هل ينفد صبر حزب الله؟ استهداف قائد أركانه يفتح أسئلة الرد المحتمل - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

عقب الغارة الإسرائيلية التي استهدفت قائد أركان الحزب هيثم الطبطبائي في الضاحية الجنوبية لبيروت، يطرح اللبنانيون السؤال: هل نفد صبر حزب الله بعد هذا التصعيد الذي يعيد لبنان إلى أجواء حرب الإسناد ويضع معادلة الصبر الإستراتيجي على المحك؟

ونفّذت إسرائيل غارة جوية استهدفت شقة سكنية في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت عصر اليوم الأحد، في عملية أكدت مصادر أمنية لبنانية أنها استهدفت الطبطبائي، المسؤول العسكري الأول في حزب الله، وهزّ انفجار قوي المنطقة إثر إطلاق صواريخ موجهة من طائرة حربية إسرائيلية باتجاه الشقة في شارع راغب حرب.

ونقل مدير مكتب الجزيرة في بيروت مازن إبراهيم عن مصدر أمني لبناني تأكيده أن الاستهداف ومحاولة الاغتيال استهدفت الطبطبائي فعليا، وهو القيادي الذي تولى الموقع العسكري الأول في رئاسة أركان حزب الله، المنصب الذي كان يشغله فؤاد شكر قبل اغتياله.

وفي سياق متصل، أكد مصدر قيادي في حزب الله أن الاستهداف الإسرائيلي استهدف فعليا قياديا ومسؤولا رفيع المستوى في الحزب، دون الكشف عن هويته بشكل مباشر.

لكن المصادر الأمنية اللبنانية والقيادية في حزب الله لم تكشف حتى الآن عن مصير الطبطبائي، هل نجحت محاولة الاغتيال أم فشلت؟ فيما ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 5 قتلى ونحو 20 جريحا وفق مصادر في وزارة الصحة اللبنانية، وهي حصيلة أولية قابلة للارتفاع.

وأعلن جيش الاحتلال أنه استهدف "بشكل دقيق" قياديا بارزا في حزب الله، بينما نقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي رفيع قوله إن إسرائيل لم تبلغ واشنطن مسبقا بالهجوم وتم إبلاغها فور وقوعه، موضحا أن الولايات المتحدة كانت تعلم منذ أيام أن إسرائيل تخطط للتصعيد في لبنان لكن دون معرفة توقيت الضربة.

رفع مستوى التصعيد

وعلى صعيد التحليل الإستراتيجي، أشار مدير مكتب الجزيرة في بيروت مازن إبراهيم إلى أن تقاطع المعلومات من المصادر اللبنانية مع التقارير الإسرائيلية يشير إلى أن إسرائيل رفعت مستوى التصعيد إلى ذروة جديدة.

إعلان

وأكد أن هذا الاستهداف، بمعزل عن نتيجته، يعيد المشهد إلى المرحلة التي شهدت اغتيال شكر، وتلاها استهداف قادة عسكريين بارزين مثل قائد قوات الرضوان، إبراهيم عقيل، وصولا إلى اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله.

ومن جهة أخرى، لفت إبراهيم إلى الاختلاف الجوهري بين هذا الاستهداف والعمليات الإسرائيلية السابقة في الضاحية خلال أبريل/نيسان ويونيو/حزيران الماضيين، حيث كانت إسرائيل توجه إنذارات إخلاء قبل قصف شقق محددة.

أما العملية الحالية فجاءت مباشرة ودون إنذار مسبق، مما يجعلها أشبه بنمط العمليات التي نُفذت خلال حرب الإسناد التي امتدت من 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حتى 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

وفي إطار قراءة التداعيات المحتملة، طرح إبراهيم السؤال المركزي الذي يشغل اللبنانيين: هل نفد صبر حزب الله؟ أوضح أن الحزب مارس خلال المرحلة الماضية سياسة صبر إستراتيجي، حيث امتنع عن الرد على الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة لمقاتليه وضباطه الميدانيين في جنوب لبنان منذ دخول اتفاق وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

وأشار إلى أن السؤال الآن هو: هل سيتخلى حزب الله عن سياسة الصبر؟ هل سيطلق الصاروخ الأول؟ وأوضح أن هذا الصاروخ، بمعزل عن فعاليته، يُعتبر صاروخا رمزيا، بمعنى أن مجرد إطلاقه سيعني أن حزب الله يحاول كسر المعادلة التي أرستها إسرائيل خلال المرحلة التي أعقبت وقف إطلاق النار.

حيث فرضت إسرائيل معادلة أعادت تشكيل مفهوم السيادة الوطنية اللبنانية من خلال السماح لنفسها باستخدام الأجواء اللبنانية لتنفيذ الاغتيالات سواء في جنوب لبنان أو البقاع، والآن في ضاحية بيروت الجنوبية.

وعلى المستوى السياسي اللبناني، لفت مدير مكتب الجزيرة إلى أن الرئيس اللبناني جوزيف عون كان واضحا قبل أيام حين فتح الباب أمام المفاوضات وطرح مبادرة تؤكد جاهزية الجيش اللبناني للانتشار في جنوب لبنان في كل النقاط، لا سيما المحتلة من قبل إسرائيل.

ولكن الغارات جاءت قبل يومين على مستوى واسع في جنوب لبنان، واليوم ينتقل لبنان إلى مرحلة شبيهة بحرب الإسناد مع اغتيالات في قلب الضاحية الجنوبية ومحاولة اغتيال شخصية عسكرية من الصف الأول.

وأوضح أن استهداف قائد أركان حزب الله، بمعزل عن نتيجة الاستهداف سواء فشلت العملية أم نجحت، يمثل متغيرا كبيرا، وأن استهداف العاصمة، رغم أن الضربة في الضاحية الجنوبية، يعني استهداف وحدة عمرانية واحدة بسبب التداخل العمراني، إضافة إلى استهداف القيادي الأول في الحزب.

وفي سياق التصعيد الميداني، كثّف الجيش الإسرائيلي خلال الأسبوع الماضي ضرباته على أهداف في لبنان، معلنا قصف منصات إطلاق صواريخ ومخازن أسلحة تابعة لحزب الله.

وختم إبراهيم بالقول إن الأسئلة مفتوحة بانتظار ما ستكشفه الساعات المقبلة، السؤال الأول: هل سيرد حزب الله؟ الثاني: ماذا ستفعل الدولة اللبنانية؟ الثالث: هل ستلعب "لجنة الميكانيزم" -التي تُعرَف بأنها إطار يجمع لبنان وإسرائيل وقوات ""، تحت رعاية أميركية فرنسية- دورا؟ وأخيرا: ماذا عن الأطراف الإقليمية؟ كل هذه الأسئلة وُضعت على الطاولة وفُتحت الأبواب أمامها لعل الأيام المقبلة تشهد متغيرات تحدد مسار الأحداث في لبنان.

إعلان

0 تعليق