دلالات افتتاح أكبر قنصلية أميركية في العالم بأربيل - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

أربيل – باعتباره الأكبر من نوعه على مستوى العالم، افتتح اليوم الأربعاء المبنى الجديد للقنصلية الأميركية في أربيل، وهو المشروع المعروف باسم "إن سي سي" (NCC) ويغطي مساحة 51 فدانا (206 آلاف متر مربع) ويضم موظفين من 7 وزارات ووكالات أميركية.

وتم الافتتاح بحضور مايكل ريغاس نائب وزير الخارجية الأميركي، وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، ورئيس حكومة الإقليم مسرور البارزاني ونائبه قباد الطالباني، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين والدبلوماسيين.

ويعد المجمع مدينة صغيرة متعددة الوظائف، تتجاوز مهام القنصلية التقليدية، ويضم مرافق سكنية وأمنية وخدماتية متقدمة بتكلفة تجاوزت 796 مليون دولار.

ويهدف المشروع إلى أن يكون منصة لإدارة العمليات السياسية والدبلوماسية والأمنية والاقتصادية في الإقليم، ويقول مسؤولون ومراقبون إنه يعكس التزام الولايات المتحدة بتعزيز وجودها الطويل الأمد في إقليم كردستان والعراق.

نيجيرفان بارزاني يستقبل مايكل ريغان - موقع رئاسة الاقليم افتتاح أكبر قنصلية أمريكية في العالم في أربيل المصدر: حساب حكومة إقليم كوردستان على فيسبوك الرابط: https://www.facebook.com/Kurdistan/
نيجيرفان البارزاني (يسار) يستقبل مايكل ريغاس (يمين) قبيل افتتاح القنصلية الأميركية في أربيل (حساب حكومة كردستان بفيسبوك)

شراكة واسعة

خلال افتتاحه مبنى القنصلية، أكد مايكل ريغاس نائب وزير الخارجية الأميركي أن إقليم كردستان يمثل "الشريك الأمني والعمود الفقري للعلاقات الأميركية العراقية"، مشددا على التزام واشنطن بـ"حماية سيادة العراق والتصدي للمليشيات الإيرانية"، على حد تعبيره.

وأوضح ريغاس أن القنصلية تمثل منصة لتوسيع المصالح الأميركية، ودعم الاستثمار لتعزيز الاقتصاد والتكنولوجيا، وحماية الأقليات الدينية والعرقية، بما يعكس أبعاد التعاون الإستراتيجي.

وأضاف أن الولايات المتحدة تعطي الأولوية للتجارة والتنمية بدل الصراعات، واعتبر القنصلية أداة لتوسيع التعاون الاقتصادي والأمني "مع تعزيز رفاهية الشعب الكردي"، مشيرا إلى أهمية وجود مثل هذا المشروع في مدينة مستقرة وآمنة، مما يتيح للولايات المتحدة إدارة ملفاتها الإقليمية بشكل أكثر فعالية ودقة.

إعلان

بدوره، وصف رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني افتتاح القنصلية بأنه "رسالة سياسية واضحة" تعكس عمق الشراكة التاريخية مع واشنطن، واستذكر في كلمة له خلال مراسيم الافتتاح محطات التعاون بين الجانبين منذ تسعينيات القرن الماضي، مؤكدا أن الإقليم يسعى لأن يكون جسرا للتواصل لا ساحة للصراعات بما يشمل تعزيز الروابط بين الحكومات والشركات والمجتمعات.

ووصف رئيس حكومة الإقليم مسرور البارزاني، خلال كلمته، مبنى القنصلية بأنه "صخرة صلبة كالجبل"، مؤكدا أن العلاقة مع الولايات المتحدة تنتقل إلى فصل جديد من التعاون يقوم على البناء والتنمية.

وأوضح مسرور البارزاني أن الحكومة الكردية تدعم سياسة "السلام من خلال القوة الأميركية"، وتواصل حماية حقوق جميع المكونات الدينية والعرقية لضمان استقرار إقليم كردستان وبناء دولة تحترم الدستور.

