كشف موقع أكسيوس الأميركي ووكالة الصحافة الفرنسية عن أبرز بنود خطة السلام الأميركية لإنهاء الحرب في أوكرانيا والمدعومة من الرئيس دونالد ترامب، وتتضمن تخلي كييف عن أراضٍ إضافية شرقي البلاد تناهز 20% من المساحة الإجمالية للبلاد، وتحديد حجم جيشها، وموافقتها على عدم الانضمام مطلقا لحلف شمال الأطلسي (ناتو).
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الخميس، إن أوكرانيا ستعمل جاهدة لإنجاح مقترحات السلام الأميركية، وتعهد "بعدم عرقلة أي مساعٍ دبلوماسية".
وقال البيت الأبيض إن مسؤولين كبارا في إدارة ترامب عقدوا اجتماعا مع مسؤولين أوكرانيين الأسبوع الماضي لبحث خطة سلام ينبغي أن تكون مقبولة لأوكرانيا وروسيا.
وأوضحت المتحدثة باسم البيت البيض كارولاين ليفيت للصحفيين، أمس الخميس، أن وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف شاركا في هذه الاجتماعات، مضيفة أن الإدارة تجري "محادثات جيدة" مع طرفي الصراع حول سبل إنهاء الحرب "ونعتقد أنها ستكون مقبولة للطرفين".
وأشارت ليفيت إلى أن المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو "عملا بشكل سري منذ شهر" على هذه الخطة "لفهم ما يمكن يقدمه البلدان من أجل التوصل إلى سلام دائم".
أبرز بنود الخطة
ووفق وكالة الصحافة الفرنسية تتكون خطة السلام الأميركية من 28 نقطة ويدعمها الرئيس ترامب، وتنص أبرز بنودها على:
تنازل أوكرانيا عن منطقة دونباس الشرقية لروسيا بالإضافة إلى التنازل عن دونباس التي تضم منطقتي لوغانسك ودونيتسك. موافقة أوكرانيا على أن يقتصر تعداد جيشها على 600 ألف جندي. موافقة كييف على عدم الانضمام بشكل مطلق إلى حلف الناتو. ستتمركز طائرات مقاتلة أوروبية في بولندا لحماية أوكرانيا، لكن لن تكون هناك أي قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي على الأراضي الأوكرانية.إعلان
أما حسب موقع أكسيوس فأبرز بنود مسودة خطة ترامب للسلام في أوكرانيا تنص على:
إجبار كييف على التخلي عن أراضٍ إضافية في الشرق وتحديد حجم جيشها. موافقة كييف على عدم الانضمام مطلقا لحلف الناتو. رد عسكري حاسم ومنسق في حال أي توغل روسي إضافي داخل أوكرانيا. تخصيص بعض الأصول الروسية المجمدة لإعادة إعمار أوكرانيا. رفع العقوبات عن روسيا واتفاق شراكة معها وعودتها لمجموعة الـ8. دعوة كييف إلى إجراء انتخابات خلال 100 يوم من التوصل إلى اتفاق.رد أوكراني
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني إن "أوكرانيا بحاجة إلى السلام، وأوكرانيا ستفعل كل ما يلزم حتى لا يستطيع أحد في العالم أن يقول إننا نعرقل الدبلوماسية. هذا أمر مهم".
وأضاف أن أوكرانيا لن تصدر أي تعليقات "طائشة".
وأشار إلى أن المهمة الأولى للجميع هي عملية دبلوماسية بناءة، وأضاف "من الضروري أن يكون هناك دعم مستقر لجيشنا وجميع عملياتنا الدفاعية المخطط لها وضرباتنا العميقة".
وسبق أن قال زيلينسكي، الذي التقى في كييف وفدا من البنتاغون برئاسة وزير الجيش الأميركي دانيال دريسكول، إن أي اتفاق يرمي إلى وضع حد للحرب مع روسيا يجب أن يرسي "سلاما كريما" يكفل "احترام استقلالنا وسيادتنا".
وأعلنت الرئاسة الأوكرانية أنها تلقت من الجانب الأميركي مشروع خطة ترى واشنطن أنها قد تسهم في تنشيط المسار الدبلوماسي، وذكرت أن الرئيس زيلينسكي اتفق خلال اجتماع بوفد أميركي على العمل على بنود خطة لضمان نهاية عادلة للحرب.
وأضافت الرئاسة الأوكرانية أنها دعمت مقترحات ترامب لإنهاء إراقة الدماء، معلنة جاهزيتها للعمل البناء مع واشنطن والشركاء في أوروبا.
وأشارت إلى أن الرئيس زيلينسكي يتوقع مناقشة الفرص الدبلوماسية اللازمة لتحقيق السلام مع الرئيس ترامب خلال أيام.
