استيقظت سوق الكريبتو صباح يوم الجمعة على وقع موجة حمراء، حيث واجهت "بيتكوين" ضغوطا بيعية مكثفة، أجبرت العملة الأكبر عالميا على التراجع خطوة للوراء، متكبدة خسائر لامست الـ 1.32%، في مشهد يعكس حالة التوجس التي تهيمن على أصحاب المحافظ عالية المخاطر.
ورصدت الشاشات تداول العملة عند مستويات 92,309.1 دولار، فاقدة ما يربو على 1,232 دولارا من قيمتها منذ جرس الافتتاح.
ورغم أن السعر الحالي لا يزال يحلق بضعف القيمة عن القاع السنوي 49 ألفا، إلا أنه يبدو باهتا بوضوح أمام البريق الذي خطفه الرقم القياسي السابق عند 126,186 دولارا، مما يشير إلى دخول السوق في نفق "تصحيح عميق" لم تنقشع غيومه بعد.
هروب إلى "الكاش" بضغط الجيوسياسة
ويرجع محللون هذا "الانزلاق السعري" إلى مزيج معقد من العوامل؛ فبينما يعمد البعض إلى جني الأرباح لتأمين السيولة عقب الارتفاعات السابقة، تلغي المخاوف الجيوسياسية نظرية "الذهب الرقمي" مؤقتا.
إذ يبدو أن استمرار التوترات في الشرق الأوسط، والناجمة عن تواصل عدوان الاحتلال، قد دفع شريحة من المستثمرين للهروب نحو الملاذات التقليدية الأكثر استقرارا كالسيولة النقدية الكاش والدولار، تاركين الأصول المتذبذبة تواجه مصيرها في مهب الريح.
معركة كسر العظم: 92 أم 90 ألفا؟
فنيا، تبدو الصورة ضبابية؛ إذ فشلت العملة في اختراق سقف الـ 93 ألفا، مكتفية بالتحرك ضمن هامش يومي ضيق للغاية بين 92,079 و 92,676 دولارا، وهو ما اعتبره خبراء التداول "إشارة وهن" Bearish قد تسبق عاصفة من التصفيات في سوق المشتقات.
وتتجه الأنظار حاليا بصوب "خط الدفاع الأخير" عند 92,000 دولار، حيث يحذر العارفون بخبايا السوق من أن فشل المشترين في الذود عن هذا الحصن، قد يفتح الباب واسعا لانزلاق السعر نحو مناطق الـ 90,000 دولار، التي تمثل الدعم النفسي الأهم للمضاربين على المدى المتوسط، مؤكدين أن التذبذب سيظل سيد الموقف ما لم تطرأ محفزات تعيد شهية المخاطرة.
0 تعليق