ديندار زيباري افتتاح أكبر قنصلية أمريكية في العالم في أربيل المصدر: حساب حكومة إقليم كوردستان على فيسبوك الرابط: https://www.facebook.com/Kurdistan/
زيباري: افتتاح القنصلية يبرز الدور الإستراتيجي للإقليم في مستقبل العراق والمنطقة (حساب حكومة كردستان بفيسبوك)

خطوة مهمة

يقول منسق التوصيات الدولية في حكومة إقليم كردستان الدكتور ديندار زيباري إن افتتاح القنصلية الأميركية يحمل أهمية كبيرة على مستويات متعددة، سواء لمكانة الإقليم أو لمستقبل العلاقات بين العراق وكردستان والولايات المتحدة.

وأوضح في حديثه للجزيرة نت أن "الدعم الأميركي بدأ منذ عام 1991 بفرض منطقة حظر الطيران، مرورا بقرارات مجلس الأمن الدولي التي أسهمت في حماية منطقة كردستان وتعزيز الديمقراطية، وتثبيت التعايش السلمي بين المكونات المختلفة".

وأشار زيباري إلى أن افتتاح القنصلية يبرز الدور الإستراتيجي للإقليم في مستقبل العراق والمنطقة، كما يعزز التنمية الاقتصادية والمؤسسية، ويقوي النظام الفدرالي، ويضمن استقرار التعايش بين جميع المكونات.

ولفت للجزيرة نت إلى أن "الوجود الدبلوماسي الأميركي يضمن حماية المصالح الأميركية، ويسهم في تعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي للإقليم"، مؤكدا أن المشروع يعزز قدرة الإقليم على مواجهة التحديات المستقبلية، ويشكل دعامة لتوسيع نطاق التعاون الأميركي الكردي.

كاروخ خوشناو افتتاح أكبر قنصلية أمريكية في العالم في أربيل المصدر: صورة ارسلت للجزيرة من قبله
خوشناو قال إن الولايات المتحدة تعتبر كردستان ركيزة أساسية لاستقرار العراق والمنطقة (الجزيرة)

أبعاد إستراتيجية

يشير مؤسس ورئيس المعهد الأميركي الكردي للأبحاث الدكتور كاروخ خوشناو إلى أن افتتاح القنصلية يحمل دلالات إستراتيجية واسعة تتجاوز البعد الدبلوماسي التقليدي، معتبرا أن "هذه الخطوة توضح التزام واشنطن الطويل الأمد تجاه كردستان، وتعكس الأهمية الجيوسياسية والإستراتيجية للإقليم".

وأوضح خوشناو، في حديثه للجزيرة نت، أن المشروع يرسل أيضا رسائل مزدوجة:

داخليا للإقليم: لتأكيد أن كردستان جزء أساسي من السياسة الأميركية في العراق. وخارجيا للعالم: بأن واشنطن تعتمد على الإقليم بوصفه شريكا إستراتيجيا في تعزيز الاستقرار الإقليمي.

وأكد خوشناو أن "البعد الأمني والتقني للقنصلية يظهر تطورا ملحوظا في أساليب الإدارة الأميركية لمصالحها، بما يشمل أنظمة حماية حديثة، وإدارة متكاملة للموارد البشرية والمرافق، وإمكانية دعم المشاريع الأميركية الأخرى في المنطقة".

إعلان

وأضاف "وجود القنصلية سيُسهم في رفع كفاءة المؤسسات المحلية والإقليمية، وتعزيز قدرات الإقليم على التكيف مع المتغيرات السياسية والاقتصادية الدولية"، معتبرا أن افتتاح القنصلية يحمل رسالة واضحة، وهي أن "الولايات المتحدة تراهن على دور كردستان كركيزة أساسية لاستقرار العراق والمنطقة".

0 تعليق