إصلاحات عميقة ربطت التدريب بسوق العمل.. والأردن يتقدم في "مؤشر المعرفة العالمي".
شهد قطاع التعليم التقني والمهني في المملكة خلال السنوات الماضية "نقلة نوعية"، تحولت معها هذه المنظومة من كونها مسارا "بديلا" أو ثانويا إلى ركيزة أساسية في مشروع التحديث الاقتصادي والاجتماعي.
وأكد معنيون في القطاع، أن الأردن يمضي في مسار "إصلاح عميق" أعاد تشكيل هذا القطاع وربطه بشكل أوثق باحتياجات سوق العمل المتجددة، وبناء اقتصاد قائم على المهارات.
وبحسب "مؤشر المعرفة العالمي" لعام 2025، احتل الأردن المرتبة 49 عالميا بمؤشر الالتحاق بالتعليم المهني التكافؤ بين الجنسين، والمرتبة 50 عالميا في معدل التحصيل للتعليم ما بعد الثانوي غير الجامعي. وفقا لوكالة الأنباء الأردنية بترا.
نقطة انطلاق التحول
وأكد ممثل قطاع الصناعات الجلدية والمحيكات، المهندس إيهاب قادري، أن الأردن حقق خلال العقد الماضي "تقدما ملحوظا"، مدفوعا بالحاجة لربط المخرجات بمتطلبات السوق.
وأشار إلى أن أبرز التطورات تمثلت في تأسيس "هيئة تنمية وتطوير المهارات المهنية والتقنية" كمظلة مستقلة، وإطلاق "الإطار الوطني للمؤهلات"، إضافة إلى إشراك القطاع الخاص من خلال "مجالس المهارات القطاعية".
ولفت قادري إلى أن قرار دمج الهيئة مع "هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي" سيشكل مرجعية وطنية موحدة تعزز من مكانة التعليم المهني وتمنحه "وزنا موازيا للمسار الأكاديمي".
تحديث المناهج و"التعلم في مكان العمل"
من جانبه، أوضح مدير "بيت العمال"، حمادة أبو نجمة، أن التعليم المهني والتقني توسع مع إدخال تخصصات جديدة مثل تكنولوجيا المعلومات والطاقة، وجرى تحديث المناهج لتكون "أكثر تطبيقية"، مع التوجه نحو نماذج "التعلم في مكان العمل".
ونوه أبو نجمة إلى أن المنظومة انتقلت من فكرة "مسارات بديلة ضعيفة" إلى محاولة بناء منظومة "أقرب إلى المعايير الدولية"، مع إدماج موضوعات "ريادة الأعمال والمهارات الرقمية والخضراء" لزيادة قابلية التشغيل.
دور وزارة العمل
بدوره، أكد الناطق الإعلامي لوزارة العمل، محمد الزيود، أن الوزارة، وعبر مؤسسة التدريب المهني، تقود جهودا شاملة لتحديث البرامج وتأهيل المدربين.
وأشار الزيود إلى أن "البرنامج الوطني للتشغيل" أسهم في تشجيع الشباب على الالتحاق بقطاعات العمل المهني، من خلال دعم الأجور وتوفير مخصصات التدريب.
كما لفت إلى دعم الوزارة لـ 34 فرعا إنتاجيا في المحافظات، ودور "صندوق التنمية والتشغيل" في دعم المشاريع المرتبطة بالمهن التقنية.

0 تعليق