زعيم تيغراي غيتاتشو رضا.. من الاتهام إلى التحالف مع آبي أحمد - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

في حوار مطوّل مع برنامج "وجها لوجه" على قناة الجزيرة الإنجليزية، واجه الصحفي مهدي حسن السياسي البارز في إقليم تيغراي، غيتاتشو رضا، بأسئلة صعبة حول تحالفه الأخير مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، بعد أن كان أحد أبرز معارضيه خلال الحرب الأهلية التي مزقت البلاد.

كان غيتاتشو رضا، الذي شغل منصب المتحدث باسم جبهة تحرير شعب تيغراي خلال الحرب، ثم تولى رئاسة الحكومة المؤقتة للإقليم، من أشد المنتقدين لآبي أحمد، بل اتهمه في السابق بارتكاب "إبادة جماعية" بحق سكان تيغراي.

ومع ذلك، وبعد خلافات داخلية واتهامات بالفساد ضد قيادة الجبهة، وجد نفسه خارج صفوفها لينضم إلى الحكومة الفدرالية التي كان يصفها بـ"المجرمة".

واليوم، يشغل رضا منصب مستشار لرئيس الوزراء لشؤون شرق أفريقيا، في خطوة يعتبرها "ضرورة سياسية لحماية مصالح شعب تيغراي"، رغم الانتقادات التي تصفه بـ"الخيانة".

غيتاتشو رضا (يمين) ممثل جبهة تحرير تيغراي مع رضوان حسين ممثل الحكومة بعد توقيع اتفاقية السلام بين الطرفين عام 2022 (الفرنسية)

جدل حول العدالة والمساءلة

أكد رضا في الحوار، أن "جرائم حرب وإبادة جماعية ارتُكبت في تيغراي"، لكنه تجنّب تحميل المسؤولية المباشرة لآبي أحمد، مكتفيا بالقول إن "الحرب قادها رئيس الوزراء نفسه".

وقد أثار هذا الموقف تساؤلات حول مدى التزامه بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، خاصة وأن اتفاق بريتوريا للسلام عام 2022 لم يحقق وعوده بالعدالة للضحايا.

من جهة أخرى، اعترف رضا بأن قوات تيغراي ارتكبت انتهاكات ضد المدنيين، بعد أن كان ينفي ذلك سابقا، قائلا إنه "مستعد لتحمل نصيبه من المسؤولية".

FILE PHOTO: A damaged Eritrean military tank is seen near the town of Wikro
دبابة إريترية دمرت أثناء معارك مع قوات التيغراي في أثيوبيا (رويترز)

فضح الفساد داخل الجبهة

وكان أحد أبرز تصريحات رضا كشفه عن تحقيق داخلي يتهم أكثر من 200 من قيادات وأعضاء الجبهة بارتكاب جرائم، بينها الاتجار بالبشر وتهريب الذهب والسلاح.

إعلان

لكنه أقر بأنه "تسامح" مع هذه الانتهاكات لفترة حفاظا على وحدة الجبهة، قبل أن يقرر فضحها لاحقا، وهو ما زاد من حدة الاتهامات ضده بالانتقائية.

خريطة أثيوبيا يظهر موقع إقليم تيغراي
خريطة إثيوبيا تظهر موقع إقليم تيغراي (الجزيرة)

بين الحرب والسلام

كما تطرق الحوار إلى التوتر المتصاعد بين إثيوبيا وإريتريا، وسط مخاوف من اندلاع حرب جديدة بسبب ملف الوصول إلى البحر الأحمر.

وقد حاول رضا التخفيف من هذه المخاوف، معتبرا أن "الحرب ليست حتمية"، لكن خبراء شاركوا في النقاش حذروا من أن الخطاب الرسمي في أديس أبابا يوحي بالاستعداد لمواجهة عسكرية.

" title="مأساة تيغراي الإثيوبية المخفية عن العالم">

صورة متناقضة

بين دعواته السابقة لتعبئة شباب تيغراي في الحرب، وظهوره اليوم كحليف لرئيس الوزراء الذي اتهمه بارتكاب جرائم ضد شعبه، يقدم غيتاتشو رضا صورة متناقضة تثير جدلا واسعا داخل تيغراي وخارجها.

البعض يرى في خطوته "براغماتية سياسية" قد تفتح بابا لإصلاح النظام، فيما يعتبرها آخرون "انهيارا أخلاقيا" يضاعف جراح الضحايا.

0 تعليق