Published On 2/12/20252/12/2025
|آخر تحديث: 09:35 (توقيت مكة)آخر تحديث: 09:35 (توقيت مكة)
تواجه منطقة جنوب آسيا أسوأ فيضانات حصلت منذ عقود ضربتها أعاصير، أسفرت عن مقتل المئات، وأدى تشكل الإعصار "سنيار" غير المعتاد قرب خط الاستواء والعواصف الأخرى إلى تفاقم الأضرار، حيث يشتبه بأن تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم شدة العواصف.
وقتل أكثر من ألف شخص، واعتبر آلاف آخرون في عداد المفقودين، وتضرر ملايين الأشخاص، جراء الأعاصير والطقس الموسمي القاسي على غير المعتاد في جنوب آسيا، وكانت إندونيسيا وسريلانكا وتايلند وفيتنام وماليزيا الأكثر تضررا. ومن المرجح أن يرتفع عدد القتلى بشكلٍ كبير.
تبدأ الأعاصير والزوابع والعواصف في شكل اضطرابات جوية مثل الموجة الاستوائية وتتكثف تدريجيا (ناسا)
عواصف نادرة ومميتة
يشير الخبراء إلى أن الأعاصير، لا تتشكل عادة قرب خط الاستواء، لكن إعصار "سنيار" تشكّل شمال خط الاستواء مباشرة في مضيق ملقا، مما تسبب في فيضانات عارمة في سومطرة في إندونيسيا وشبه جزيرة ماليزيا الأسبوع الماضي.
اقرأ أيضا
list of 4 items end of listكما تشكلت أعاصير مدارية أخرى على طول منطقة الرياح التجارية -وهي منطقة رياح دائمة مستقرة تهب من مناطق الضغط الجوي المرتفع شبه المدارية- شمال خط الاستواء، إذ تسبب إعصار كوتو في فيضانات مفاجئة وانهيارات أرضية شديدة في الفلبين قبل أن يضعف مع اقترابه من فيتنام.
وضرب إعصار ديتواه المداري في الوقت نفسه سريلانكا، كما كان أحد الأسباب التي أدت إلى تعرض سومطرة لفيضانات الشديدة. إذ حصل تفاعل غير عادي بين إعصاري "كوتو" و"سنيار"، الذي ضعف الآن.
ويعد ظهور العواصف الشديدة في وقت واحد تقريبا أمرا واردا، لكن حجم تواترها وشدتها كان غير مألوف. ويختلف الخبراء في ربطها بـالتغير المناخي، الذي قد يُحفّز عددا أقل من الأعاصير عموما، ولكن بكثافة أعلى بحسب بعض الدراسات.
لكن لماذا تعتبر الأعاصير نادرة قرب خط الاستواء؟
إعلان
تعد التيفونات، والأعاصير أسماء مختلفة لنفس العواصف الاستوائية القوية الدوارة. وتتشكل هذه العواصف فوق مساحات شاسعة من المياه الدافئة، ولكن ليس عادة في البحار الاستوائية.
ويحصل هذا لأنه لا يوجد ما يكفي قوة كوريوليس التي تُمكّن العواصف من التشكل. وتنتج قوة كوريوليس عن دوران الأرض حول محورها، وتُسبّب انحراف الأجسام المتحركة مثل الرياح والتيارات البحرية عن مسارها المستقيم.
ففي نصف الكرة الشمالي، تنحرف الأجسام إلى اليمين، بينما تنحرف إلى اليسار في نصف الكرة الجنوبي. وتصبح هذه القوة أكثر وضوحا عند تحرك الأجسام مسافات طويلة أو بسرعة عالية، وتُعتبر عاملا مهما في أنظمة الطقس العالمية والملاحة.
ويقول أندري رمضاني، من وكالة الأرصاد الجوية والمناخ والجيوفيزياء الإندونيسية: "نظريا، فإن موقع إندونيسيا قرب خط الاستواء يجعلها أقل عرضة لتشكل أو مرور الأعاصير المدارية".
وتاريخيا كان أقرب إعصار إلى خط الاستواء هو إعصار فاميا عام 2001 والذي تشكّل عند خط عرض 1.4 درجة شمالاً فقط، بينما تشكّل إعصار سنيار عند خط عرض 3.8 درجات شمالا.
وفي حين أن الأعاصير المدارية قد تحدث في أي شهر، إلا أنها أكثر شيوعا بين يوليو/تموز وأكتوبر/تشرين الأول في شمال غربي المحيط الهادي وشمال المحيط الهندي.
وتشكل إعصار سنيار وكوتو في حوض شمال غربي المحيط الهادي، الذي يشهد عادة أكبر الأعاصير المدارية وأكثرها تكرارا وكثافة في العالم. وقد ضربت عدة أعاصير مدمرة الفلبين وأجزاء من جنوب الصين هذا العام.
وتكمن أحد الأسباب التي أدت إلى إحداث هذه الأعاصير أضرارا كبيرة في كونها ضربت بلدانا تندر فيها الأعاصير، مثل إندونيسيا وماليزيا.
وغالبًا ما تكون الأعاصير المدارية أصغر حجما وأقل شيوعا في شمال المحيط الهندي بما فيها خليج البنغال وبحر العرب. لكن إعصار ديتواه ضرب الساحل الشرقي لسريلانكا مباشرة، ما فاقم الأضرار.
هل هناك رابط مناخي؟
مع ارتفاع درجة حرارة محيطات العالم وغلافه الجوي بمعدل متسارع بسبب ارتفاع غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، ومن المتوقع أن تصبح الأعاصير المدارية، أكثر شدة حسب العلماء وخبراء المناخ.
ويحصل ذلك، لأن الأعاصير تحصل على طاقتها من المحيطات الدافئة، وكلما كان المحيط أكثر دفئا، كلما كان هناك وقود أكبر للعاصفة.
ويكمن دور الجو الدافئ في تعزيز دورة المياه العالمية، ومعدلات هطول الأمطار القصوى التي تتزايد عندما تهطل بغزارة في وقت قصير، فيصبح احتمال حدوث الفيضانات المفاجئة أكبر.
ومع ذلك يؤكد الخبراء أنه لا يمكن الجزم بأن تغير المناخ جعل هذه العواصف أسوأ، حيث يستغرق الأمر بعض الوقت لتحديد أي رابط، لكن الانبعاثات الناجمة عن الأنشطة البشرية لا شك أنها تؤثر في مناخ الكوكب والأنظمة البيئية من حولنا.

0 تعليق