة أو المضرة بالصحة قبل إتمام الثامنة عشرة.
كذلك وضع المشرع قيودا على ساعات العمل لتصل إلى ست ساعات كحد أقصى يوميا، مع حظر تام لتشغيلهم ليلا أو خلال العطل الرسمية والأسبوعية.
واستعرض الناطق الإعلامي أرقاما تجسد جهود الرقابة، مشيرا إلى أن الوزارة زارت حتى نهاية تشرين الأول الماضي نحو 6041 منشأة، كشفت خلالها عن 154 حالة طفل عامل، ما أدى إلى
تحرير 85 مخالفة و37 إنذارا بحق الجهات المخالفة.
ختاما، شددت الوزارة على أن إنجاح مساعي مكافحة عمل الأطفال يتطلب تضافر الجهود بين الأطراف الرسمية والمجتمع المدني والأسرة وأصحاب العمل.
ويبقى الهدف الأسمى المعلن هو حفظ حق الطفل الأساسي في التعليم، والعمل على سحبه من محيط العمل وتأهيله للعودة إلى مقاعد الدراسة، باعتبار ذلك استثمارا مباشرا في مستقبل الأردن وتقدمه.

0 تعليق