في حلقة تلفزيونية وصفتها وسائل الإعلام الأردنية بـ"الساخنة"، تحول برنامج "نبض البلد" على قناة رؤيا الفضائية، الذي عرض مساء أمس الاثنين، إلى ساحة لصدام كلامي حاد بين ضيفه المحامي طارق ابو الراغب والخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبي زيد.
وركز النقاش على شرعية حركة حماس في غزة، وإنجازات المقاومة أمام الاحتلال ، ومدى صمود الفصائل الفلسطينية في وجه العدوان المستمر، وسرعان ما انتقلت شرارة الخلاف إلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث شهدت منصة "إكس" تفاعلا واسعا خلال الـ12 ساعة الماضية، مع تركيز النشطاء على الإهانات الشخصية والمواقف السياسية المتباينة.
من التحليل الاستراتيجي إلى الاتهامات الشخصية
واستضافت الحلقة الضيفين لمناقشة التطورات الأخيرة في قطاع غزة، خاصة بعد تصاعد العمليات العسكرية الاحتلالية في رفح وخانيونس.
وأكد أبو زيد، الذي يعرف بخبرته العسكرية وخلفيته كضابط سابق في الجيش الأردني، على قوة الصمود الفلسطيني، مشيرا إلى أن "المقاومة تعيد إنتاج نفسها أمنيا وعسكريا"، وأن هيكل جيش الاحتلال "مقلوب رأسا على عقب" بسبب الفشل في كسر إرادة الفصائل، واصفا عمليات نتنياهو بـ"التخبيص"، محذرا من مؤشرات ضم الضفة الغربية وتهجير ناعم لسكانها.
وفي المقابل، اعتمد أبو الراغب، المحامي والناشط السياسي، على وجهة نظر نقدية تجاه حماس، معتبرا إياها "ميليشيا لا دولة" قامت بـ"مغامرة" أدت إلى دفع الشعب الفلسطيني ثمنا باهظا.
وطالب باعتذار رسمي من الحركة للأمة العربية، مشيرا إلى حالات "إعدام معارضين" داخل غزة، واتهم بعض المحللين بتحويل حماس إلى "سوبر هيرو" يخدم مصالح الاحتلال.
وتصاعد الخلاف إلى ذروته عندما وجه أبو زيد إهانة مباشرة لابو الراغب، قائلا: "أنا ما شلت كرتونة لن أدفع فواتير عهركم على الدوار الرابع"، في إشارة إلى ماضي أبي الراغب كناشط معارض حمل لافتة احتجاجية شهيرة ضد الفساد الحكومي قبل توليه مناصب رسمية.
رد أبو الراغب بأنه "دخل الدولة من بوابة المعارضة"، بينما أكد أبو زيد: "أنا ابن الجيش، مش معارض حامل كرتونة"، هذا التبادل، الذي استمر لدقائق على الهواء، حول الحلقة إلى "مشادة كلامية"، كما وصفتها تقارير إعلامية أردنية.
انقسام رقمي بين الدفاع عن المقاومة والسخرية الشخصية
خلال الساعات التالية للحلقة، بلغ التفاعل على منصة "إكس" ذروته، مسجلا أكثر من 20 ألف مشاهدة لمقاطع الفيديو الرسمية المبثوثة، وانقسم النشطاء بين مؤيدين لأبي زيد، الذين رأوا فيه "فخر كل أردني" لدفاعه عن "أحرار غزة" بهاشتاغات مثل غزة تنتصر، ومنتقدين لأبي الراغب ومستذكرين "كرتونته" السابقة بالسخرية، وكشفت الحلقة عن عمق الانقسامات داخل الرأي العام الأردني حول الصراع الفلسطيني مع الاحتلال، محولة ساعة تلفزيونية إلى حديث اليوم الرقمي، وإن كان خبراء إعلاميون قد أشادوا بها لقدرتها على إثارة نقاش حقيقي حول واقع المقاومة.

0 تعليق