في وقت لا تزال فيه سحب الدخان تغطي سماء جنوب قطاع غزة، كشفت تقارير إعلامية أمريكية، استنادا إلى مصادر رفيعة المستوى، عن حراك دبلوماسي متسارع داخل البيت الأبيض، يهدف إلى تدشين "المرحلة الثانية" من مسار التسوية، حيث يعتزم الرئيس دونالد ترمب كشف النقاب عن ملامح "الهيكل الحكومي الجديد" للقطاع والقوة الدولية المقترحة، في توقيت زمني لا يتجاوز عطلة عيد الميلاد.
ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين في واشنطن ومصدر غربي، أن الإدارة الأمريكية تعكف حاليا على صياغة التفاصيل النهائية لتشكيل قوة حفظ السلام، مرجحين أن يتم الإعلان الرسمي عن الترتيبات السياسية والأمنية المرتقبة وتسمية أعضاء الحكومة الجديدة خلال فترة تتراوح بين أسبوعين وثلاثة أسابيع، في خطوة تهدف لملء الفراغ الإداري في المنطقة المنكوبة.
هدنة هشة واشتعال جبهة "خان يونس"
وعلى النقيض من التفاؤل الدبلوماسي في العاصمة الأمريكية، لا يزال الميدان يغلي بالتوتر؛ إذ تبادل طرفا الصراع الاتهامات بخرق "اتفاق وقف إطلاق النار".
ففي مدينة خان يونس، أفاد الدفاع المدني بسقوط خمسة ضحايا فلسطينيين، بينهم طفلان، جراء سلسلة غارات جوية إسرائيلية مباغتة.
وبرر جيش الاحتلال الإسرائيلي الهجوم بأنه استهداف لـ"عنصر إرهابي" ورد ضروري على ما وصفه بـ"الانتهاكات الصارخة" للتهدئة من قبل حركة حماس، معلنا في الوقت ذاته عن إصابة خمسة من جنوده بجروح متفاوتة إثر اشتباكات مسلحة مع مقاتلين فلسطينيين في القطاع الجنوبي.
حرب بيانات وأرقام ضحايا متصاعدة
في المقابل، استنكرت حركة "حماس" القصف الأخير، واصفة إياه بـ"جريمة حرب موصوفة" ومحاولة مكشوفة للتنصل من استحقاقات الاتفاق، محملة حكومة الاحتلال مسؤولية تداعيات هذا التصعيد، ومطالبة الدول الضامنة والوسطاء بلجم ما أسمته "العدوان الفاشي".
وتشير إحصائيات وزارة الصحة في غزة إلى أن الفترة التي تلت سريان الاتفاق شهدت مقتل 366 فلسطينيا بنيران "إسرائيلية"، فيما أقرت المؤسسة العسكرية للاحتلال بمقتل ثلاثة جنود خلال الإطار الزمني نفسه.
يذكر أن الحرب الدامية التي اندلعت شرارتها في أكتوبر 2023، خلفت حصيلة ثقيلة وتاريخية من الضحايا، تجاوزت 70 ألف قتيل في الجانب الفلسطيني، غالبيتهم من المدنيين، مقابل مقتل نحو 1221 "إسرائيليا" واقتياد المئات كرهائن، وفقا للبيانات الرسمية الصادرة عن الجانبين

0 تعليق