تحذير من الطراونة: نشاط متصاعد لـإنفلونزا A يهدد التأهب العالمي - الأول نيوز

أكد الدكتور محمد حسن الطراونة، استشاري الأمراض الصدرية والأمين العام لرابطة أطباء الصدر العرب، استمرار الوتيرة المتصاعدة في نشاط فيروسات الإنفلونزا والفيروسات التنفسية الأخرى حول العالم.

جاء هذا التأكيد استنادا إلى آخر التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية (WHO) والمراكز الأوروبية لمكافحة الأمراض والأوبئة (ECDC).

شدد الدكتور الطراونة على خطورة التوزيع الجغرافي للتفشي، مصرحا: "نؤكد عالميا استمرار هيمنة فيروسات الإنفلونزا من النوع (A). الأخطر من ذلك هو تجاوز النسبة المئوية الإيجابية لـ 30% في عدد من دول غرب وشرق أفريقيا، وشمال أوروبا، ومناطق آسيوية.

هذا الانتشار المكثف يستدعي من الحكومات والمنظومات الصحية رفع حالة التأهب وتكثيف برامج الترصد".

وفيما يتعلق بالسلالات الأكثر سيادة، تشير البيانات إلى تغلب سلالة A(H1N1)pdm09 في شمال ووسط أفريقيا والكاريبي، بينما يطغى نشاط A(H3N2) في المناطق الأخرى التي تشهد مستوى مرتفعا من النشاط الفيروسي.

تداخل الفيروسات وخطرها على المستشفيات

أشار الطراونة إلى أن التحدي القائم حاليا يكمن في التداخل المتزامن بين الفيروسات التنفسية المختلفة.

فعلى الرغم من الاستقرار النسبي لفيروس سارس-كوف-2 (SARS-CoV-2)، لا تزال بؤر قلق تسجل نسب إيجابية عالية تجاوز 10% في شمال أوروبا وأميريكا الجنوبية، بل وصلت في جنوب غرب أوروبا إلى أكثر من 30%.

وهو ما "يؤكد أن التهديد الوبائي لم ينته بعد".

أما بالنسبة للفيروس التنفسي المخلوي (RSV)، الذي يمثل تهديدا خاصا للرضع وكبار السن، فيظل نشاطه مرتفعا، لا سيما في أمريكا الوسطى وبعض أجزاء أفريقيا وأوروبا.

ولفت الدكتور الطراونة إلى تقاطع الأخطار، حيث أظهرت التقارير وجود تداخل متزامن بين الإنفلونزا و RSV في عدة بلدان، مما يضع ضغطا هائلا على أفرع الطوارئ والسرائر في المستشفيات.

رسالة للوقاية: لقاح ونظافة واجتماعية

اختتم الدكتور محمد حسن الطراونة حديثه بتوجيه رسالة واضحة ومباشرة للمجتمع، تناسبا مع توصيات منظمة الصحة العالمية. قائلا: "الوقاية هي واجبنا جميعا".

وبين: "نحن كأطباء صدر ندعم الدعوة الملحة لمنظمة الصحة العالمية لإجراء مراقبة متكاملة ودقيقة لجميع الفيروسات. لكن يبقى الدور الأهم عليكم كأفراد".

وحث الطراونة على الإسراع بتلقي لقاح الإنفلونزا الموسمي للفئات الأكثر عرضة للخطر، مناشدا الجميع الالتزام بالإجراءات الأساسية المعروفة: النظافة الشخصية، والحفاظ على التباعد عند الشعور بالمرض.

مذكرا بأن "صحة الفرد هي جزء لا يتجزأ من أمن المجتمع"، داعيا للعمل سويا لتخفيف العبء على النظام الصحي والحفاظ على سلامة الكل.