في حديث ممزوج بالعاطفة والواقعية، خرج المدير الفني للمنتخب الأردني، المغربي جمال سلامي، عن صمته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم الثلاثاء في العاصمة القطرية الدوحة، ليكشف عن كواليس ما دار في خلده قبل سحب قرعة كأس العرب 2025. وأكد "سلامي" أنه كان يحمل هاجسا واحدا فقط، يتمثل في تجنب الصدام المبكر مع منتخب بلاده، "أسود الأطلس"، في دور المجموعات.
وقال المدرب المغربي، الذي يقود دفة "النشامى" في هذا المحفل الإقليمي، بنبرة لم تخل من الدعابة أمام حشد من الإعلاميين: "بالنسبة للقرعة، كان لدي طلب واحد وأمنية يتيمة، وهي ألا تضعني الأقدار في مواجهة المغرب... ممكن أن نلعب مع أي منتخب آخر في العالم إلا المغرب". هذا التصريح العفوي عكس عمق الرابط الوطني للمدرب، لكنه في الوقت ذاته لم يخف رغبته الجامحة في قيادة الأردن نحو الذهاب بعيدا، معلنا أن هدفه الأساسي هو عبور الدور الأول بسلام.
وبالانتقال إلى لغة الميدان والتحديات الراهنة، سلط "سلامي" الضوء على الموقعة الافتتاحية المرتقبة غدا الأربعاء أمام المنتخب الإماراتي، واصفا إياها بـ"مفتاح البطولة". وأشار إلى أن "الأبيض" يعد خصما شرسا وعنيدا، رغم أنه قد لا يحظى بالزخم الإعلامي الذي يناله غيره. وأضاف محذرا: "الإمارات منافس قوي لا يتحدث عنه الكثيرون بالشكل الكافي، لكننا ندرك جيدا قيمته الفنية، ونعلم يقينا أن نتائج المباريات الافتتاحية ترسم ملامح المسار في مثل هذه البطولات المجمعة".
ولم يتهرب المدير الفني من الحديث عن الضغوطات التي تلاحقه منذ توليه المهمة في عمان، حيث تعامل مع ملف الانتقادات برحابة صدر وثقة عالية. وصرح قائلا: "منذ مجيئي وسهام النقد توجه إلي، ولكن لدي قابلية كبيرة لاستيعاب ذلك والتعامل معه باحترافية". واختتم حديثه بأمل كبير في أن يحالف الحظ والتوفيق كتيبته في اختبار الغد، ليكون الرد العملي داخل المستطيل الأخضر، وتحقيق نتيجة تسعد الجماهير الأردنية وتعزز حظوظ "النشامى" في خطف إحدى بطاقتي التأهل عن مجموعة لا تقبل القسمة على اثنين.

0 تعليق