وتشير تحليلات المجلس الأطلسي إلى أن المملكة تسجل تحولًا متسارعًا في هيكلها الاقتصادي، خاصة بعد سلسلة اجتماعات رفيعة المستوى في واشنطن، شملت التزامات سعودية تتجاوز التريليون دولار مع الولايات المتحدة، مقابل نقل تقنيات متقدمة تشمل الجيل القادم من أشباه الموصلات، ونُظم الذكاء الاصطناعي، وتقنيات الطاقة الحديثة، والتكنولوجيا النووية المدنية.
__________اقتصاد غير نفطي يقود النمو
ووفق صندوق النقد الدولي، نما الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي في 2024 بنسبة 4.5%، مدعومًا بقطاعات التجزئة والضيافة والبناء، فيما يشير آخر تحديث لهيكل الناتج المحلي إلى أن الاقتصاد غير النفطي يمثل حاليًا 76% من إجمالي الناتج، وهي قفزة نوعية تعكس عمق التحول الاقتصادي الجاري.
أما على صعيد القوى العاملة، فيسجل البنك الدولي قفزة تاريخية في مشاركة النساء في سوق العمل من 17.4% في 2017 إلى 36% مطلع 2023، مدفوعة بإصلاحات تنظيمية وهيكلية ضمن برامج الرؤية، ما يجعل المملكة واحدة من أسرع الدول نموًا في مؤشرات تمكين المرأة اقتصاديًا.
كما يشهد الاقتصاد الرقمي اتساعًا لافتًا، إذ أصبح يشكل 15.6% من الناتج المحلي الإجمالي بحسب الهيئة العامة للإحصاء، بينما تواصل السياحة صعودها كأحد أعمدة التنويع مع هدف الوصول إلى 10% من الناتج المحلي وخلق 1.6 مليون وظيفة بحلول 2030.
__________التقنية والمرحلة التالية من التحول
أبرز ما يميز المرحلة الراهنة هو انتقال السعودية إلى الاستثمار المكثف في الصناعات المعرفية، حيث أعلن إيلون ماسك خلال منتدى الاستثمار الأمريكي – السعودي أن شركته xAI ستبني أكبر مركز بيانات لها خارج الولايات المتحدة داخل المملكة بقدرة 500 ميغاواط، بالشراكة مع شركة «هومين» السعودية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي.
وفي المنتدى ذاته، كشفت شركة بلاكستون عن تعاون مع AirTrunk لإنشاء مراكز بيانات تعتمد على شرائح Nvidia، في خطوة تعزز موقع المملكة مركزًا إقليميًا للبنية الرقمية فائقة القدرة.
هذه التطورات، إلى جانب تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة، تشير إلى أن السعودية تتجه نحو اقتصاد يعتمد بشكل متزايد على الابتكار والمعرفة وليس فقط على رأس المال والمشاريع العملاقة.
__________التحديات المالية وسوق رأس المال
ورغم التقدم، تواجه المالية العامة تحديات مرتبطة بتقلبات أسعار النفط وارتفاع الاحتياجات التمويلية للمشاريع الضخمة. إذ رفع صندوق النقد توقعات العجز لعام 2025 إلى قرابة 3% من الناتج المحلي. كما تشير تقديرات جي بي مورغان إلى أن «سعر النفط المالي» يقارب 98 دولارًا للبرميل، ما يعكس الفجوة بين احتياجات الإنفاق والإيرادات الفعلية.
في الوقت نفسه، تتعامل السندات السعودية بخصومات مقارنة بنظرائها من الفئة الائتمانية نفسها، ما يعكس الحاجة لتعميق السوق المالية وزيادة الإدراج في مؤشرات السندات العالمية.
__________رأس المال البشري رهان السعودية الأكبر
يبرز رأس المال البشري بوصفه العنصر الحاسم في إنجاح التحول الاقتصادي المستقبلي، إذ يشكّل الشباب دون 35 عامًا نحو 70% من المواطنين وهم الثروة التي يعوّل عليها في بناء اقتصاد تنافسي عالمي.
وتدعو تحليلات المجلس الأطلسي إلى اعتماد «بطاقة تقييم وطنية للمواهب» تُصدر سنويًا وتغطي مؤشرات مثل:
– نتائج توظيف الخريجين
– مشاركة النساء في مجالات التقنية
– نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة
– براءات الاختراع لكل 100 ألف شخص
ووفق الخبراء، فإن ربط التعليم باحتياجات السوق، وتطوير برامج التدريب المهني، وتحسين جودة الحياة وتنقل المواهب سيجعل الرياض مركز جذب للكفاءات الدولية ومختبرًا لنماذج اقتصادية جديدة تعتمد على الإبداع والتقنية.
ومع استمرار المشاريع الكبرى، وتوسع الشراكات الدولية، وتزايد الاستثمار في التقنيات المتقدمة، تبدو السعودية مقبلة على مرحلة «ما بعد الرؤية»، حيث يصبح رأس المال البشري والتقنية المتقدمة بوابة العقد الاقتصادي المقبل.
الناتج المحلي الإجمالي الاسمي (مليار دولار أمريكي)
2022= 1.109
2023= 1.068
2024= 1.085
2025= 1.084
المتوقع 2026= 1.122
نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي (النسبة المئوية)
2022= 7.5
2023= 0.5
2024=2.0
2025= 3.6
المتوقع 2026= 3.9
التضخم (معدل التغير السنوي بالنسبة المئوية)
2022= 3.3
2023= 1.5
2024=1.9
2025=2.0
المتوقع 2026=2.0
الحساب الجاري (% من الناتج المحلي الإجمالي)
2022= 13.6
2023=3.3
2024=0.5
2025=-4.0
المتوقع 2026=-4.3
الرصيد المالي (% من الناتج المحلي الإجمالي)
2022= 2.5
2023= -2.0
2024=-2.8
2025=-4.9
المتوقع 2026= -4.9
الدين الحكومي (% من الناتج المحلي الإجمالي)
2022= 23.8
2023= 26.2
2024= 29.9
2025= 34.8
المتوقع 2026= 38.5
احتياطيات النقد الأجنبي (% من الناتج المحلي الإجمالي)
2022= 41.5
2023= 40.9
2024= 40.3
2025= 42.3
المتوقع 2026= -
0 تعليق