شهدت العاصمة القطرية الدوحة انطلاقة "نارية" للنسخة الحادية عشرة من بطولة كأس العرب لكرة القدم، حيث تحول اليوم الافتتاحي 1 ديسمبر إلى مسرح للمفاجآت من العيار الثقيل. ونجح المنتخبان السوري والفلسطيني في إسقاط نظيريهما التونسي والقطري المستضيف تواليا، بنتيجة واحدة 1-0.
ولم تتوقف أصداء هذه النتائج عند حدود المستطيل الأخضر في ملعبي "أحمد بن علي" و "البيت"، بل تحولت إلى "لحظات تاريخية" أشعلت منصات التواصل الاجتماعي، عاكسة تداخل الرياضة بالسياسة وعمق الروابط العربية.
سوريا وتونس: خربين يحسم المعركة
في المباراة الافتتاحية، خالف "نسور قاسيون" كافة التوقعات أمام المنتخب التونسي، وتمكن النجم عمر خربين من حسم اللقاء بهدف "مذهل" من ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 49.
ونجح المدرب خوسيه لانا في قيادة المنتخب السوري لانتزاع النقاط الثلاث عبر "دفاع صلب وهجمات مرتدة فعالة"، في مواجهة سيطرة تونسية "غير مثمرة".
وأعاد هذا الفوز إلى الأذهان ذكريات إنجازات الكرة السورية، لاسيما فوزها السابق على قطر في تصفيات مونديال 2018.
فلسطين وقطر: "نيران صديقة" ودموع الفرح
أما المفاجأة الأكبر، فكانت في "استاد البيت"، حيث خطف المنتخب الفلسطيني "الفدائي" انتصارا دراميا وتاريخيا على صاحب الأرض والجمهور، وجاء الهدف القاتل في الوقت بدل الضائع الدقيقة 90+5 بنيران صديقة من اللاعب سلطان البريك.
واعتمد المدرب إيهاب أبو جزر على "الدفاع المحكم والصبر"، ليحقق أول فوز رسمي لفلسطين على قطر في تاريخ المواجهات.
وأهدى الفريق الفوز لـ "شعب فلسطين وأهل غزة"، في رسالة سياسية واضحة اختلطت فيها دموع الفرح بوجع الواقع.
أصداء الإعلام: "صدمتان" وبداية تاريخية
تفاعلت وسائل الإعلام العربية بكثافة مع النتائج، واصفة ما حدث بـ "الصدمتين الافتتاحيتين"، وأشادت بالروح القتالية للمنتخبين السوري والفلسطيني أمام فرق أقوى تصنيفا، كما وصف بعضها فوز فلسطين بـ "البداية التاريخية"، مسلطا الضوء على احتفال اللاعب محمد صالح على طريقة "رونالدو".
وأثنت التقارير على الجيل الشاب للمنتخب السوري، معتبرة البطولة فرصة لصقل المهارات.
وفي حين أصدر الاتحاد الفلسطيني بيانا يشكر فيه قطر على التنظيم، اعترف مدرب قطر بأن "الخسارة مؤلمة"، مقرا بصلابة الدفاع الفلسطيني.
"تويتر" يشتعل: وحدة عربية وسجال "الأعلام"
رقميا، تصدر وسم #كأس_العرب_2025 الترند، مع آلاف المنشورات التي احتفت بالفوزين كرموز للوحدة العربية. ورغم الإيجابية العامة، ظهرت بعض التوترات السياسية حول "استخدام علم النظام السوري"، لكن الردود الغالبة ركزت على التضامن عبر وسم #فلسطين_سوريا.
ترقب للجولة الثانية
بهذه النتائج، خلط "نسور قاسيون" و "الفدائي" أوراق المجموعة الأولى مبكرا. وتتجه الأنظار الآن إلى الجولة الثانية يوم الخميس، حيث ستكون تونس وقطر أمام خيار "التعويض أو الوداع المبكر" في مواجهات مفصلية.

0 تعليق