ليبيا – قال رئيس المؤسسة الليبية للإعلام محمد بعيو إن خيار الحكم الذاتي وتقرير المصير أصبح مطروحًا بجدية في ظل ما وصفه بانحراف خطير ارتكبته قوى الأمر الواقع المسيطرة على العاصمة طرابلس، وذلك في تعليق نشره على صفحته الشخصية بموقع “فيسبوك”.
الحكم الذاتي كخيار ورد في بيان الحكومة الليبية
بعيو أوضح أن خيار المطالبة بالحكم الذاتي الوارد نصًا في النقطة الخامسة والأخيرة من بيان رئيس الحكومة الليبية أسامة حماد، لم يكن ردّة فعل أو انفعالًا لحظيًا، بل جاء تتويجًا لسلسلة من المطالب والتنبيهات التي سبقت صدور البيان. وبيّن أن الحكومة رفضت إنشاء ما سُمي “مجلس الرئاسات الثلاث” واعتبرته منعدمًا دستوريًا وقانونيًا، صادرًا عن أجسام لا تملك شرعية قانونية ولا مشروعية شعبية.
هجوم على المجلس الجديد وتحذير للمجتمع الدولي
وأشار بعيو إلى أن الحكومة الليبية حذّرت المجتمع الدولي مما وصفه بادعاء الحرص على حل الأزمة الليبية، مطالبة بعدم الاعتراف بأي قرارات أو تكليفات تصدر عن هذا الكيان الذي وصفه بأنه “باطل التأسيس، فاسد المنشأ والمنبت والمقاصد”.
الحكم الذاتي كآخر الخيارات أمام استمرار الانفلات
وقال بعيو إن قرار الحكم الذاتي وتقرير المصير هو حق للمناطق الآمنة المستقرة، وهو الخيار الأخير في مواجهة ما وصفه بـ“التفلت والانفلات المستمر والخطير لبقايا قوى الدولة المركزية الفاشلة”. وأكد أنه سيكون خيارًا لا مفر منه إذا لم يتم إنهاء سيطرة القوى غير الوطنية على العاصمة واستعادة الشعب الليبي لحقه في بناء دولته واستعادة سيادته.
تحذيرات من مصير مشابه للفلسطينيين والسودانيين
وأضاف أن إعلان الحكم الذاتي قد يكون “أقل سوءًا من تجرع سموم الأفاعي الرقطاء”، على حد تعبيره، محذرًا من سيناريوهات شبيهة بما جرى للفلسطينيين بسبب “حماس الإخوانية”، وللسودانيين بسبب “البرهان والإخوان”، على حد وصفه. وأكد أن هذا المصير “لن يكون بإذن الله”، وأن على أهل غرب ليبيا تحمل مسؤوليتهم والانتفاض على واقعهم المزري، معربًا عن ثقته في أنهم سيفعلون.
إشادة بتدفق الوفود الشعبية على بنغازي
ولفت بعيو إلى “المد الشعبي الوطني الهادر” المتجه نحو بنغازي للقاء القائد العام خليفة حفتر، معتبرًا أن حفتر يمثل “رمز وحدة ليبيا وقوتها” ويجسّد إرادة مناطق ومدن وقبائل البلاد التي حددت خيارها بتوحيد الصف وبناء الدولة وإعادة الشرعية للشعب لانتخاب رئيسه ونوابه عبر صناديق الاقتراع، معتبرًا أن هذا هو “الموقف الصحيح من التاريخ والحاضر والمستقبل”.

0 تعليق