تتنافس العديد من الشركات الأميركية على ابتكار تقنيات حديثة لحجب الشمس بهدف تبريد كوكب الأرض، ومع أن هذا المجال الجديد، الذي يعرف بـ "الهندسة الجيولوجية الشمسية"، أصبح مجالا للصناعة الخاصة، إلا أن الخبراء يحذرون من خطورة تلك المشاريع على حياة البشرية.
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، الأربعاء، أن عددا من الشركات الأميركية جمعت ملايين الدولارات من المستثمرين من أجل تطوير حلول لحجب الشمس.
وأثارت هذه الاستثمارات جدلا واسعا، خصوصا بين العلماء، حول دور الشركات الخاصة في التلاعب بالأمن المناخي العالمي.
ويرى بعض الخبراء أن الشركات الساعية وراء الربح لا مكان لها في تطوير تقنيات تهدف إلى التأثير على جميع سكان الأرض؛ فقد يكون لتلك التقنيات عواقب وخيمة غير مقصودة على أنماط الطقس العالمية، وقد ترفع معدلات التلوث والسرطان.
وعلى النقيض، يرى بعض مؤيدي هذه الفكرة أن الشركات الناشئة يمكن أن تطور تقنيات قد تغير العالم بسرعة أكبر.
ومع ذلك، فإن محاولات الأكاديميين لإجراء تجارب خارجية لحجب الشمس في السويد وكاليفورنيا خلال السنوات الماضية قد ألغيت بسبب المعارضة الشديدة.
ولم يقتصر الأمر على الشركات، فقد دعم العديد من الأثرياء المهندسين المستقلين لتصميم حلول خاصة، مثل المناطيد، لخفض تأثير أشعة الشمس على المناخ في كوكب الأرض.
ومع ذلك، يرفض معظم خبراء الهندسة الجيولوجية، بما فيهم ديفيد كيث من جامعة شيكاغو، هذا النهج المغامر، ويدعون العلماء لدراسة المخاطر والفوائد، وترك قرارات نشر هذه التقنيات للحكومات.
وفي سياق الحلول المقترحة، سبق أن اقترح الملياردير الأميركي، إيلون ماسك، حجب أشعة الشمس باستخدام كوكبة من الأقمار الصناعية سترسل إلى مدار الأرض، لكن خبراء أكدوا أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى كارثة بيئية على كوكب الأرض.
وفي المقابل، اقترح بعض الناس طرقا لعكس ضوء الشمس بعيدا عن الأرض لخفض درجات الحرارة، بما في ذلك رش جسيمات عاكسة في الإستراتوسفير، وجعل الغيوم أكثر لمعانا، أو إطلاق مرايا ضخمة في الفضاء.
وتجدر الإشارة إلى أن معظم الحكومات لا تتبنى قوانين خاصة محددة للهندسة الجيولوجية الشمسية، مما يمنح الشركات هامشا واسعا للمناورة ومتابعة مشاريعها الجدلية.

0 تعليق