وقد عقد مجلس الأمن الدولي، مساء الخميس، جلسة بشأن الأوضاع في أوكرانيا، تناولت الهجمات على البنية التحتية الحيوية للبلاد والهجمات على المدنيين وقطاع الطاقة بشكل خاص مع اقتراب فصل الشتاء.
وقالت نائبة مندوب أوكرانيا بمجلس الأمن خلال الجلسة إن وقف إطلاق النار شرط أساسي لإجراء مفاوضات جادة مع روسيا، وأعربت عن استعداد كييف للدخول في مفاوضات جادة لإنهاء الحرب، لكنها أكدت "خطوطنا الحمراء واضحة لا تتزعزع".
وأشارت الدبلوماسية الأوكرانية إلى أنه "لن يكون هناك اعتراف رسمي أو غير رسمي بتبعية أراضي أوكرانيا المحتلة لروسيا"، كما أكدت أن كييف لن تقبل أي قيود على حقها في الدفاع عن النفس أو على حجم وقدرات قواتها المسلحة، أو انتهاك سيادتها بما في ذلك حقها في اختيار تحالفاتها.
" frameborder="0">
موقف أوروبي
ومع ظهور تقارير حول الخطة الأميركية لوقف الحرب في أوكرانيا، شدد دبلوماسيون أوروبيون، أخذتهم المفاجأة، على ضرورة التشاور معهم ومع كييف في هذا الشأن.
وقالت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، كايا كالاس، في مستهل اجتماع وزراء خارجية دول التكتل الـ27 في بروكسل، إن الاتحاد الأوروبي يدعم سلاما عادلا ودائما وشاملا في أوكرانيا.
وأكدت أن أي خطة سلام يجب أن تحظى بموافقة أوكرانيا وأوروبا، وأوضحت كالاس أن روسيا ما زالت تواصل هجماتها القاتلة، ولم تُظهر أي التزام جدي في محادثات السلام السابقة.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو لدى وصوله لحضور الاجتماع أن "السلام لا يمكن أن يعني الاستسلام".
وشدد على أن الأوكرانيين "سيرفضون دائما أي شكل من أشكال الاستسلام"، مؤكدا حرص الأوروبيين على مبدأ "السلام العادل والدائم".
إعلان
وفي المقابل، قال الكرملين إن أي خطة لإحلال السلام في أوكرانيا يجب أن تقضي على الأسباب الجذرية للصراع.
وذكر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أنه على الرغم من وجود اتصالات مع الولايات المتحدة، لا توجد حاليا مفاوضات معها بشأن خطة كهذه.
تطورات عسكرية
ويأتي هذا التسارع في الجهود الدبلوماسية الأميركية في منعطف حرج لكييف، إذ إن قواتها في موقف دفاعي على خط المواجهة في ظل تأثير فضيحة فساد على حكومة زيلينسكي. وأقال البرلمان وزيرين من الحكومة أمس الأربعاء بسبب الفضيحة.
ومع اقتراب فصل الشتاء الرابع من الحرب الأكثر دموية في أوروبا منذ 8 عقود، تسيطر روسيا على نحو خُمس مساحة أوكرانيا، وتستعد أخيرا للسيطرة على أول مدينة كبيرة منذ ما يقرب من عامين، وهي بوكروفسك مركز السكك الحديدية التي تحولت إلى أنقاض في شرق البلاد.
وقد أعلنت روسيا السيطرة على مدينة كوبيانسك في شمال شرق أوكرانيا، وهي واحدة من المدن التي شهدت تقدما للقوات الروسية في الأسابيع الأخيرة في مواجهة القوات الأوكرانية، التي تعاني كثيرا من الصعوبات على الجبهة.
وأبلغ قائد القوة الغربية سيرغي كوزوفليف الرئيس فلاديمير بوتين أنّ القوات الروسية أكملت السيطرة على مدينة كوبيانسك، حسب ما نقل عنه التلفزيون الروسي، ووصف المدينة بأنّها "محور أساسي في الدفاع" الأوكراني.
لكن رئاسة الأركان الأوكرانية نفت السيطرة الروسية على المدينة، مؤكدة عبر تليغرام أنها لا تزال "تحت سيطرة قوات الدفاع الأوكرانية".
وأضافت "التعليقات التي تشير إلى أنه تمت السيطرة على 80% من فوفتشانسك في منطقة خاركيف، و70% من مدينة بوكروفسك غير صحيحة".
وفي غضون ذلك، أعلن إيفان فيدوروف حاكم منطقة زاباروجيا بجنوب شرق أوكرانيا، في وقت متأخر من الخميس، مقتل 5 أشخاص وإصابة 3 آخرين في هجوم روسي.
وأظهرت الصور التي نشرها فيدوروف على الإنترنت مباني تلتهمها ألسنة اللهب وشوارع مليئة بالركام.

0 تعليق