عاجل

استطلاع يكشف مفارقة لافتة في مشهد التعليم الأفريقي - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

أظهر استطلاع أجرته مجلة أفريكا ريبورت بالتعاون مع مؤسسة ساجاسي للبحوث الكينية مفارقة بارزة في واقع التعليم بالقارة الأفريقية.

فعلى الرغم من أن غالبية المشاركين أكدوا ثقتهم بالمدارس الوطنية، فإن ثلثيهم ما زالوا يخططون لإرسال أبنائهم إلى الخارج لمتابعة الدراسة.

" frameborder="0">

وتشير النتائج إلى أن الأفارقة يقدّرون التعلم في أوطانهم، لكنهم يعتبرون المؤسسات العالمية، خصوصا الغربية، البوابة الحقيقية نحو التنافسية والهيبة والفرص.

شمل الاستطلاع 47 دولة أفريقية وأكثر من 7 آلاف مشارك من الطبقة فوق المتوسطة، وأُجري في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول من هذا العام.

الثقة بأنظمة التعليم

وأظهر الاستطلاع أن الغانيين والكينيين من أكثر الشعوب ثقة بأنظمتهم التعليمية، في حين جاء النيجيريون والجنوب أفريقيون قريبين من المتوسط القاري البالغ 62%.

في غانا، قال 73% من المشاركين إنهم يثقون بمدارس بلادهم "إلى حد ما" أو "تماما"، وكانت النسبة نفسها في كينيا.

KARAMOJA, UGANDA - JULY 21: Pupils eat food during lunch time at Kangole Girls Primary School in Napaka district on July 21, 2025 in Karamoja region, Uganda. The Karamoja region in north-eastern Uganda has the highest rates of food insecurity and malnutrition within the East African country, with 45% of the population (approximately 600,000 people) in crisis, according to data from the UN World Food Programme (WFP) and Food Security and Nutrition Assessment (FSNA). To combat the hunger crisis in Karamoja, WFP works with the Ugandan government to run a program of malnutrition treatment, prevention, and intervention, as well as agricultural support for local farmers. However, food insecurity in the region has been exacerbated by the double-edged sword of increasingly unpredictable weather impacting harvests and dramatic cuts to foreign aid. Following US President Donald Trump's executive order in January to defund the United States Agency for International Development(USAID), WFP is now facing a projected 40% reduction in its funding for 2025, leaving an estimated 58 million people around the world vulnerable to starvation. (Photo by Hajarah Nalwadda/Getty Images)
تلاميذ في أوغندا يتناولون وجبة في حرم المدرسة (غيتي إيميجز)

وعلى السطح تبدو الدولتان قصتي نجاح: غانا بمدارسها الثانوية العريقة مثل أشيموتا وبريمبيه كوليدج وويسلي جيرلز، وكينيا بشبكتها المرموقة من المدارس الثانوية والجامعات.

لكن الارتباك يظهر حين يُسأل الآباء عن خططهم التعليمية لأبنائهم: 76% من الغانيين و67% من الكينيين أرسلوا أو يخططون لإرسال أبنائهم إلى الخارج.

" frameborder="0">

ويقول صموئيل أولاندو، المدير التنفيذي لمؤسسة باموجا في نيروبي "الأغلبية ما زالت تؤمن أن التعليم الأجنبي يسهّل الحصول على وظائف سواء في الخارج أو عند العودة إلى كينيا. إنها رحلة بحث عن المراعي الأكثر خضرة عبر التعليم".

ماهي الوجهات المفضلة

الوجهات المفضلة كانت كندا أولا، تليها بريطانيا والولايات المتحدة والصين. ويكشف ذلك عن إرث الاستعمار والروابط اللغوية، إذ إن أنظمة التعليم في غانا وكينيا متجذرة في النموذج البريطاني. أما الصين فبرزت كوجهة ثانوية بفضل دبلوماسيتها التعليمية عبر المنح ومعاهد كونفوشيوس.

إعلان

في غانا، يرى رئيس اتحاد المعلمين إسحاق أوفوري، أن التناقض يعود إلى "أعباء الإصلاحات" خاصة بعد سياسة التعليم الثانوي المجاني منذ 2017، التي وسّعت الوصول لكنها كشفت ثغرات كبيرة.

جامعة الأمة - كينيا
جامعة الأمة في كينيا (الجزيرة)

وأضاف "كثير من الطلاب يعتمدون على دروس خصوصية، ومن لا يستطيع دفعها يتخلف. حتى المدارس المرموقة تراجعت معاييرها".

أما تييموب ريتشارد، المعلّم الغاني الحائز لقب "أفضل معلم لعام 2025″، فيربط الظاهرة بـ"العقلية الاستعمارية وإحساس التفوق الأجنبي".

ويقول "الآباء يعتبرون تعليم أبنائهم في الخارج مصدر هيبة، لكنهم أيضا يبحثون عن تعليم يضيف قيمة عملية ويمنح مهارات القرن الـ21".

الاستطلاع أظهر أيضا أن بعض الآباء يفضلون دولا أفريقية أخرى مثل جنوب أفريقيا، المغرب، السنغال، مصر وغانا نفسها.

المفاجأة أن 43% من الغانيين الذين يفكرون في إرسال أبنائهم إلى دولة أفريقية أخرى اختاروا مصر، بفضل برامجها القوية في الهندسة والطب.

" frameborder="0">

لكن التكلفة الاقتصادية هائلة: مليارات الدولارات تُنفق سنويا على التعليم في الخارج، مما يحرم الجامعات المحلية من موارد كان يمكن أن تعزز بنيتها.

ويُحذّر الخبراء من أن هجرة العقول تفاقم الأزمة، إذ نادرا ما يعود الخريجون، ومن يعود يجد شهاداته غير متطابقة مع سوق العمل المحلي.

ويخلص أوفوري إلى أن "غانا بحاجة لإعادة بناء الثقة في نظامها التعليمي من الأساس، وضمان الجودة والملاءمة والنتائج العملية، حتى يطمئن الآباء إلى أن مستقبل أبنائهم آمن هنا في الوطن".

0 تعليق