الذهب يكسر حاجز 4,000.. هل يصل إلى 5,000 دولار في 2026؟ - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
الذهب يكسر حاجز 4,000 دولار ويؤسس لـ"نظام سعري جديد. البنوك المركزية أضافت 3,200 طن في 3 سنوات.. و"العلاوة الجيوسياسية" تصبح محركا هيكليا للأسعار.

لم يعد تجاوز سعر الذهب حاجز 4,000 دولار للأونصة في أكتوبر الماضي مجرد موجة صعود عابرة، بل هو مؤشر واضح على "إعادة تشكيل النظام المالي العالمي" بفعل حروب التعريفات الجمركية، والعقوبات، والشكوك حول الاستقرار النقدي.

وبحلول أواخر أكتوبر 2025، ارتفع المعدن الأصفر بنحو 60% منذ بداية العام، مسجلا أقوى أداء له منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي، ليتحول من مجرد "أداة تحوط" إلى "أصل احتياطي استراتيجي".

1. نظام سعري جديد: قوى اقتصادية كبرى

تشير التحركات السعرية إلى انتقال الذهب إلى نظام جديد، مدفوع بثلاث قوى رئيسية:

أسعار فائدة حقيقية محدودة: حيث تعيق الديون الحكومية المتضخمة القدرة على فرض سياسات نقدية شديدة التقييد.

التنويع بعيدا عن الدولار: تراجعت حصة الدولار في الاحتياطيات، مما دفع البنوك المركزية نحو "الذهب" كأقدم أصل محايد وعالي السيولة.

مخاوف النمو: عززت تقلبات الأسهم وبوادر الركود في 2024-2025 دور الذهب كضمان للمحافظ.

2. البنوك المركزية: المشتري الأهم



تحولت البنوك المركزية إلى "مشتر هيكلي" ليس له مثيل منذ الستينيات، حيث أضافت أكثر من 3,200 طن من السبائك بين عامي 2022 و 2024.

2024: سجلت مشتريات بلغت 1,045 طنا، لتكون السنة الثالثة على التوالي فوق حاجز الألف طن.

الاستحواذ: استوعبت البنوك المركزية نحو خمس المعروض العالمي الجديد.

الدوافع: جاء هذا الشراء المحموم ردا على "تجميد الاحتياطيات الروسية" في 2022، مما دفع الدول مثل الصين وتركيا وبولندا للبحث عن أصول "آمنة من العقوبات" ولا تخضع لسلطة دولة واحدة.

3. علاوة المخاطر الجيوسياسية

أصبح للذهب الآن "علاوة سعرية مستمرة" بسبب الصراعات.

حروب الرسوم: حولت الرسوم الجمركية المتبادلة بين وا شنطن وبكين المناوشات التجارية إلى حرب اقتصادية، مما دفع الذهب لتسجيل قفزات فورية مع كل تصعيد.

عدم اليقين: تربط الأسعار القياسية باستمرار الحرب في أوكرانيا والتوترات في الشرق الأوسط، حيث ينظر للذهب كوسيلة تحوط ضد "تشرذم النظام العالمي".

4. تدفقات المستثمرين

لم يقتصر الصعود على القطاع الرسمي؛ فقد سجلت صناديق الاستثمار المتداولة ETFs تدفقات هائلة.

النصف الأول من 2025: استحوذت الصناديق على 38 مليار دولار 397 طنا، مع دور متزايد للمستثمرين الآسيويين الذين شكلوا ثلث صافي التدفقات العالمية.

تحول السوق: تحول الطلب من "المجوهرات" إلى "الاستثمار" السبائك والعملات، وهو سلوك كلاسيكي لمراحل صعود السوق القوية.

ماذا نراقب في 2025-2026؟

يتوقف مسار الذهب مستقبلا على أربعة مؤشرات:

استمرار الشراء المركزي: إذا بقي فوق 1000 طن، سيشكل دعما هيكليا. مسار العقوبات والرسوم: أي تصعيد جديد سيعزز جاذبية الذهب. الفائدة الحقيقية: ارتفاع العائدات الحقيقية قد يشكل خطرا على الأطروحة الصعودية. تدفقات الصناديق: قد تشير التخارجات الحادة إلى انعكاس الاتجاه.

ويبقى السؤال: هل يصل الذهب إلى 5,000 دولار بحلول 2026؟ يرى البعض ذلك ممكنا في ظل عالم تتفتت فيه القوة الاقتصادية ويبحث فيه الجميع عن "أمن مالي" خارج حدود السياسة.

0 تعليق